قال الأديب العراقي صمويل شمعون "إن الأدب اليمنى ليس بحاجة إلى الترجمة الفرنسية والإنجليزية بقدر ما هو بحاجة إلى الترجمة العربية"، موضحًا "أن الكُتَّاب اليمنيين مساكين فيطبع الكاتب منهم مائتي نسخة، وأعمالهم تكاد لا تخرج من صنعاء"، متسائلاً "لماذا لا نساعد اليمنيين على انتشار إنتاجهم الأدبي في الوطن العربي". جاء ذلك خلال إحدى جلسات مؤتمر الترجمة الذي افتتح الأسبوع الماضي بدار الأوبرا المصرية بعنوان (الترجمة وتحديات العصر) ويشارك في جلساته نحو 100 باحث ومترجم عربي وأجنبي ويقيمه المركز القومي للترجمة في القاهرة. والمؤتمر الذي يستمر أربعة أيام يبحث عبر 11 محوراً قضايا متصلة بعملية الترجمة منها (تحولات نظريات الترجمة) و(الترجمة والهوية الثقافية) و(الترجمة في عصر ما بعد الاستعمار) و(الترجمة والعولمة وقضايا المصطلح) و (مشروعات الترجمة العربية العربية ومؤسساتها) و(معوقات التمويل والنشر والتوزيع) الخاصة بالكتاب المترجم في العالم العربي. وطبقاً لخبر بثته رويترز، كرم المؤتمر مترجمين أجانب وعرباً أسهموا في إثراء حركة الترجمة وقضايا الحوار الثقافي وهم الاسباني بدرو مارتينيث مونتابيث مؤسس الاستشراق الاسباني المعاصر والأمريكي روجر الن والبريطاني دينيس جونسون ديفيز (88 عاما) واسم الليبي خليفة التليسي الذي توفي في يناير كانون الثاني الماضي وتسلم درع التكريم ولده نزار. كما كرم المصريين محمد عناني أستاذ اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة ومصطفى ماهر أستاذ اللغة الألمانية بجامعة عين شمس وفاروق عبد الوهاب الأستاذ بجامعة شيكاجو الأمريكية. وقال الأسباني مونتابيث في كلمة نيابة عن المكرمين إن علاقته بمصر تمتد لأكثر من نصف قرن حيث بدأت ترجماته لنصوص من الأدب العربي إلى الاسبانية منذ الخمسينيات أما الأمريكي روجر الن فشدد في كلمة المشاركين الأجانب على أن الترجمة "أحسن وسائل تطوير التفاهم" بين الشعوب ثم ألقى "مقامة" على طريقة المقامات العربية التي كانت سائدة حتى نهاية القرن التاسع عشر وبدأها قائلا "حدثنا روجر بن الن قال..." ولقيت كلمته استحسان الحضور. ونيابة عن المشاركين العرب قال التونسي عبد القادر المهيري إن لمصر دورا مشهودا في الريادة على طريق الانفتاح "على الثقافات الأخرى" مضيفا أنه ليس مصادفة أن تحمل جائزة الترجمة اسم رائد الترجمة والتعليم في مصر رفاعة الطهطاوي (1801-1873) الذي صار له أبناء وأحفاد من أبرزهم عميد الأدب العربي طه حسين (1889-1973). واختتم كلمات الافتتاح جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة قائلا إن الترجمة فضلا عن كونها "قاطرة التقدم فهي وسيلة حتمية للتنمية" وشدد على أنه رغم تعدد مراكز الترجمة في العالم العربي فان المحصلة العددية قليلة إذ إن دولة مثل اسبانيا تترجم أكثر من الأقطار العربية مجتمعة معتبرا ذلك أحد الأدلة على أن العالم العربي يعيش في "واقع متخلف" لكنه شدد على أن "الوحدة الثقافية تصلح ما تفسده" السياسات العربية. في السياق ذاته ذكرت جريدة اليوم السابع أن عددا من المترجمين الذين شاركوا في المؤتمر دعوا إلى إنشاء دار نشر خاصة يكون عملها الوحيد هو نشر الدراسات والنصوص التي يقوم الطلاب بترجمتها في الجامعات، أو بعد تخرجهم من الجامعة، مؤكدين على أن هذه الدار ستعمل على إثراء حركة الترجمة، وحث الطلاب على ممارسة الترجمة بأسلوب يزيد من كفاءتهم، وحلاً للصعوبات التي يواجهها المترجمون في نشر ترجماتهم.