احتشد مئات الآلاف من المحتجين بساحة التغيير بصنعاء اليوم وأدوا صلاة الجمعة التي أطلق عليها المعتصمون "جمعة الرحيل" مؤكدين مطالبتهم برحيل النظام. وقدم المعتصمون في ساحة التغيير اليوم الجمعة, ما أطلقوا عليه "مشروع مطالب الثورة السلمية", تضمن عددا من النقاط التي اعتبرها المعتصمون مطالب آنية يطالبون بتحقيقها. ونص المشروع في بنوده الثلاثة الأولى على تنحي الرئيس من منصبه, إضافة إلى عزل أبنائه وأبناء أخيه من قيادة الوحدات العسكرية والأمنية، وتشكيل مجلس وطني انتقالي من خمس شخصيات أربع منها مدنية من بينها رئيس المجلس الرئاسي، إضافة إلى شخصية عسكرية, على أن يكون لمدة 6 أشهر كمرحلة انتقالية. كما تضمن المشروع تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مشهود لها بالخبرة والكفاءة والنزاهة. ونص البند الرابع من المشروع على "تشكيل لجنة من ذوي التخصص والخبرة لصياغة دستور جديد يقوم على أساس النظام البرلماني ونظام الانتخابات وفق قائمة نسبية، يكفل كافة الحقوق والحريات على أن يتم الاستفتاء عليه خلال مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، وبناء دولة مدنية حديثة قائمة على المواطنة المتساوية والشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة والاستقلال التام للقضاء، والحكم المحلي واسع الصلاحيات". كما نص البند الرابع على "إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس ومعايير علمية ووطنية حديثة بما يكفل حيادها التام، والإعداد والتهيئة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفق الدستور الجديد خلال الفترة الانتقالية، وسرعة محاكمة المتسببين في سفك دماء المعتصمين والمتظاهرين سلمياً واعتبار الشهداء منهم شهداء الواجب وتعويض أسرهم تعويضاً عادلاً ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة". إلى ذلك اشتبكت قوات من الجيش اليمني مع أنصار من الحزب الحاكم ممن يوصفون بالبلطجية عقب صلاة الجمعة في أحد المداخل المؤدية إلى ساحة التغيير بصنعاء. وقال شهود عيان إن مجموعة من أنصار الحزب الحاكم حاولوا الاعتداء على المتظاهرين الخارجين من وسط الساحة باتجاه شارع القاهرة، حيث تنتشر قوات من الجيش. وسمع أصوات الرصاص من إحدى المباني على الشارع الرئيسي حيث رد أفراد الجيش على مجاميع كانت قد أطلقت الرصاص على أفراد الجيش. وتمكنت قوات الجيش من إلقاء القبض على خمسة من أتباع الحزب الحاكم كانوا قد تمركزوا على مبان بشارع القاهرة. وعززت قوات الجيش من آلياتها العسكرية إلى مكان المواجهة واستطاعت السيطرة على الوضع. من جهته قال خطيب الجمعة الشيخ عبد الرقيب عباد في خطبته في ساحة التغيير إن النظام في مرحلته الأخيرة وعلى وشك السقوط, ودعا الخطيب الرئيس اليمني صالح إلى الرحيل حفاظاً على اليمن والشعب. وندد بالممارسات التي يقوم بها صالح في الأيام الأخيرة من حكمه . ودعا الخطيب شباب ساحة التغيير للمواصلة في ثورتهم العظيمة التي تسعى لإيجاد نظام صالح بعد الرئيس صالح. وقال إن شباب الثورة هم أمل اليمن, مشيرا إلى أن "عزلة الحاكم ازدادت بمعرفة الشعوب المجاورة لنا بالشعب اليمني وحالته وأحقيته في عيشة كريمة". وأوضح عباد أن حالة الطوارئ التي أقرها مجلس النواب الأربعاء الماضي, بنسبة غير دستورية, تجاوزها الشعب بنزوله إلى الشوارع. وعقب صلاة الجمعة تم تشييع اثنين من شهداء الثورة السلمية وهم محمد صبر ومجاهد عبد الحق القاضي الذي توفي في إحدى المستشفيات يوم الثلاثاء اثر إصابته برصاص حي.