كما هو متوقع اهتمت الصحف الأميركية والبريطانية بما يجري في مصر اليوم، وتناولت ذلك في تقاريرها الإخبارية والتعليقات، وأجمعت على أن مصر تمر بفترة عصيبة من الصعب التكهن بما ستنتهي إليه. وقالت غارديان البريطانية إن مصير مصر لم يكن مجهولا في أي لحظة منذ ثورة 2011 مثلما هو اليوم مع تكرار الشائعات حول احتمال تدخل الجيش. وأضافت أن الخلاف بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه كان قد تمحور حول ضرورة احترام الشرعية الديمقراطية مقابل ضرورة تنحيه بسبب أنه "لم يحترم القيم الأوسع التي تعتمد عليها الديمقراطية الناجحة". لكن تصاعد التوتر بين الجانبين تجاوز هذا الخلاف وبدأ يأخذ طابعا أيديولوجيا، كما قالت غارديان. ونسبت إلى المتخصص في الشؤون السياسية المصرية خليل العناني قوله إن أزمة مصر الراهنة تجاوزت الخلاف السياسي الذي يمكن تفسيره في إطار التنافس الديمقراطي. ونقلت الصحيفة أيضا عن مدير مركز رفيق الحريري بالمجلس الأطلنطي الأميركي ميشيلي دان قوله إن الصراع في مصر ليس بين قوتين: العلمانيين والإسلاميين، بل بين ثلاث قوى، وهي القوتان المذكورتان بالإضافة إلى ما أسماه بالدولة القديمة. وأشارت جميع الصحف إلى ازدحام مطار القاهرة أمس السبت بالمسافرين إلى الخارج بسبب الاضطرابات المتوقعة. وقالت الصحيفة في إحدى افتتاحياتها إن المصريين يتحدثون عن ثورة ثانية لإكمال الثورة الأولى. وعلقت بأن هذا ربما يتسبب في فقدان البلاد كل ما مكاسبها من الثورة حتى اليوم. وحذرت الصحيفة من أن مصر بتوتر قواها المتنافسة وعدم قدرتها على التنازل والمساومة مقدمة على الدخول في مواجهة طويلة وربما حرب أهلية تجرها إلى فوضى لا نهاية لها أو عودتها إلى قبضة الجيش الحديدية. وأشارت إلى الضرر الذي سيقع على كامل المنطقة إذا انزلقت مصر في الفوضى أو عادت إلى الديكتاتورية نظرا لحجم مصر السكاني ونفوذها الثقافي والفكري وكذلك السياسي في العالم العربي. وقالت إنه إذا جلس المصريون بعضهم مع بعض ربما وجدوا أنهم متفقون بقوة على مبدأ يوحدهم، وهو أنهم يتطلعون إلى خير بلادهم. وما تبقى، رغم تعقيده وصعوبته، وهو كيفية تحقيق ذلك، سيتم بالتمسك بصدق بمبادئ الثورة التي أطاحت بنظام المخلوع حسني مبارك. وحذرت الصحيفة أيضا من أنه إذا تنحى مرسي فسيكون من الصعب تنصيب حكومة مدنية واستمرارها. وقالت إن مصر لا تقوى، حرفيا، على أن تتقاتل قواها السياسية. وإن العالم العربي ينتظر خيارها، وإن الربيع العربي بطيء التطور ينتظرها للاقتداء بها. وأشارت واشنطن بوست إلى أن حركة "تمرد" المصرية الواقفة وراء الاحتجاجات ضد الرئيس مرسي اتهمت أميركا أمس بالمشاركة في مؤامرة لإبقاء الرئيس المصري في السلطة، ونقلت عن حسن شاهين القيادي بتمرد في مؤتمر صحفي قوله "أميركا والإخوان المسلمون اتحدوا لإسقاط الشعب المصري". كما أشارت إلى إعلان عشرة من أعضاء مجلس الشورى المصري من غير الإسلاميين استقالاتهم من المجلس في المؤتمر الصحفي ل"تمرد". أما لوس أنجلوس تايمز فقد قالت إن فترة الانسجام الوطني بمصر التي دفعت الناس إلى إنجاز ثورة 2011 والإطاحة بنظام المخلوع حسني مبارك قد ولت إلى غير رجعة.