أرجع الأستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) تجدد الحرب في صعدة إلى غياب المواطنة السوية، والتي تقوم على ثلاثة قواعد هي العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته، والتنمية الشاملة في كافة أرجاء البلاد، مجدداً دعوة حزب (رأي) إلى الحوار الشامل الذي لا يستثني أحداً وإلى الأخذ بنظام الدولة المركبة (الفيدرالية) للخروج من الأزمات التي تعيشها اليمن. وأضاف في ندوة عقدها موقع التغيير نت الأسبوع الماضي حول (الحرب في صعدة والحراك في الجنوب): إن حزب رابطة أبناء اليمن عندما طرح مقترح الفيدرالية للخروج من الأزمة لم يضعه فقط لما تعيشه اليمن حالياً، وإنما لبناء دولة بمفهومها الحقيقي، مضيفا:ً أن تاريخ اليمن انقسامي، ولم يسبق أن استمرت دولة لعقود طويلة، معبراً عن قلقه من خطورة حرب صعدة. وفي حين أكد رئيس حزب الرابطة أن التنوع يمكن أن يصبح ثروة إذا أحسنا التعامل معه، أعرب عن قلقه من خطورة حرب صعدة.. وقال: الأزمة هي غياب المواطنة السوية .. والفيدرالية ليست لحل الأزمة القائمة، وإنما لبناء دولة بمفهومها الحقيقي, والحوثية موجودة كفكر وكحركة داخل النظام, والحديث عن استئصالها أو أنها سرطان كما يقول الرئيس فأنا أقول إنها سرطان الدم، فسرطان الدم لا تستطيع استئصاله. ولذلك من وجهة نظري أن احتواء الحوثية هو الحل السلمي ونحتويها بالحوار, والحرب يزيدها قوة والتغطية الخارجية والإعلامية، ويبدو أننا أمام تدخلات خارجية خطيرة، فيجب علينا حلها قبل خروجها من الحدود, لكن أنا أجزم إذا استمرت الحرب لن يصمد الجيش, ولن تصمد الحكومة، وسينهار الاقتصاد إذا لم نعمل على إيجاد حل, ستصبح "كارثة". لا حل إلا بالجلوس على الطاولة ومناقشة كل القضايا وبشفافية ووضوح، والقضية صراع سياسي وصراع على الكعكة، الحوثي يريد نصيبه, والجنوبيون يريدون نصيبهم, ونحن أصحاب المناطق الوسطى نريد نصيبنا. نحن نتكلم عن ظواهر وليس جذور أزمة، والحوثي ظاهرة من ظواهر الأزمة، والحراك الجنوبي مظهر من مظاهر الأزمة الاقتصادية، والكهرباء مظهر من مظاهر الأزمة والاقتصاد وغيرها .. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الأزمة في اليمن وما هي الحلول؟ إذا تعمقنا بعمق ونسينا كل ما هو حادث الآن في اعتقادنا أن الأزمة هي غياب المواطنة السوية، ونعتقد أنها ترتكز على ثلاث قواعد وهي: - عدالة في توزيع الثروة والسلطة بين أبناء الوطن. - ديمقراطية محققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات الشعب. - تنمية شاملة. ولو تحققت لما وجدت أزمة حوثي ولا حراك جنوبي ولا غيره; نحن عندما طرحنا الفيدرالية طرحناها ليس لحل الأزمة القائمة, وإنما لبناء دولة. وأكد رئيس الحزب على أن الأزمة موضوع سياسي بامتياز لا اقتصادي ولا ثقافي لسبب بسيط.. هو الإجماع على غياب دولة المؤسسات، وإجماع آخر يقول إن النظام في صعدة ضعيف من أيام الثورة حتى الآن، وبالتالي تتعامل الإدارة الحالية مع الأزمات فقط كردود أفعال، لا ينبغي أن نحل المشاكل بردود أفعال، لأن ردود الأفعال عامل الوقت فيها حاسم، وبالتالي أنت مع ضغط الوقت، ولا يمكن أن نخرج بحلول مناسبة للأوضاع الحالية، نهتم بصعدة ونهمل الجميع، نهتم بالقاعدة ونهمل صعدة، نهتم بمشكلة الانتخابات ونهمل الباقي.. ألا تستطيع الدولة أن تطرح كل القضايا، ألا يوجد عدد كافي في هذا النظام لمعالجة كل مشكلة تحدث الآن؟ وأضاف الأستاذ عبد الرحمن الجفري في مداخلته: "يجب أن لا نتعصب، نحن قادرون بحجتنا أن نسكت الحوثي ونسكت الحراك الجنوبي ونسكت الانفصال, بحوار شامل لا يستثني أحداً ونناقش قضايانا ونطرح آرائنا, أما موضوع الثوابت فهو مطاط، هناك ثوابت نسبية وهناك ثوابت مطلقة". موضوع صعدة, نحن لسنا ضد الحوثي لحوثيته ولا ضد السلطة لسلطويتها.. نحن نحتاج للحوار.. لتأسيس دولة تقيم المواطنة السوية بين الناس. أما الدكتور عبد الباري دغيش، عضو مجلس النواب فقد قال إن ما تعيشه اليمن من أزمات هي امتداد لأزمات ومشاكل عاشتها في حقب وفترة تاريخية سابقة , مضيفا أن تجربة الديمقراطية وثقافة القبول بالآخر في هذا البلد ناشئة، مرجعا ذلك إلى ظهور عدد من مظاهر الكراهية والحقد المناطقي بين أبناء البلد الواحد، مما أدى إلى تفاقم الأزمات. الدكتور عبد الباقي شمسان، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، أكد أن الأزمة تكمن في إدارة الدولة والمجتمع مشيرا، إلى أن تجربة صهر كل الهويات في هوية وطنية واحدة غير ناجحة, مضيفا: أن الوحدة اليمنية وسعت من رقعة الخطاب الشافعي أكثر من الزيدي وهو ما جعل جماعات تشعر بنوع من الإقصاء أدى ذلك إلى سعيها لاستعادة مكانتها في السلطة عن طريق السلاح,لافتا إلى حاجة اليمن إلى بناء نظام سياسي يعكس كل هويات وآمال المجتمع اليمني بشرط بنائه على مفهوم ومبدأ المواطنة المتساوية. من جهته أرجع محمود قياح من مدير البرامج مؤسسة " فريدرش آريبرت "الألمانية، الذي تحدث بصفته الشخصية، في مداخلته الأزمة إلى غياب دولة المؤسسات ، منتقدا عدم استطاعة الدولة بكل رجالاتها معالجة كافة قضايا ومشاكل الطافية في السطح ومحاولة معالجتها بأنصاف الحلول مما أدى إلى تراكم المشاكل والدخول بالبلاد في أزمة. وتساءل قياح: لماذا لم تستفد الدولة من كل الحروب التي خاضتها مع الحوثيين في صعدة , مستنكرا عدم خضوع أو تقديم أي مسئول عسكري في القوات الحكومية نتيجة فشلها الذريع في إنهاء التمرد في صعدة. أما الأستاذ عبد الباري طاهر، الكاتب والصحفي المعروف ، في مداخلة له انتقد إقحام الجانب الديني في الحديث عن حرب صعدة , كما انتقد إغفال المد السلفي "رغم خطورته " في الحديث عن أبعاد وتداعيات الصراع الطائفي. وقال طاهر: يجب أن لا تكون الدول طرفاً في التعليم الطائفي؛ لأنها فقط مسئولة عن تعليم المواطن التعليم المدني, مضيفا أن الحرب في صعدة حرب أهلية حرب قابيل وهابيل وهي حرب لا تحل بالحرب. الأمسية التي افتتحها الزميل عرفات مدابش، رئيس تحرير الموقع، بالترحيب بالحاضرين والتأكيد على أن تنظيم الأمسية يأتي كجزء من نشاط الموقع الإعلامي والسياسي وجزء من الدور الملقي على عاتق النخبة في الوقوف أمام مثل هكذا مشاكل وأزمات , والمشاركة في معالجتها. ووقف المشاركون على تداعيات الحرب ونتائجها الكارثية على مستقبل اليمن دولة وشعباً، معربين عن أسفهم للتكلفة الإنسانية التي خلفتها والتي قالوا إن أسبابها سياسية بحتة، وتكلفتها تمثلت في قتل الآلاف من المواطنين وتشريد ونزوح عشرات الآلاف من أبناء اليمن. و فيما، طرح بعض المشاركين أن جل أسباب اندلاع حرب صعدة هي المشكلة الاقتصادية، قال الكاتب والسياسي نجيب غلاب إن طبيعة النظام السياسي القائم في اليمن غير قادر على استيعاب التحولات الثقافية والفكرية والسياسية الموجودة في الواقع ،مشيرا إلى وجود نخبة سياسية هي من تهيمن على الحراك السياسي في البلاد وهي من تديره فعلياً في حين المؤسسات الحكومية غائية وليست سوى مظاهر. كما أضاف غلاب أن جماعة الحوثي بحسب اعتقاده ما هي إلا جزء من تصدير الثورة الإيرانية إلى اليمن، داعياً إلى تدخل خارجي لحل أزمات اليمن. أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الله الفقيه قال فيما أعتبرها نظرية إن أصل مشكلة حرب صعدة هي التركيز المذهبي للسلطة وأن الحرب في صعدة هي حرب زيدية زيدية، مشيراً إلى أن الصراع بين السلطة والحوثي هو صراع على الكرسي وأن هذا الصراع له جذور تاريخية, وأكد الفقيه أن جماعة الحوثي ليست مجرد مجموعة أشخاص يحاربون كرد فعل لما واجهوه من قبل الدولة بل هي حركة سياسية تجري فيها رغبة الحصول على السلطة مجرى الدم . مجددا : أن الحديث عن الحسم العسكري في صعدة غير مجد لأن الحرب تزيد جماعة الحوثي قوة وأن الحوار واحتواء الدولة للحوثي هو الحل على حد قوله.