يؤسفني أن أرى، وأسمع، وأقرأ، احتجاجات وتدخلات الكثير ممن ينادون بالعدالة، وباستقلالية القضاء، وبتطبيق القانون؛ أن يكونوا هم أوائل المتدخلين في شئون القضاء، وفي إبطال الحدود الشرعية، تحت دواعٍ ومبررات لا تقبل بها أسس الدولة المستقلة في قراراتها وفي أحكام قضائها. إن تدخل الكتاب والصحافيين ورجال الإعلام عموما، في أي قضية منظورة لدى القضاء؛ إنما يكون ذلك مدعاة للتأثير على متخذي الأحكام والقرارات، وبالتالي تكون هذه النخب تتصرف بعاطفة ساذجه تجاه قضايا وطنية يفترض فيها الحزم وتطبيق نصوص الشرع والقانون، في ظل ظروف شديدة الحساسية، تستدعي الحزم والصرامة من قبل الجميع. قد يحتج البعض بلجوء المنظمات الحقوقية والإنسانية في هذا الجانب، وقد يعترض البعض لتدخلاتها في هذا الشأن؛ لكن الحقيقة الأكيدة، أن الجوانب الفنية هي التي تكون محل التصويب والتدخل، لا في جوهر القضية واحكامها، ولها توقيتاتها، وآلياتها، ورجالها..!!