أكرم محسن أو أكرم الترب ذلك الاسم الذي لمع طويلاً.. كمخرج تلفزيوني ثم مخرج إذاعي.. ها هو اليوم يغادرنا بصمت تاركاً للإذاعة والتلفزيون بصمات إعلامية مشرفة تستحق أن نلقي الضوء عليها وفاءً منا - كاعلاميين- لهذا الرجل الذي أحب عمله ووهب للإذاعة والتلفزيون أوقات عمره وأثمنها. بدأ أكرم عمله في الستينات في تلفزيون عدن.. ثم انتقل إلى إذاعة عدن .. ولم تقتصر مواهبه الإبداعية على مجال واحد.. بل تطور من ضابط صوت إلى مساعد مخرج برامج، ثم مخرج لعدد من البرامج الإذاعية ومنها البرامج اللغوية، الدينية والفنية والأدبية والثقافية كما ساهم في إخراج المسلسلات التي أنتجتها إذاعة عدن.. وكذلك البرامج المباشرة التي ارتبطت بمستمعي الإذاعة. ولعل أهم البرامج التي قام بإخراجها أو ساعد في إخراجها: " من الشعر الحميني" وقفات في شريط الذكريات مع الفنان الكبير محمد مرشد ناجي و " لابد من صنعاء " و " ألوان من الفصحى" و"بدائع الزمان" و " خمس فكاهة" و " المسابقة الكبرى" و برنامج " صانع التاريخ" ، ومسلسل قصص مختارة للقاص الروسي تشيخوف " مساعد مخرج " ومسلسل ديني " عبدالله بن عباس " مساعد مخرج وبرنامج " المحضار حاضر فينا" و " وكانت المعاني في الأغاني" و " الألفاظ الضدية" و " الأسرة " وغيرها من البرامج. كان آخر منصب شغله الفقيد أكرم محسن الترب رحمه الله - مديراً عاماً للتنسيق المكتبي وفي هذا القسم اثبت أكرم الترب جدارته وحرصه الشديد على المكتبة الإذاعية، فقد استطاع بحسه الفني الأصيل أن يحافظ على الأغاني القديمة المسجلة في إذاعة عدن ، فأعاد تسجيلها مساهمة منه في الحفاظ على تراثنا الغنائي وحرصاً منه على هذه الثروة الفنية من الضياع. جميع من عرفه يشهد انه لم يكن يؤدي عملاً وظيفياً فحسب بل كان الأخذ بالإذاعة إلى الأفضل وتطوير برامجها ومكتبتها هو هاجسه ومحط تفكيره ، ففي سفراته إلى بعض البلدان العربية كان يعود ومعه عدد من التسجيلات الجديدة ليرفد المكتبة بكل ما هو جديد ومفيد معاً. وتميز بذوق فني .. في اختياراته للفواصل الموسيقية التي تتخلل البرامج، كذلك تميز بذوقه الرفيع في اختياراته اليومية لباقات الأغاني التي تبثها إذاعة عدن. رحم الله الفقيد أكرم الترب وطيب ثراه.