تمنى منظموها ألا تكون آنية وأن تتمخض عن تشبيك ثقافي.. تفاءل منظموها بنجاحها، وأكدوا أنها تأتي في إطار توطيد أواصر المحبة والأخوة والتواصل بين البلدين الشقيقين اليمن والسعودية وشعبيهما.. إنها (الأيام الثقافية السعودية في اليمن) التي تحتضنها كل من صنعاءوعدنوالمكلا خلال الفترة (24فبراير 2مارس)2009م.. اليوم الثلاثاء وفي العاصمة صنعاء تنطلق الفعالية التي يحييها أكثر من 150مشاركاً سعودياً من أكاديميين ومثقفين وأدباء وفنانين.. «رأي» حاورت عدداً من أعضاء الوفد الثقافي السعودي قبل انطلاق موكب فعالياتهم، فكانت هذه الحصيلة في الأسطر التالية.. لقاءات وتصوير : يونس الشميري - صدام أبو عاصم الدكتور أبو بكر أحمد باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للرقابة الثقافية الدولية بالمملكة العربية السعودية قال: إن العلاقة الثقافية بين المملكة واليمن هي جغرافية وتاريخية بامتياز، إن ما يجري في اليمن من نشاطات ثقافية يجد دائماً آذاناً صاغية وأعيناً محبة، ونحن نعلم أن العكس أيضاً صحيح، إذ إن المشترك الثقافي الذي يجمعنا كبير جداً، لافتاً إلى أن الأيام الثقافية السعودية في بلادنا تمثل فاتحة شهية ووسيلة ووسيط للتعارف بين الأشقاء في البلدين الشقيقين. وأضاف: ستمثل فعالياتنا كل الأجناس الثقافية من فنون أدائية كالفلكلور والموسيقى والمعارض سواء أكانت تعليمية مثل معرض الحرمين الشريفين أوالنخلة أو معارض للفنون الجميلة مثل (التصوير الضوئي الفنون التشكيلية النحت الخزف) بالإضافة إلى السينما السعودية المعاصرة، وأيضاً ستشمل لقاءات مع الأدباء في أمسيات شعرية و أمسيات قصصية وندوات ومحاضرات. وأعرب عن أمله في أن تخلق هذه المشاركات بالإضافة إلى المسرح جواً للتعريف بالمشهد الثقافي السعودي، مبدياً وجهة نظره في أن ذلك التعريف يوازي في الأهمية الالتقاء المنظور بين مثقفي البلدين ليتبادلوا العناوين، ويتواصلوا، و يعمقوا ما هو قائم، مستطرداً: هذه الفعاليات تساعد على الالتقاء. وعن الوفد المشارك في الفعالية أوضح الدكتور أبو بكر أنه يمثل جميع مناطق المملكة، وهو من الذكور والإناث ومن الشيوخ والشباب ويضم حوالي 150 مشاركاً تمثل المرأة 10% منه. وعن الثقافة قال إنها أسمنت أي علاقات سياسية أو اقتصادية، إذ إن العلاقات السياسية والاقتصادية دائماً في تغير لأن مصالح البلاد تتغير، لكن الجغرافيا والتاريخ هو الوعاء المجسد للثقافة وهو ثابت غير متغير،مضيفاً: علاقتنا مع اليمن ثقافياً مستمرة منذ الأزل وستستمر برغبتنا وبدون رغبتنا، لكن لا بد أن نعمل على تعميقها وجعلها تخدم جميع الأغراض. وأكد على أن صورة اليمن صورة إيجابية في خيال الإنسان السعودي، قائلاً: أنا على يقين بأن صورة الإنسان السعودي في خيال الإنسان اليمني إيجابية خاصة على المستوى الثقافي، فالجانب الثقافي في أي مجتمع لا يتغير، والثقافة هي الوجه الحقيقي لأي مجتمع وإذا أردت أن تعرف أي مجتمع فاقرأ له. وتطرق إلى أن الفعاليات اليمنية في المملكة حظيت بحضور حاشد وكبير وخاصة في الأمسيات الفنية، لافتاً إلى أن ذلك النجاح سينعكس إيجابياً على الأيام السعودية في بلادنا، مؤكداً أنه على يقين بأن الأذن والعين اليمنية والأريحية والكرم اليمني سيكون متجسداً في مدى الحضور وكثافته في هذه الفعالية سواء في صنعاء أو عدن أو المكلا. وتوقع أن تحظى هذه الفعالية «بالنجاح خاصة في ظل وجود الدعم والمحبة والتفاعل هنا في اليمن» ، مضيفاً: لكن لا أركن إلى هذا النجاح، لا أود أن تستغرق الإلماحة الثقافية أسبوعاً ثم تنتهي، أنا أتمنى أن نخرج بتشبيك ثقافي، وأنا مؤمن بأهمية مؤسسات المجتمع المدني ومؤمن بالعلاقات الثقافية الشخصية، الجانب اليمني مبادر تجاه زملائي جميعاً، وهم يحظون بلقاءات وزيارات وأتمنى أن تتواصل وأن يتمخض عنها مزيد من النشاط الذي سيتواصل طوال العام من أجل مصلحة مثقفي البلدين الذين يقيمون علاقات جميلة بالفعل، ولكن نتمنى أن تنظم أكثر ونتمنى أن تأخذ مسارات مؤسسية مجتمعية أكثر، وهذا يعني أن جمال الثقافة يكمن في أنها تلقائية، عفوية، شعبية، ونحن في وزارة الثقافة والإعلام السعودي لا نرى أن الوزارة منتجة للثقافة بل هي حاضنة، داعمة، مساعدة، مساندة.. وزارة الثقافة هي فعل ثقافي تهتم بالمثقف والفنان والمفكر والمسرحي، ووجدنا في اليمن أن هذه الصورة أخذت أبعاداً كبيرة. فيما يتعلق بأعضاء الوفد، أوضح الدكتور أبو بكر أنهم يمثلون إما جمعياتهم أو نواديهم أو مثقفي البلاد، مشيراً إلى التنسيق الذي اتخذته وزارة الثقافة والإعلام السعودية في أن يكون كل الطيف موجود في هذه الفعالية، وقال: هؤلاء – أعضاء الوفد - جاؤوا يمثلون أنفسهم وبنفس الوقت نيابة عن أشقائهم، من منطلق أن فلسفتنا في وزارة الثقافة والإعلام إتاحة الفرص لجميع الأصوات من مختلف مناطق المملكة، ولا نكرر الأسماء يعني أن عدداً كبيراً من هؤلاء الفلكلوريين أصبحوا ما يشبه الفرقة الوطنية وإن كانوا لا يتبعون بشكل رسمي وزارة الثقافة والإعلام. وكغيره من أعضاء الوفد، يتوقع عادل حسني قطان مدير العلاقات العامة بمكتب وزير الثقافة والإعلام السعودي النجاح التام للفعاليات الثقافية السعودية في اليمن، متمنياً أن تجد صدى إعلامياً وشعبياً مشابهاً لما حصل للأيام اليمنية في السعودية في وقت سابق. ويرى قطان أن إقامة مثل هذه الفعاليات تعمل على توطيد العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية، إذ يعرف الشعب اليمني ما لدى المملكة من مخزون وإمكانيات ثقافية، مبيناً أن الفعالية لا يمكن أن تنجح دون أن يكون هناك دور للمجتمع وللجمهور في إنجاح هذه الأيام. ويذهب قطان إلى أن هذه الزيارة هي الأولى له لليمن، متمنياً أن تتكرر ويقول: «اليمن أعجبتني بكل ما فيها، الناس الذين فيها كرماء جداً بسطاء جداً» ويتابع «زرت أمس صنعاء القديمة وتجولت في أسواقها واقتنيت بعض ما تشتهر به السوق اليمنية من أحجار كريمة وملبوسات وتحف قديمة، وهي غاية في الروعة». هو الآخر، أكد عبد الله باحطاب المشرف على الفعاليات الثقافية والفنية في الأسبوع الثقافي السعودي، أكد على أن إقامة مثل هذه الفعاليات تعمل على توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين، موضحاً أنها تصنع تواصلاً عن قرب بين المثقفين والأدباء في البلدين، وقال: الثقافة بشكل عام تمثل جسراً للتواصل بين الشعوب بصرف النظر عن الأمور الأخرى. ويشير باحطاب إلى الاهتمام اليمني لإنجاح الفعاليات الثقافية السعودية في بلادنا قائلاً: شدّ انتباهي منذ أن جئت كمنسق للفعاليات التحضيرية واختيار الموقع وأماكن إقامة الفعاليات حرص واهتمام الوزير الدكتور محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة اليمنية، على إنجاح الفعاليات منذ تلك اللحظة». ويضيف باحطاب «وفي قدومنا هذه المرة أيضاً لاحظنا الاستعدادات مكتملة على أكمل وجه وكافة التجهيزات في جميع المجالات (قاعات المعارض والمسارح، التجهيزات الفنية الصوتية والمرئية الفنادق المواصلات)، متمنياً أن تكتمل هذه الاستعدادات اليوم في حفل الافتتاح «بحضور وتفاعل الجمهور بشكل عام من الشعب اليمني الشقيق ومن الأخوان الزملاء من الأدباء والمثقفين والفنانين اليمنيين». وذكر باحطاب أن الفعاليات ستكون متنوعة وسيكون هناك العديد من المعارض الفنية تشمل معرض الفن التشكيلي، التصوير الفوتغرافي، الخط العربي، والأعمال الخزفية، ومعرض خاص بالحرمين الشريفين، معرض النخلة والتمور ومعرض مصغر للكتاب». ويتابع باحطاب «وفيما يتعلق بالفعاليات الثقافية فهناك عدة أمسيات قصصية وشعرية ومحاضرات وندوات سيشارك فيها نخبة من المثقفين السعوديين إضافة إلى فعاليات خاصة بالفنون الشعبية والموسيقى». دور المرأة لم يكن غائباً عن الفعاليات الثقافية السعودية في اليمن، فقد كان لها حضور أكدته الدكتورة فوزية سالم التي نقلت بعض انطباعاتها عن زيارتها لليمن وعن مشاركة المرأة السعودية في الفعاليات الثقافية السعودية خارج المملكة. وتقول سالم وهي أستاذ محاضر في جامعة الملك عبد العزيز: «مشاركة المرأة في الفعاليات السعودية تشمل مختلف محاور الأنشطة والفعاليات التي يشملها الأسبوع الثقافي السعودي، مشيرةً إلى أن هناك عدداً من السيدات سيشاركن في مختلف محاور الفعاليات. وفيما يتعلق بالجانب الثقافي النسوي في اليمن تقول: من خلال متابعتي ألاحظ أن اليمن يوجد فيها تراكم ثقافي جيد، ويوجد فيها حضور نسوي جيد ومؤثر وله بصمات واضحة في الساحة الثقافية اليمنية الداخلية والخارجية، وذلك واضح بدليل المشاركات النسوية المستمرة في مؤتمرات وملتقيات إقليمية متعددة. ولم تخف الدكتورة فوزية تفاؤلها الكبير بنجاح هذه الفعاليات وأهدافها، مؤكدة أنها ستتيح التعرف على التجارب الثقافية النسوية في اليمن عن قرب، مشيرة إلى أن هناك شغفاً وانتظاراً من الجانبين للقاء والتعارف عن قرب، وهذا ربما ما سيجعل الفعاليات التي ستنطلق اليوم الثلاثاء ناجحة بامتياز. من جانبه، حسين سليمان بيطار، أحد المشاركين الذين يسقون الزوار ماء زمزم، يتمنى أن تكلل الفعاليات السعودية بالنجاح ويأمل بأن تشهد حضوراً كثيفاً، مشيراً إلى أن توقعه في النجاح الباهر يأتي من نجاح الفعاليات اليمنية في السعودية في مطلع العام المنصرم 2008م، والتي حضرها جمهور سعودي كبير من المثقفين والمهتمين. وقال إنه شارك للمرة ال(13) في فعاليات ثقافية خارج المملكة ويأخذ دور (السقاء)؛ إذ يسقي المشاركين والزوار ماء زمزم، مضيفاً أنه يشعر بالفخر وهو يسقي الأدباء والمثقفين والمسئولين داخل المملكة أو خارجها، وربما يأتي ذلك الفخر من مكانة «زمزم» في التاريخ الإسلامي، مبيناً أنه يشعر بنوع من الروحانية وهو يؤدي مهنته التي ورثها عن أبيه وجده، في الفعاليات الثقافية والمحافل الأدبية داخل المملكة وخارجها. ويضيف حسين بيطار، وهو من مواليد 1957م بمكة المكرمة «أن من أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات أنها تعمق أواصر المحبة بين الشعوب، وتعمل على تعريف الجيل القادم بالروابط القوية بين الدول، ولم ينس بيطار أن يتطرق إلى أن مشاركته كسقاء لماء زمزم تأتي بالإضافة إلى اعتبارات روحانية ودينية، وكدافع لنجاح أي مشاركة سعودية كانت، مشيراً إلى أنه سافر عدة مرات مع فريقه الرياضي الذي يشجعه، وفي الوقت الذي كان يأخذ معه ماء زمزم ويسقي الناس كان فريقه يعود منتصراً، وذلك في إشارة واضحة إلى النجاح المحتمل للأسبوع الثقافي السعودي في بلادنا.