نظم فرع حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) بلحج فعالية نقاشية للمبادرة الرابطية بمقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مساء الخميس الماضي شارك فيها الأستاذ يحيى محمد الجفري عضو اللجنة التنفيذية رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بالحزب. وفي بداية الفعالية والتي تعتبر تدشيناً للعديد من الفعاليات التي سينظمها فرع الحزب بلحج للتعريف بالمبادرة الرابطية، رحب الأستاذ علي بن علي سعيد رئيس فرع الحزب بلحج بالحاضرين مستطرداً مواقف الحزب التاريخية منذ تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي جنباً إلى جنب مع المصالح العليا والسامية لأبناء هذا الوطن. هشام عطيري من جانبه أكد الأستاذ يحيى محمد الجفري رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) أن اليمن محتاجة جداً إلى مثل هكذا مبادرة من أجل الخروج بها من بوثقة الأزمة السياسية التي تعصف بكل أركانها وأنها أي المبادرة هي الوحيدة القادرة على تثبيت النظام الذي يحفظ لكل مواطن حقه في العيش الرغيد، منوهاً أن حزب الرابطة كان سباقاً لإيجاد الحلول المناسبة والتي تكفل الانخراط في الحياة السياسية بكل شفافية وديمقراطية وأن التاريخ شاهد على ذلك. واعتبر في ختام حديثه الأطراف السياسية وقياداتها قراءة نص المبادرة والقراءة المتمعنة والأخذ بها كونها المنفذ من مغبة ما قد تصل إليه البلاد. كما تحدث الأخ اللواء أحمد مهدي المنتصر عن المبادرة وأنها الكفيلة بإيجاد بنية سليمة وأساسية لقيادة اليمن والوصول بها إلى أفاق أوسع وأرحب. وخلال الفعالية تم طرح بعض التساؤلات والاستفسارات من قبل الحاضرين وتم الرد عليها من قبل الأخ يحيى محمد الجفري رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية للحزب. حضر الفعالية عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وجمع غفير من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني. وفي الكلمة التي ألقاها الأستاذ يحيى محمد الجفري للتعريف بمبادرة «رأي» أستهل حديثه بذكر المآثر الحضارية والسياسية بمحافظة لحج في ثلاثينيات القرن الماضي وبأنها كانت تمثل صرحاً عظيماً وبخاصة في الفنون ففيها نبغ عمالقة الفن اليمني وشعراؤه ومنها عرف المسرح حيث كانت لحج أول مدينة في الجزيرة العربية في هذا المجال، مذكراً بعظمة التجربة السياسية التي شهدتها لحج في الثلاثينات وعن ظهور أول تجربة عرفتها اليمن والجزيرة العربية بالحرية السياسية وإيجاد مجلس تشريعي، وهي ما أصبحت منهل علم للكثير من الدارسين وطلبة الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه والتي حضروها حول هذه التجربة، وأكد هنا على حجم المسئولية الواقعة على كاهل حزب رابطة أبناء اليمن «رأي» بمتابعة هذا التاريخ المشرف وإعادته، وأضاف نحن تعلمنا في الرابطة من روادنا أنه من الأجدى نفعاً أن نقدم أفكاراً نشحذ بها العقول ولا نقدم أراء تلهب المشاعر والحناجر، ومن هذا تقدمنا بمبادرة لإيجاد حلول للإشكالية التي نمر بها ومبادرتنا تقوم على خيار واحد وهو عدم فك الارتباط بالوطن ورفض استمرار الارتباط بالمنظومة الحاكمة التي تشير إليها كثقافة وإدارة وليس كأفراد، ووجوب إحداث التغيير فيها، ولذلك تقدمنا في مبادرتنا وفكرة الفدرالية الدولة المركبة على اعتبار أنها ستقوم على أساس أن كل أبناء منطقة يتولون إدارة شئون أنفسهم ويكون هم الملاك لثرواتهم وهم المسيطرون على أراضيهم. الفيدرالية بالمطلق ليست قرينة للانفصال أو التشرذم. اليوم هناك أكثر من مائة دولة في العالم تقوم على أساس النظام الفيدرالي حتى لو لم يكن بالاسم يحملها، وجد العالم أنه بالنظام الفيدرالي تتسع المشاركة الشعبية. وبالنظام الفيدرالي تتحقق نسبة كبيرة وقدرة كبيرة من العدالة في توزيع الثروة والسلطة. بالفيدرالية تكون التنمية الشاملة هي أساس التنافس بين أبناء الوطن الواحد. بالفيدرالية يكون المجتمع قادر على إدارة التنوع الذي يشكل منه قوة بديلاً من التعارف والتباين، بهذا المفهوم تقدمنا بمشروع الفيدرالية..... وحقيقة الأمر ما قدمناه في المبادرة التي أعلناها في شهر مايو المنصرم لم يكن جديداً بل نفس الفكرة التي قدمنها عام1998م من خلال مشروعنا قانون الحكم المحلي كامل الصلاحيات. وأضاف يحيى الجفري إلى أنه في ذلك الوقت أغلب بل كل المنظومة السياسية السلطة والمعارضة كانت ترفض هذه الفكرة، وبادرنا بحوار مع كل الأحزاب السياسية لإقناعهم بالحكم المحلي كامل الصلاحيات، بحدود 9 أشهر في مكتب الرابطة بصنعاء، وفي عام 2005أعلنا عن مبادرة للإصلاح الشامل وتحدثنا فيها عن الدولة المركبة، وفي 2008م تكلمنا بوضوح عن التقسيم الإداري الجديد إلى وحدات إدارية وكذلك عن الانتخابات، وأتذكر تماماً أنه في عام2001م عندما أتى معهد جويل الألماني وبدأ يتحدث عن فكرة الانتخابات بالقائمة النسبية كانت جميع الأحزاب ضد هذه الفكرة ما عدا حزب الرابطة، وقدمنا ورقة لذلك التجمع وأثبتنا أن الانتخابات بالقائمة النسبية هي أفضل الانتخابات، الآن أصبحت القائمة النسبية مطلوبة وأقتنع بها الناس مثل ما اقتنع فيها، الحكم المركزي هو رأس البلاء لذلك تقدمنا بمشروعنا لإعادة الهيكلة وربطناها بإعادة الهيكلة وقيام الدولة الفيدرالية، الهدف الأساسي لها أن تدور وجوداً وعدماً، هذه الفكرة مع تحقق هذا الشيء أي إذا تحقق هذا الشيء أصبحت الفكرة مطلوبة والعكس صحيح وهي المواطنة السوية ولم نطلق اسم المتساوية لأن المتساوية بالمعنى الدقيق غير موجودة، فالوزير يتمتع بالمزايا لا يتمتع بها المواطن العادي أما المواطنة السوية تعمل على منع صاحب الامتياز من الاضرار بمصالح الآخرين، فالمواطنة السوية يمنع صاحب الامتيازات أن يتجاهل مصالح الآخرين أو أن تصبح الامتيازات حقاً مشروعاً. لا يتزعزع أو يتنوع منه ومن هنا نستطيع أن نقول أن تحقيق هذه المواطنة السوية لا يمكن أن يتحقق إلا إذا وجدت ثلاثة أركان وهي، الركن الأول أن يكون هناك عدالة في توزيع السلطة والثروة، الركن الثاني أن يكون هناك ديمقراطية محققة التوازن في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية في المجتمع وبين فئاته المختلفة، الركن الثالث التنمية المستمرة. إن الفيدرالية التي دعونا إليها يجب أن توصلنا إلى المواطنة السوية ووضعنا لها آليات بكيفية القيام وتنفيذها والحوار حولها، هذه هي المبادرة باختصار كمخرج للأزمة لأننا نرى أن الانفصال ليس فيه خير. وحذر الجفري من أن السلطة إذا ظلت مصرة على أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان وظلت هناك مطالبات بتمزيق الوطن، فالبديل لهم هو الدخول في حرب أهلية لن تبقي ولن تذر، وهذه المرة لن تكون حرباً بين دولتين ولكن الناس سوف تتقاتل مع بعضها البعض لأن الناس وصلت إلى مراحل إيجاد آلية تبعدنا وتعالج المرض الأساسي ليس في الوحدة وليس فيمن يطالب بالانفصال وليس في رفض الناس لما يحدث ولكن المرض الأساسي في النظام الحاكم والآلية الحاملة لهذه الوحدة ولم تستطيع أن تكون وسيلة توصلها إلى تحقيق الرفاه للمواطن وأن تحقق الرفاه وتعطيه الفرص في الحياة. وأضاف : لا يزال هناك أناس فوق القانون ويتمتعون بامتيازات لا يستحقونها هذا كله ليس السبب فيه الوحدة ولكن سببه النظام السياسي السائد... هنا نستطيع أن نقول أننا شخصنا المرض ووجدنا الآلية لعلاج هذا المرض والتي تضمن استقرارية المعيشة السوية للمواطن وفق منظومة هيكلية جديدة تسمح للمواطن أن يكون له الكلمة الأولى والأخيرة وتصريف شؤونه ووضعنا ضمانات لكي تضمن ما تسهل إليه من اتفاق وهوما طلبناه في المبادرة حضور من يمثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي أن يكون طرف وطبعاً في هذه الحالة ستكون أطراف دولية لكي يفرضوا علينا جميعاً لما سنصل إليه. وحملت كلمات المتحدثين إشادة بمبادرة رابطة أبناء اليمن «رأي» واعتبروها تمثل المخرج الآمن لأزمة البلاد، والمتحدثون هم الإخوة ناصر مشبح، والقاضي عارف زنقور، وأحمد سعيد باشا، و كمال منيعم رئيس فرع التجمع الوحدوي في لحج، وفي ختام الفعالية أثيرت الأسئلة والنقاشات حول مبادرة رابطة أبناء اليمن «رأي» وأهميتها من قبل رجال الإعلام والحاضرين تكفل الأستاذ يحيى الجفري رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بالإجابة والرد على كافة الاستفسارات التي أثيرت.