في محاضرته عن تجربة الوحدة اليمنية في جامعة سيول الأسبوع الفائت أخذ فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح (حفظه الله) يصف للكوريين تجربته في توحيد اليمن وكان ذلك بالطبع قبل أن يعلن عن اللجوء السياسي لقائد البحرية السابق وسفيرنا (المختل عقلياً) لدى سوريا الشقيقة أحمد الحسني وذكر من ضمن الصعوبات التي واجهها مع القيادة الاشتراكية (المتآمرة ضد الوطن) إنهم وضعوا شروطاً لم يكن من السهل القبول بها ولكنه قبلها لأجل الوحدة. وكعادتي الفضولية أخذت أتساءل: ما هو الشرط الذي كان يصعب قبوله ومع ذلك قبله فخامته لأجل الوحدة؟ وزاد الفضول للتساؤل: أين وضع هذا الشرط هل كان في مباحثات لجان الوحدة أم انه في (النفق) الذي ولد فيه قرار الوحدة بين الرئيس ونائبه بعدها (الخائن لاحقاً) علي سالم البيض؟ ولكني لم أتوقف عند مكان وضع الشرط بقدر التوقف عند الشرط ذاته ورحت استذكر الشروط التي قد يكون من بينها هذا الشرط (اللعين) غير المقبول هل هو قرار الأخذ بأفضل ما في النظامين بالتأكيد لا لأنه لم يجري الأخذ سوى بالأسوأ، حتى حرب (الأعدقاء) 1994م عندما بدأت الأمور تعود للأخذ بالأوحد من نظام (ج ع ي) أم أنه شرط التوزيع المتوازن للقوات المسلحة في المناطق المختلفة؟ كل نظام يضع قواته في خاصرة الثاني وكانت خاصرة الاشتراكي الأرطب حينها، أو أن الشرط هو الفترة الانتقالية التي تحولت بفعل المكايدة إلى (مرحلة انتقامية) حد تعبير العظيم عمر الجاوي. لم أستطع في الحقيقة معرفة الشرط بسهولة وخمنت أنه قد يكون التوزيع بالتساوي للوظيفة المدينة والذي تحول بعد حرب 1994م إلى توزيع بالتساوي لمجموعة خليك بالبيت وقبل أن أوقف التساؤل عن هذا الشرط غير المقبول وسوس لي موسوس أنه قد يكون شرط التعددية السياسية وخيار الديمقراطية وهنا توقفت عن مواصلة التفكير في هذا الموضوع لأنني أقنعت نفسي أن هذا هو الشرط بالفعل وهذا كما سمعته وقرأت عنه كان من مطالب الشهيد جار الله عمر لقيادة الحزب الاشتراكي قبل الوحدة وقيل أن الرئيس استدعاه يوم الاتفاق على الوحدة وقال له (لقد استجبنا لطلبك في الديمقراطية والتعددية السياسية). إذاً كان هذا الشرط (اللعين) غير المقبول الذي سبب لنا الصداع والفكر. وكل عيد والبلاد بخير وبناقص ديمقراطية وتعددية سياسية، ومن قرح يقرح. * محامي وناشط حقوقي