من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    غدر به الحوثيون بعدما كاد أن ينهي حرب اليمن.. من هو ولي العهد الكويتي الجديد؟    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التكنولوجيا.. هل ستحل الأزمة في اليمن؟!
نشر في 14 أكتوبر يوم 02 - 06 - 2011

القانون الوحيد في الكون الذي لا يتغير هو قانون التغير ولكن كيف ؟ ما نراه يحدث في الساحة اعتقد من وجهة نظري انه يخالف العرف المعروف في دول العالم الأول فالفلاسفة يقولون (خمسة بالمائة يصنعون ما يحدث وخمسة عشر بالمائة يشاهدون ما يحدث وثمانون بالمائة لا يعرفون ما يحدث) .
أما في الشعوب العربية وخصوصا في اليمن فإن واحداً بالمائة يصنعون ما يحدث وخمسة بالمائة يشاهدون ما يحدث وأربعة وتسعين بالمائة ينحشرون في ما يحدث سواء كان سلبيا أو ايجابيا.
و أنا أقول إنه يمكننا بعود كبريت أن نحرق مدينة أو نوقد شمعة وما أن سمعت بيوم الغضب حتى تذكرت قول الفيلسوف سقراط (إن تغضب فهذا أمر سهل لكن أن تغضب من الشخص المناسب وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب فهذا ليس بالأمر السهل أبدا) .
وفي هذه الكلمات الجميلة يدعونا سقراط إلى أن تكون لدينا مرونة وعقلانية في علاقاتنا مع الجميع من خلال أن نغضب من الشخص المناسب بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب وللهدف المناسب الذي يضمن لنا حياة كريمة، ويساعدنا على المضي إلى الإمام لا إلى الوراء .
وما نراه يحدث في الآونة الأخيرة من موجة غضب عارمة تجعلني أتساءل: ترى هل هذا هو الوقت المناسب لمثل هذا وهل هذا هو الأسلوب المناسب أيضا ؟
أنا شخصيا أقول: نحن بحاجة إلى شهادة إبداع لا إلى شهادة وفاة وما نراه في الآونة الأخيرة من موجات الغضب ينبئنا أننا سوف نحصد الكثير من شهادات الوفاة ولقد حصدنا مئات من شهادات الوفاة كلها من شعب واحد ووطن واحد ومن دين واحد . وعندما ندرس هذه الحالة سنفاجأ بالكثير من البيانات. أنا بصراحة إنسان حيادي تماما لا ينتمي ولا يوالي احداً ليس لأني حيادي فقط ولكن لأني محتار من بديهياتكم وكلاسيكياتكم.
كنت من قبل أتعصب مع أي جانب من الجوانب ولكنني وجدت نفسي تائهاً أتخبط في براكين الرعب ، فحاولت أن ادرس الموضوع بجدية ، يا جماعة.. الشعب يمر في حالة عصبية حرجة ربما بسبب الأوضاع الاقتصادية أو البطالة أو الجهل ، على العموم هناك أسباب كثيرة كلها كفيلة بوصول الناس إلى مثل هذا الجنون ولقد تخليت عن كل ولائي وانتمائي النفسي. وليس لدي أي وثيقة منتمية لحزب ولكن مع الأيام عندما يعيش الإنسان في جماعة يبدأ بنسج انتماء فكري، لكني تخليت عن كل إنتماءاتي وهذه طريقة عجيبة ومشوقة ومفيدة'.. طريقة أن تتخلى عن انتماءاتك يستخدمها (الافاتارس) أي المصلحون الاجتماعيون وهي فترة تجلس فيها بعيداً عن الناس وتوقف فكرك ثم تبدأ فترة تأمل صعبة نوعاً ما لكنني اكتسبتها من الدراسة في علوم الكون والطبيعة فعندما تدرس وتدرس تعرف أن في الكون قوانين خارقة وأسئلة ليس لها إجابة وأن الإنسان يمكن أن يرى الحقيقة والخرافة شيئا من المسلمات. وكما قيل قديما ما معي من فضيلة العلم إلا إدراكي أني لست بعالم.
المهم نزلت إلى الشارع ووجدت الناس منغمسين منهم مؤيد ومنهم رافض ومنهم خائف ومنهم حيادي . وبصراحة الحياديون والخائفون قلة ،لكننا سوف نتحدث عن القطبين العملاقين في الشارع: انهما فريق الكره وفريق الكره أيضا .
قد تستغربون جميعا لماذا اسميهما فريقي الكره والكره ونحن نعرف أن هناك قوى مختلفة في الكون مثل الحب والكره والخير والشر واليمين واليسار والسالب والموجب ، نعم هذا ما كنت اسلم به من قبل ولكن لما نزلت لساحة التغيير أمام الجامعة سمعت الناس تصب لعنتها على السلطة وعلى الحاكم وعلى الفساد والبلاطجة، ثم توجهت إلى ساحة التحرير فوجدت الناس تصب لعنتها على المعارضة والخارجين على القانون والمفسدين في الأرض والبلاطجة أيضا ، وللأسف مع كل يوم يزداد الأمر سوءاً ويزداد التوتر بين الطرفين وربما لو جلست في الجامعة يوماً أو يومين تستمع لهم ستخرج وقد كرهت السلطة ومن يدعو إلى السلام وإذا جلست في التحرير يوماً أو يومين يمكن أن تصب لعناتك على المعارضة وعلى من يدعو إلى العدل ومع كل يوم يشرق بشمس جديدة تزداد الحالة تصعيدا أما أنا فأسلم بقول علماء الميتافيزيقا ( إن الطاقة السلبية تنتقل بين الناس أسرع من الطاقة الإيجابية) وأنا اعتبر ذلك الآن شيئاً من المسلمات ، ودائما ما نلاحظ ذلك وأحبذ لكل واحد منكم أن يجرب هذا ، مثلا خذ كيساً من المخلفات أو القمامة وارمه في أي مكان نظيف في احد الشوارع ثم أذهب في جولة إلى السوق أو الكافيه وارجع بعد ساعتين أو ثلاث إلى نفس المكان تجد أن الشارع قد امتلأ مخلفات !
الناس كلها رمت بمخلفاتها في نفس المكان ، طيب اعكس التجربة وابحث عن مكان فيه مخلفات وقل في نفسك والله هذا المكان جميل هذه المرة سوف أحاول تنظيفه خذ بعض أكياس القمامة أو المخلفات وارمها بعيدا في الأماكن المخصصة لها وخذ لك ساعتين أو حتى يوماً وعد إلى نفس المكان لن تجد أحداً حاول أن يقلدك بعملك الإيجابي كما قلدوك بعملك السلبي بل تجد أن الأمر قد ازداد سوءاً ، إلا إذا جمعت الناس وحاورتهم فقليل من يستجيب .
فإذا جمعت الناس وقلت لهم: يا جماعة هذا شارعنا أو هذه حارتنا أو هذه مدينتنا فلنتعاون على تحسينها، أنا سوف آخذ جزءاً من المخلفات وارميه في المكان المخصص أكيد الناس سوف تقتدي بك وتحاول أن تساعدك بالخطوة الإيجابية التي ستقوم بها واعتقد انك سوف تنجح إذا حاولت أن تصلح نفسك وهذه صرخة من الأعماق .
نعود إلى موضوع الطاقة المنتشرة في الناس ولنحاول أن ندرس الموضوع بعقلانية لنعرف ما هي أسباب الانفجار ولنسلط الضوء على هرم ماسلو ؟ . بعض علماء النفس يعتبرون هرم ماسلو شيئا من المسلمات لأنه ينطبق على غالبية ساحقة من البشر ويعبر هرم ماسلو عن الاحتياج البشري المتصاعد دوما إلى الرقي والتقدم فالهرم يبدأ بالاحتياجات الجسمانية والبيولوجية ثم يصعد إلى الاحتياج للأمن والاستقرار ثم إلى الانتماء والحب ثم التقدير لشخص وتأتي مرحلة تحقيق الذات في المرتبة الأخيرة.
وتعبير هرم ماسلو عن الاحتياج البشري ،يعني أنه عبارة عن محاكاة نسبية لاحتياجات الإنسان المختلفة ،على نحو ما، لا يمكن تعميم احتياجات سلم أبراهام ماسلو على الجميع ، لكن وعلى ما يبدو فإن الأغلبية الساحقة من البشر تتفق على نفس الاحتياجات تقريبا ،إن البشر فئة مغلوبة فعلا.وتتوزع احتياجات الإنسان العاقل على خمس طبقات أساسية ، "هناك تسمية أخرى لهرم ماسلو هي ((هرم الطبقات الخمس)) .
بشكل تصاعدي يحتاج الإنسان في حياته إلى حاجات فيزيولوجية ( Physiological needs) بمعنى حاجات أساسية وقاعدية تساعده على الحياة كالنوم ،الطعام ،الجنس ، الإخراج ،الماء ،هذه حاجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لأنها أساسية لتحقيق الحياة وبناء الجسم البيولوجي.
تصاعديا دائما يحتاج الإنسان إلى الأمان أيضا ( safty needs) وهي الطبقة الثانية ، خصوصا السلامة الجسدية ، من دون إحساس الإنسان بالحد الأدنى من الأمان والاستقرار لن يتمكن على الأرجح من التطلع إلى الطبقة الثالثة وهي الحياة الاجتماعية ( Social needs) .
والإنسان كائن اجتماعي بطبعه ، سعادته تكتمل ببناء علاقات اجتماعية متينة وواسعة ، ومن الصعب جدا أن يستمر الإنسان على حياة العزلة لفترة طويلة ، تلك حاجة أساسية ، على المرء أن يحس بأنه مرغوب ومقبول وغير منبوذ اجتماعيا، الحياة الاجتماعية تساعد الإنسان على اكتشاف ذاته.
الطبقة الرابعة هي الحاجة إلى التقدير ( Esteem needs)، لا يتوقف الإنسان عند اكتشاف نفسه وإن كانت خطوة مهمة وحرجة ، يحتاج الإنسان أيضا وفي فترة عمرية معينة خصوصا إلى إحساس الآخرين بوجوده وتقديرهم لأعماله وإنجازاته، فالعيش في الظل غير مقبول في هذه الطبقة .. لذلك يحتاج المرء إلى أن يكتشف نفسه ويكتشفه الآخرون في النظام الاجتماعي.
الطبقة الأخيرة - وقد عبر عنها بأنف صغير في نهاية الهرم، مساحته ضئيلة جدا هي طبقة تحقيق الذات (Self actualization) وهي الطبقة الأخيرة والأكثر علوا ،إنها قمة هرم ماسلو.
يعمل الفرد هنا على تحقيق ذاته وفهم أكثر عمقا لنفسه، وبذلك فهو يمارس نوعاً من الاجتياح للكثير من المجالات وقد يبتكر ويكتشف ويغير أيضا ، إنها درجة عالية من الصفاء والتفكير والأمان، والواقع أن هذه المرحلة تجمع بين المراحل الأربع السابقة جميعا ،فالفرد عندما يحقق ذاته فهو فرد متشبع فيزيولوجيا ونفسيا ويحس بقدر عال من الأمان ويتمتع بالحد الأدنى من الحياة الاجتماعية فلا يمكن للمرء أن يبتكر لنفسه في النهاية.
الجدير بالذكر أن 1 % من البشر فقط قادرون على الوصول إلى الطبقة الأخيرة من هرم ماسلو.
ويعاني الإنسان من جشع نحو الحاجة ، بمجرد أن يحصل مثلا على حاجاته الفيزيولوجية الأساسية فإنه يرغب مباشرة في الحصول على درجة من الأمان والاستقرار وبمجرد حصوله على الاستقرار فإنه ينتقل نحو حياته الاجتماعية ويحاول الاندماج بها، إنه جشع نحو الرقي ونحو الطبقات العليا دوما) .
ورغم انقسام العلماء إلى معسكرين بعضهم يقول إن قانون ماسلو صحيح والبعض الآخر يقول لا لأن هناك أناساً يمكنها أن تصل إلى تحقيق الذات وهي في ظروف سيئة.. لكني أقول إن لكل قضية استثناء وان هناك خوارق للمألوف، وكما لاحظنا في هرم ماسلو أن الناس تريد أولا الاحتياجات البيولوجية من طعام وغيره، مثلا لو جئت لواحد لا يجد ما يأكله وأعطيته أماناً أو حباً أو انتماء أكيد سيقول لك أنه يريد أن يأكل واهتمامه سيكون هو البحث عن شيء يسد به جوعه ثم يبدأ يفكر في الأمن خاصة الأمن الجسماني ثم الاستقرار استقرار الأمن واستقرار المعيشة أي يريد مؤشرا يوحي له انه لن يجوع من جديد ولن يحارب، ثم يأتي الانتماء والحب وغيرها من الدرجات الاحتياجية.
طيب لو لاحظنا الأوضاع في العالم نجد أنها تختلف من دولة إلى أخرى ولكن سنسلط الضوء على وطننا الغالي، عندما كانت اليمن في عهد الإمامة وبعدها مرت بحروب وصراع وسنسلط الضوء لاحقا على بعض النقاط الأساسية في الصراع ،كان الشعب بحاجة إلى الاحتياجات الجسمانية والبيولوجية ثم حققت اليمن شيئاً ملموسا في هذا الجانب ثم حققت الأمن والحمد لله فاليمن كانت قبل اندلاع الأحداث الأخيرة تمر في حقبة زمنية الأمن فيها جيد خصوصا الأمن الجسماني فالحمد لله على النعمة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ويقول احد الشعراء
خبز وماء وظل ذاك النعيم الأجل
كفرت نعمة ربي إن قلت إني مقل
ولكن ماذا عن الاستقرار؟ قلنا إن الإنسان يريد الاستقرار الجسماني والاستقرار النفسي وقد حقق الاستقرار الجسماني ولكن الاستقرار النفسي لم يحقق لأن الشعب يرى أن هناك مؤشرا ينبئ مثلا أن الطالب في الجامعة لا يحس بالأمن لأن مستقبله ليس مضموناً والمواطن يرى أن الأسعار ترتفع يوما بعد يوم والجرع الواحدة بعد الأخرى ما يهز سكينته واستقراره وأصبح يشعر أن المستقبل سيئ جدا أيضا هناك أسباب ومسببات جعلت الناس تثور منها الوساطة والمحسوبية وهذا السبب سوف يؤدي إلى تحلل النظام الحالي. دعونا نعود لما تعلمنا في السنة النبوية المطهرة ( فرسول الله (ص) قال (( إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُقِيمُونَ الْحَدَّ عَلَى الْوَضِيعِ وَيَتْرُكُونَ الشَّرِيفَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ فَعَلَتْ ذَلِكَ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) ولو لاحظنا نجد أن كل الناس تتكلم عن الوساطة. والأقوى هو صاحب الحظ العظيم وكما يقولون ((السلام للمحارب فقط)) أما الضعيف فلا مكان لديه أن يصل إلى قمة المجد.أيضا الناس يريدون أن يجربوا رئيساً جديداً ليروا ماذا سيقدم؟ فلو سالت الناس لماذا تريدون التغيير سيقولون: ((خلينا نجرب رئيس جديد لنرى ماذا سيقدم حتى لو كان سيئاً نجربه أربع سنوات إذا ما نفع غيرناه)). أي أن الناس تحلم بالتغيير طبعا أنا لازم أتكلم بحيادية فالنظام الحالي من وجهة نظري كان لديه ايجابياته وسلبياته ولكن لا نريد الوقوع في روتين التفاصيل فكل واحد منا إذا ابتعد عن العاطفة والتعصب وجلس يفكر في الأمر مليا فسوف يعرف ماذا اقصد.. ولكني أقول أن التاريخ والمستقبل بحاجة إلى إعادة النظر وصفوة القول هو أن اليمن حققت في السنوات الأربعين الماضية الاحتياجات النفسية والفسيولوجية وجزءاً من الأمن ولو أن ذلك كان يسير بشكل سلحفائي. بقي أن نعمل على تحقيق الاستقرار المعيشي ثم الانتماء والحب ثم التقدير للشخص ثم تحقيق الذات، وهذا لا يعني أن باقي الاحتياجات غير موجودة أبدا بل موجودة ولكن بنسب ضئيلة ولكن في الآونة الأخيرة بدأنا نرى مؤشرات تعود بنا إلى قبل أربعين سنة وهي سحق الخطوات التي تقدمنا فيها وسحق الاحتياجات الجسمانية والفسيولوجية والأمن وحتى الوحدة (الشيء الجميل والمقدس) أصبحت مهددة ومن الصعب التكهن بمصير اليمن إذا لم يتم التبادل السلمي للسلطة فربما يتقاتل الشعب بعضه مع بعض وينتج عن ذلك انهار من الدماء وربما يقود ذلك إلى مجاعة كما في الصومال، لكن ما هي الأسباب لمثل ذلك لابد أن أناقش بعض النقاط المهمة وربما تكون هذه النقاط في غاية الخطورة فربما الكثير من الناس سيقولون أني أمارس أسلوب النظام في التخويف والتهويل وإرعاب الناس لكني أقول أن مكاني مختلف عن مكان النظام فمن خلال المعطيات نجد أن المسألة ليست بالبساطة التي يتصورها البعض ولا يجب أن نحكم على الأمور بعاطفتنا الخاصة. أنا لاحظت للأسف أن كل طرف من أطراف النزاع يحكم على ألمشكلة من منظوره الداخلي فقط دون أن يفكر بما يفكر فيه الطرف الأخر أولا دعونا نفكر مثلما يفكر النظام يجب علينا أن ندخل إلى صميم عقل النظام. مثلا، لو أنت رئيس والشعب يريدك أن تتنحى مع التهديد بمحاكمتك ماذا ستعمل وأنت في مكان قوة ؟
أريد من كل واحد منكم أن يستنبط الحقائق من تعامله مع الناس في الطبقات المختلفة سوف نصمت لدقيقة نفكر ونقول لأنفسنا ماذا لو كنت في مكان النظام نفس النظام بخيره وشره ؟!.
المنطق يقول إن النظام سوف يستفز ويمكن أن يقود البلد إلى حرب أهلية ليضرب عدداً من العصافير بحجر واحد ويعطي نفسه أكثر من احتمال وأكثر من فرصة لعدم المحاكمة ، فالاحتمال الأول هو أن يحارب فربما ينتصر والاحتمال الثاني هو إذا دخل الوطن في حرب أهلية سيضمن النظام أن لا احد سيلاحقه لان الشعب سيكون مهتماً بمشاكله الداخلية وأيضا سيحقق الانتقام. الانتقام من الناس التي وقفت ضده وسيبدو له أيضا انه حفظ كرامته، أيضا هناك نقطة مهمة أود أن التفت إليها فلا احد يعرف بماذا يفكر النظام بالضبط لكن المعطيات تقول إن هناك عداء شديداً بين المعارضة والنظام. وليس كما يتصور البعض بين النظام والشعب أنا أتذكر ما قاله احد الحكماء حين قال(( أصدقاؤنا ثلاثة: أصدقاؤنا وأصدقاء أصدقائنا واعداء أعدائنا ..وأعداؤنا ثلاثة: أعداؤنا وأصدقاء أعدائنا وأعداء أصدقائنا )).
هذا طبعا المنطق الذي يمكن للنظام أن يتخذه أما الشعب فالمشاكل التي سوف تترتب عن ذلك انه سوف يغضب ويغضب حتى يصل إلى الغضب الحاد فالشعب الآن لازال في حالة المراقبة الذهنية للذات. ولا يمكن له أن يتراجع عن قراره حتى لو كان هنالك حل غير التنحي فالثوار لن يقبلوا ..لكن لماذا ؟
دعوني أقول لكم لماذا؟!
لان كل الأطراف تنظر إلى الأمور بعاطفة فالثوار وضعوا إطاراً تفكيرياً بطولياً في أذهانهم و ينظرون لبطولتهم متى سوف تتحقق ولن تتحقق إلا بسقوط النظام أما إذا لم يسقط النظام فهذا يعني لديهم أنهم ليسوا أبطالاً وليسوا ثائرين، حتى لو عملت لهم أنشوطة زمنية* ليروا ويتأكدوا أن الرئيس سوف يغادر السلطة نهاية فترته الموعودة فلن يقبلوا أبدا. إنهم يريدون أن يشعروا بعملهم البطولي، وهذا تفسير مطلبهم الوحيد (الشعب يريد إسقاط النظام) فالمشكلة كبيرة جدا وبحاجة إلى عمل كل الأطراف وما هذا البحث الذي قمت به إلا اللبنات الأساسية لحل المشكلة، ويتطلب من الجميع النظر لهذا المأزق من كل الزوايا وتقديم التنازلات من الجميع حقناً لدماء وبصراحة الوطن يريد خطوة حاسمة إلى الأمام بالإصلاحات والتركيز على التنمية وليس بالتخريب وسحق كل الذي وصلنا إليه وبنيناه منذ أربعين سنة .
الجدير بالذكر أن قانون ماسلو يدرس أكاديميا للقادة في الشركات وغيرها وانجح الشركات من وجهة نظري هي في اليابان، فالشركات في اليابان تحقق كل هذه الاحتياجات لموظفيها ولذلك نرى دائما الشركات في صعود وابتكار وتنمية فالموظف لا يمكن أن يترك شركته بل يعطيها كل طاقته وهي تتولى بعد ذلك كل شيء للموظف كتأمين ضمانه الاجتماعي والصحي وأمنه واستقراره حتى يصل إلى قمة الهرم من حيث تحقيق الذات وتحقيق الذات ينتج عنه الإبداع والابتكار وهذا سر من أسرار نجاح اليابان .
عموما إذا كان في قلب أي وحد منكم مثقال ذرة من شك في ما أقول فليحاول أن يتخلى عن كل بديهياته وكلاسيكيته وانتمائه وتعصبه إلى أي جهة من الجهات وينزل ليدرس الموضوع بنفسه ، وعلى فكرة سوف يكتشف أشياء غريبة وهذه هي طريقة العلماء والفلاسفة في التفكير، فديراك مكتشف المادة المضادة وفينمان وهيزنبرج وإنشتاين وغيرهم عملوها. فاعملوها عندها سوف يثبت لكم المثل القديم ((الحب والكراهية يغيران وجه العدالة)) ، خلاصة الكلام نحن بحاجة إلى مراجعة كل شيء ليس حكامنا فقط بل تفكيرنا وأخلاقنا ومبادئنا وانتماءاتنا وإيديولوجياتنا وهويتنا التي قال عنها صلى الله عليه وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) .
سأحاول أن اطرح لكم الحل الأمثل من وجهة نظري وأقول يكفينا حروباً ويكفينا شما لرائحة الدم ، منذ خمسين سنة وفي اقل من نصف قرن ونحن نحارب، حاربنا في عام 62 وحاربنا في عام 63 وحاربنا في 82 تلك الحرب الأهلية التي ذهب ضحيتها الكثير من الشهداء ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا أنها كانت حرباًِ بشعة. بكل ما تحمل الكلمة من معنى والأسوأ منها كارثة 13 يناير في عدن التي استشهد فيها ما يقارب 11000 شهيد وآلاف المعتقلين والمشردين، وحاربنا في عام 94 وحاربنا من 2004 إلى عام 2010 ونحن نحارب وكلها نسميها ثورات ما هذا؟ الرسول صلى الله عليه وسلم («نظر إلى الكعبة وقال (ما أعظمك وما أعظم حرمتك فوالله لَهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ ) وقال (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) والآن نحارب في 2011 لا تقولوا لي إن هذه ثورة بيضاء وأن لكم رأيا آخر ، لا .
فقد أصبحت ثورة حمراء بعد أن لطخت بدم أكثر من ( ثلاثين شهيداً. ألا يكفيكم دم أكثر من ثلاثين شهيد لجعلها ثورة حمراء؟ أم أنكم تريدون المزيد ؟. أكثر من ثلاثين شهيداً وآلاف الجرحى (ولسه الحرب في أولها) أقولها بين قوسين فلقد كتبت هذا المقال وحاولت أن أقدم المشروع قبل الأحداث الأخيرة وقد صدق حدسي فالآن أصبحوا مئات الشهداء وآلاف الجرحى ، قد تسخرون مني وتقولون ولكن ما هو الحل إذا؟ ، أقول لكم الشارع قال ورجال الدين قالوا والنظام قال والمعارضة قالت ولازال الانقسام والتوتر قائما في الساحة ، ولكن بقي العلم والتكنولوجيا ماذا يقولان ترى هل من احد يسمع صرخات العلم وهل من احد يسمعني وأنا اصرخ بالمذهب القائل (من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أراد الاثنين معا فعليه بالعلم أيضا )؟ في الدول المتقدمة لم نعد نسمع بحروب خصوصا الحروب الأهلية بعد حربين عالميتين وبعد ملايين القتلى والجرحى والمعوقين وبعد الدمار تنبهت تلك الشعوب وقالت يكفينا حروباً ويكفينا قتلاً ولنركز على العلم فالعلم هو الوسيلة للعدل والرقي والتقدم والديمقراطية ، ونحن لازلنا نحارب،! ليس عندنا مشكلة إلا وحاربنا من اجلها. الحرب والدمار عندنا هو الحل والخيار الوحيد .
يا جماعة يكفينا حروباً ويكفينا توتراً ولنبن ولنحافظ على الاقل على الموجود ولنحاول التقدم بخطوة حاسمة إلى الأمام ولنعد إلى العلم والتكنولوجيا ، فرجال الدين قالوا لا للفتنة، والمعارضة قالت ولى زمن الحوار، والنظام قال لا للإنقلاب على الشرعية الدستورية، والشارع انقسم بين مؤيد ومعارض ، لكن لماذا مؤيدين ومعارضين؟
المعارضون يدعون أن الانتخابات مزورة وهم الآن لن يتراجعوا مادامت الكرة في ملعبهم وأما الموالون للنظام فيقولون الانتخابات نزيهة ولكن المعارضة الحلقة الأضعف (ومش لاقين إلا هذا الادعاء مبررا لخسارتهم )، ولكن ماذا أقول أنا الإنسان الحيادي ماذا أقول باسم العلم والتكنولوجيا ، وهل العلم والتكنولوجيا سوف يحسم كل هذا الصراع ؟ أقول: نعم بإذن الله ، فلو أجرينا الانتخابات بالبصمة الالكترونية فسوف يحسم الجدل العنيف . فمشروعي هو عمل برنامج على شبكة الانترنت ليتعرف على بصمة الإنسان الكترونيا . لن اشرح المزيد عن البرنامج الانتخابي الالكتروني حتى لا أطيل وربما الشرح سوف يكون للمتخصصين ، ولكنني سوف اكتفي بالقول انه سوف يحسم الموقف لأنه سيزيل المخاوف وكابوس التزوير إلى الأبد وسوف يفتح المستقبل ليمن جديد يمن بلا حروب ، ولكن لابد له من وقت لتنفيذه ولكني أحب أن أطمئنكم بأنه سينفذ قريبا إذا بدأنا به الآن، واظن أن الجميع قد فهم قصدي. ونكون بذلك حسمنا الموقف وأخرجنا اليمن من شر الفتن وشر صراعات توشك أن تحرق الأخضر واليابس ، ولنقل معا بصوت واحد : ضع بصمتك.
وبصراحة أنا لا اقلل من شأن الثورات السابقة فالثورات السابقة والوحدة اليمنية كانت منجزاً عظيماً وسوف يخلد هذا المنجز ولنترحم على كل شهدائنا ولكن من وجهة نظري لم يعد هذا زمن الحرب فقد أصبح هناك بدائل كثيرة فالحرب أصبحت خطرة بعد أن سخر لها الإنسان واخترع أكثر الأسلحة فتكا ودمارا فلنسع للسلام ولنترك الحرب للضرورة .
واسمحوا الي أن أوضح لكم بعض النقاط ،يقول الله عز وجل في محكم كتابه (وَإِن جَنَحُوا ْلِلسَّلْم ِفَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّل ْعَلَى اللّهِ إِنَّهُ هو َالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ)الأنفال61 صدق الله العظيم .في هذه الآية أمر واضح بأن نميل للسلم ولا نسعى للحروب أو الفتنة كما نرى الآن فما نرى من مبادرة يقدمها احد أو طرف من الأطراف إلا نسمع انها قد رفضت حتى إذا كنا خائفين من مسألة الغدر أو غيرها فلنتوكل على الله، ويقول المولى عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة208 صدق الله العظيم، فيجب علينا أن نسعى للسلام بكل السبل وكما قيل قديما (إن مأساة الحروب أنها تستخدم أفضل ما في الإنسان لإحداث أسوأ ما يصيب الإنسان) فلماذا لا نقدم نموذجاً جيداً أحسن من الآخرين طالما لدينا القدرة على ذلك ولماذا نستخدم الثروة الشبابية لتدمير وطننا.
بصراحة أنا متفائل بهذا المشروع، فبه نستطيع أن نضمن حقنا سواء من النظام الحالي أو من نظام المستقبل فلو سلطنا الضوء على الأنظمة الديمقراطية الناجحة مثل أمريكا لوجدنا أن الشعب الأمريكي اعتبر الرئيس جورج دابليو بوش أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى فكرة في أمريكا هناك شركات تجري استطلاعات تعرف بماذا تفكر الشعوب فالشعب الأمريكي في فترة رئاسة بوش كانوا مستاءين منه فلقد كان بوش السبب في قتل الآلاف في العراق وكان السبب في تضخم الأسعار وربما في انهيار الاقتصاد العالمي . كل هذا وماذا عمل شعب الديمقراطية هل قام بثورة؟ أو حرب؟ لا بل انتظر بوش لينهي فترة رئاسته وعمل له حفلة وداع ووضع مكانه الرئيس اوباما لكن دعونا نتساءل لماذا الشعب الأمريكي لم يقم بثورة؟ المعطيات تقول أن الشعب الأمريكي يضمن حقه ،هو يعرف انه خلال سنتين أو ثلاث تنتهي الأزمة بدلاً من أن يوقع نفسه في دوامة، وليس كالشعوب العربية (يتنح) فيها الحاكم إلى أن يمل منه الشعب والقريب والبعيد، في العالم الثالث الوضع مختلف ولكن سأحاول أن أسلط الضوء على الأزمة اليمنية بإيجاز كما قلت سابقا الكل قال ما يريد لكن الخوف هو السبب من وجهة نظري فالنظام يشعر بالخوف من تسليم السلطة بهذا الأسلوب أو تسليم المؤسسة العسكرية خصوصا أن الكل ضده في اللحظة الراهنة خوفا من أن يحدث انقلاب أو يكرر التاريخ نفسه كما حدث من قبل، والشعب المطالب بإسقاط النظام يخاف أن يعود النظام وتعود الكرة في ملعبه ويعود وينتقم من الشعب .
فالكل يرى انه لا أمل في التراجع ولكن بصراحة نريد أسلوباً مشرفاً يقود اليمن إلى بر الأمان فلو عدنا إلى تاريخ اليمن أو الوطن العربي لن نجد النموذج الديمقراطي بل نجد أن كل حاكم يجلس في السلطة إلى أن يمل منه ثم ينتهي بشكل فضيع إما مقتولاً أو مخلوعاً أو قامت عليه ثورة أو انقلاب فأين النموذج الديمقراطي؟ ، نريد أن نودع الحاكم بوردة ولو لمرة واحدة ونقول يا رئيس اذهب بخيرك وشرك لقد انتهت صلاحيتك لم تعد صالحا لهذا الوضع السيئ خلاص انتهى دورك وبصراحة لو فكرنا ملياً ودرسنا قانون ماسلو بشكل جيد لوجدنا أننا لن نستطيع أن نحسن اختيار رئيس جيد في اليمن إذا قامت حرب أهلية - لا سمح الله - لأن البنى التحتية للانتخابات سوف تنهار والشعب سوف يستسلم لأنه سيكون في وضع ليست لديه فيه الاحتياجات الجسمانية والبيولوجية وسيقبل بأي رئيس يحقق له الأمان، بمعنى انه لو حقق الأمان سيحتاج هذا البلد إلى وقت لكي يسترد عافيته
ودعوني اضرب لكم مثلاً، منذ متى بدأت الناس تتغير ضد النظام؟ نحن نعرف قبل عشر سنوات أنه كانت فئة ساحقة من الناس تؤيد النظام واسأل الناس من انتخبوا ستجد أن اغلبهم انتخبوا علي عبدالله صالح وربما هناك الكثير من القراء ممن هم الآن ضد النظام كانوا قد انتخبوا هذا النظام ، لكن لماذا هذا التحول؟ ولو سلطنا الضوء أكثر سنجد أن هذا النظام كان صالحاً للعمل في فترة معينة وقد أشرت سابقا في قانون ماسلو الى أننا حققنا شيئا ملموسا في التقدم رغم الفساد ورغم غياب جزء من العدالة ورغم بعض العنصرية وكان للنظام دور في ذلك فلقد حقق الوحدة ودافع عنها وهذا منجز كبير ولا أحد يستطيع أن ينكره وحقق أيضا شيئا ملموسا في الأمن، واذكر إني سمعت خطاباً للرئيس تحدث فيها عن جبهة 82 قال فيه إنها كانت خطة لتشمل كل اليمن فذهب إلى الملك فهد رحمه الله وقال له، جرس صنعاء ،جرس الرياض، قال: فأعطاني: خمسة مليارات دولار اشتريت بها مروحيات وعتاد الدفاع وحاولنا أن ننهي الحرب وأنا اعتبر ذلك شيئاً مشرفاً له فلماذا ننسى أو نتناسى جهوده ولكن هناك أشياء كانت بحاجة إلى جيل جديد من المبدعين وهي معالجة الاقتصاد وغيرها من القضايا الفاسدة.
اجزم بالقول إن لكل عصر رجاله ولابد للإنسان المناسب أن يكون في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، فعلينا أن نحقق هذا وهذا ما أقصده بالخطوة الحاسمة إلى الأمام وهي كما أشرت أن ننتخب بالبصمة الإلكترونية ونكون بذلك أرضينا كل الأطراف و نبدأ بالعمل فيه الآن لتهدأ الأوضاع والناس تختار الشخص المناسببهدوء والنظام تكون له فترة الإعداد لحزم حقائبه من السلطة ونكون حسمنا الموقف أما إذا وقعنا في الفتنة فسوف تنهار البنى التحتية وبدلاً من أن نبحث عن تحسين الأوضاع أو بمعنى ما قاله الدكتور أبراهام ماسلو الاستقرار والانتماء والحب والتقدير للشخص وتحقيق الذات سنعود الى الصفر لنبحث عن الاحتياجات الجسمانية والبيولوجية والأمن وهذا سيئ جدا ليمن الحكمة والإيمان ولو عدنا لنتأمل لماذا نحن دائما نقع في المشكلة لوجدنا أن كل الحكام ينتهون بنفس الطريقة وهي طرقة الخلع أو القتل أو الانقلاب نفسها ولم يحدث في يوم من الأيام أن ودعنا حاكماً ،وكما قال إنشتاين ( الجنون هو أن تفعل الشيء مرة بعد مرة وتتوقع نتيجة مختلفة) وقبل أن انهي حديثي اذكر بما قاله محمود درويش (هل علينا أن نسقط من علو شاهق ونرى دمنا على أيدينا .. لندرك أننا لسنا ملائكة .. كما كنا نظن).
وفي الختام انتم تريدون نظاماً كنظام عمر بن عبدالعزيز وأنا أريد شعباً كشعب عمر بن عبد العزيز ورجلاً كعمر بن عبدالعزيز يقود الشعب ومثلما تكونون يولى عليكم ولو سمحتم لي أن أذكركم بالتاريخ في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي ذلك الرجل الذي اعدم الكثير والذي قال ((إني أرى رؤوسا أينعت وحان قطافها)) الم يكن ذلك فسادا في عهد الخلافة وربما الكل يريد الحرب من اجل الحرية لكني أريد السلام من اجل الحرية والكل يريد إسقاط النظام وأنا أريد تغيير النظام ليكمل الخطوات المتبقية لكن بشكل سلمي ولنعد إلى كتاب الله وسنة رسوله وأحب أن أذكركم بكارثة الانقسام فلو عدنا إلى السنة (حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبو عمران الجوني قال: كتب إلي عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو، قال: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب) ولا ندري لماذا هذا الانقسام ليس في الناس العاديين فقط ولكن حتى عند رجال الدين فنحن جميعا نعرف ما قاله السويدان وما قاله العرعور ولو أن الشيخ العرعور رد ردا كافيا ولكني أريد أن أقول هل يستطيع السويدان أن يبرر لماذا حدث القتل والدمار في عام 82 وغيرها ولماذا حدث ذلك في شعب مسلح، اشرح لنا معادلاتك يا سويدان أم انك لا تعرف التاريخ ، وقبل أن انهي حديثي أقول المثل القديم (تكتب الحسنات لشخص على الرمال أما السيئات فتكتب على الحجارة ) ولنتأمل ماذا حدث في التاريخ وما هي المؤشرات لهذا الوضع ولا تنسوا العودة إلى كتاب الله ولتكن ثقتنا بالله كبيرة قال تعالى (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ( البقرة268 ويقول )وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْم ِفَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّل ْعَلَى اللّهِ إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الأنفال61 ويقول(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) الرعد17 صدق الله العظيم. فلنحافظ على وحدة اليمن ووحدة كلمته فهو ما ينفع الناس ولنترك بصمة في السلام وفي إصلاح هذا البلد الطيب، ولننظر الى المشكلة من كل زاوية ولا نحكم على الأمور بعواطفنا ولنقتد برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك القائد العظيم ولنتذكر عندما جاءه رجل يقول له: ائذن لي بالزنا، فماذا قال له رسولنا الكريم هل قال له حرام هذه جريمة كبرى؟ لا، بل قال يا ابن أخي ادن مني. أي خاطبه بما يسمى الاتصال الروحي، ثم قال له ((هل ترضاه لأمك أو لأختك)) انظروا إلى هذا المعنى العميق وكأن رسولنا الكريم يقول له (حط) نفسك في مكان ذلك الشخص الذي تريد أن تنتهك عرضه. انظروا إلى القائد العظيم، مايكل هرت ألف كتاب (أعظم مئة رجل في التاريخ) ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم رجل، أي وضعه في المرتبة الأولى ووضع ابرهام لنكولن ذلك الرجل الذي حرر العبيد والذي نعرف عنه الكثير في المرتبة العاشرة وختاماً ادعو الجميع إلى صوت العقل وادعو النظام إلى أن ينظر إلى الناس التي خرجت فمنهم ناس مظلومون ومنهم فقراء ومنهم لهم أشخاص استشهدوا وأقول للناس أيضا حاولوا أن تحطوا أنفسكم في مكان النظام وان تفكروا في عواقب الاستفزاز وادعو كل واحد بالمقولة الفلسفية الشهيرة (اعمل ما تخاف منه) فمن وجهة نظري هذه مقولة فلسفية عميقة فالأبطال هم من يقهرون الخوف ويتغلبون عليه وقد شرحت الخوف الذي يكمن في الجميع سابقا، و انهي كلامي بما قاله انشتاين (يستطيع أي أحمق جعل الأمور تبدو اكبر واعقد لكنك بحاجة إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك) .
*إنشوطة في الزمان أو (ثقب دودوي) أي السفر في الزمان.
كان العلماء في القرن العشرين يبحثون موضوع السفر في الزمان وهل يمكن للأجسام المكرسكوبية السفر في الزمان. أما الأدباء ومؤلفو قصص الخيال العلمي فقد كتبوا قصصاً وأفلام كرتون تتيح للإنسان السفر في الزمان ولقد تراهن العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنج مع الفيزيائيين بريسكل وثورن في إثبات نظرية السفر في الزمان في الأجسام المكروسكوبية فقد كان ستيفن هوكنج من أنصار نظرية السفر، لكن بريسكل وثورن تغلبا وأخذا الرهان وبعد أن اقتنع ستيفن كتب: فعلا إن السفر في الزمان مستحيل جدا لكني لن أراهن من جديد خوفا من أن أكون أراهن أشخاصاً جاؤوا من المستقبل، وعلى الرغم من أن النظرية تبدو مستحيلة لكني بعد بحث طويل استطعت أن اثبت نظرية السفر في الزمان لكن ليس بأجسادنا ولا بالأجسام المكرسكوبية ولكن السفر في ماوراء المادة. والمادة وماوراء المادة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً جدا فكل واحدا منها مرتبط بالآخر وله تأثير على الآخر وأنا سعيدا جدا أن يكون لي إسهام في هذا الجانب العميق والمعقد وآمل أن ينشر البحث قريبا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.