أثارت حادثة تدافع الحجيج عند رمي الجمرات الكثير من النقاش، وتناولها الكثيرون من جوانب مختلفة، وعزي السبب في هذا الحادث الأليم إلى أسباب مختلفة، كان منها ما أشار إلى أن الحادث نجم عن مرور شخصية "مهمة"، وعلى الرغم من نفي السلطات السعودية لهذا الأمر إلا أن مجرد ذكره يثير القشعريرة في جسدي، فهل يجرؤ شخص عاقل أن يسفّه الحكمة الإلهية العظيمة المتمثلة في تساوي البشر جميعاً بمختلف ألوانهم وأجناسهم ومستوياتهم الاجتماعية أمام خالقهم وبارئهم ومتوفيهم وباعثهم في يوم حقٍّ لا ينفع مالٌ ولا بنون ولا يشفع للإنسان فيه إلا عمله وخلقه ودينه. لن أخوض كثيراً في هذه النقطة فقد أشبعها الزملاء بحثاً، لكنني –لسبب لا أدركه- تمعنت في وصف (الشخصية المهِمة) –بكسر الهاء- فعدت إلى بعض المعاجم ووجدت في (جمهرة اللغة) لإبن دريد ما يلي: ((وأهمَّني الشيءُ يُهِمني، إذا أحزنني، فأنا مُهَمّ –بفتح الهاء- والشيء مهِم –بكسر الهاء-)). ومنه نرى أن (الشخصية المهِمة) –بكسر الهاء- هي الشخصية التي تبعث الهمّ والحزن، وكان أولى أن يسمى المسؤول الذي يرعى شؤون الناس فيهتمّ لهمهم، ب(الشخصية المهَمة) بفتح الهاء، ولا أعلم بصراحة هل هذا خطأ شائع أم قدرٌ ساخر!! ما يهم في كل هذا أن الشخصية المسؤولة عن حادث التدافع في مكة، سواء كان مسؤولاً رفيع الشأن أم إنساناً بسيطاً متواضع الشأن فهو شخصية مهِمة –بكسر الهاء- بعثت الهمّ والحزن للعديد من الناس من أقارب الضحايا وعموم المسلمين. فاللهم اجعل مسؤولينا مهَمّين –بفتح الهاء- بنا، لا مهِمين –بكسر الهاء- لنا، إنك على كل شيء قدير! [email protected]