نال الفيلم السينمائي (يوم جديد في صنعاء القديمة) إعجاب واهتمام الجمهور الحاضر بقاعة المركز الثقافي بصنعاء أثناء عرضه مساء الأحد الماضي ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الأوروبي الذي تنظمه وزارة الثقافة والسياحة للفترة (20-27) من نوفمبر الجاري. الفيلم السينمائي الروائي (يوم جديد من صنعاء القديمة) الذي أخرجه الكاتب والمخرج اليمني بدر الحرسي (بريطاني الجنسية) بمشاركة طاقم تمثيل يمني، كان محط إعجاب المهتمين والمتابعين للوسط الفني لما جسد من دراما متميزة بإمكانها أن تتجاوز بالدراما اليمنية قيود المحلية، خصوصاً في ظل عدم خضوعها للرقابة الاجتماعية التي تفرض قيودها على كل الأعمال (المتحررة) بناء على ادعاءات لا منطقية ومبررات واهية حسب رؤية الكثيرين. وبرغم كون الجانب المالي للفيلم والمساهمة اليمنية فيه ماتزال موضع تساؤل، إلا أن ما يدعو للاستغراب ويمثل استياء لا محدوداً هو ما أثاره تسرب سيناريو الفيلم من جدل واسع وانتقادات حادة لدى أوساط ثقافية واجتماعية ودينية يمنية أثناء تصويره العام الماضي، إذ أنه من خلال مشاهدة الفيلم يتضح جلياً عدم وجود ما يستدعي كل ذلك، وعدم وجود ما يستدعي لكل تلك الشكاوى والانتقادات التي وصلت قبة البرلمان اليمني، مما دعا إلى تشكيل لجنة بالاشتراك مع وزارة الثقافة لمراجعة سيناريو الفيلم والتواجد جوار المخرج أثناء تصوير مشاهد الفيلم، وهذا ما يكشف حجم المأساة التي تعيشها الدراما اليمنية المحاصرة بقيود تفرض دون أي مسببات تذكر, لتقودها إلى منحنيات صعبة ومأزق حرجه ونتائج لا تحمد عقباها تؤثر على تطورها وارتقائها ونجاحها. ورغم القيود التي فرضت على طاقم الفيلم إلا أن الكثيرين يروا أنه حقق نجاحاً كبيراً وقدم عملاً درامياً وسينمائياً متميزاً يمكن للجهات المعنية أن تتخذه كتجربة للارتقاء بالعمل الفني في اليمن (دراما، سينما، مسرح،..)والخروج بهذه الأعمال من نطاق المحلية إلى العربية والعالمية كجزء من تسويق ثقافتنا وفكرنا وتاريخنا وحضارتنا للآخر ولو في شكل قالب درامي. فالفيلم كان أكثر من توثيق لدراما حياتيه تعيشها الآلاف من الأسر اليمنية، وتعرية حقيقية لتقاليد جوفاء معادية للفطرة الإنسانية تتجسد بشكل أساسي فيما يسمى ب(التميز الطبقي) حسب رؤية الكاتب عبد الرحمن غيلان. وأكد غيلان في حديثه ل(رأي نيوز) أن الفيلم يمثل المسمار الأول في نعش الموروث المنافي للضمائر الحية ولن يكون الأخير، حيث رصد الفيلم في شكل متتابع الحياة العادية للكثير من الشخوص أمام التقاليد والعادات الاجتماعية ومدى انشغال البسطاء والأغنياء بالتفاهات على حد سواء. ويعتبر فيلم (يوم جديد في صنعاء القديمة) الذي سيعرض في مهرجان دبي العالمي الشهر القادم، وفي مهرجان مسقط للأفلام في يناير من العام القادم أول فيلم سينمائي يصنع أحداثه طاقم يمني تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجا ويصور وفق تقنية حديثه يمكن أن تنافس العديد من الأفلام السينمائية العالمية لما تم فيه من معالجة حية لكثير من قضايانا الاجتماعية بدقة وموضوعية وواقعية. يذكر أن الفيلم الذي شاركت به بريطانيا أول أيام مهرجان الفيلم الأوروبي بصنعاء، يعد رابع أفلام المخرج بدر الحرسي، حيث بلغت تكلفته قرابة (750) ألف دولار منها(40) ألف دولار قدمتها وزارة الثقافة والسياحة دعماً للفيلم، علاوة على مبالغ أخرى من جهات حكومية لم يعلن عنها رسمياً.