أعتصم الآلاف صباح اليوم أمام مبنى محافظة تعز احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والخدمات الاجتماعية وفي مقدمتها الغلاء وأزمة المياة المستفحلة بالمحافظة. وردد المشاركون في الاعتصام هتافات مطلبية وانتقادات للحكومة في الاعتصام الذي انتهى بهدوء دون تسجيل حالات عنف، وذكرت مصادر أن نقاطا أمنية انتشرت على مداخل المدينة منعت مشاركين من خارجها الدخول إلى إليها للمشاركة في الإعتصام، فيماانتشرت قوى الأمن في معظم شوارع المدينة الرئيسة ومداخلها. المنظمون للاعتصام أشادوا بدور رجال الأمن في ضبط النظام وعدم إعاقة سير الاعتصام تنفيذاً لوعد كان أطلقه أمس محافظ المحافظة أحمد الحجري بتأمين الحماية الأمنية، مشيرا إلى أن مشكلة المياه في المدينة في طريقها إلى الحل مع استكمال استبدال شبكة المياه الجديدة، في حين ترى بعض أحزاب المعارضة أن الشبكة الجديدة لن تحل من مشكلة المياه المزمنة في تعز. يذكر أن الحكومة كانت قد حذرت المنظمين للاعتصام في تصريحات سابقة من استغلال ظروف الناس المعيشية وإرتفاع الأسعار للتحريض ضدها وردوا بأن الإعتصامات حق دستوري وقانوني لا يجوز للحكومة تهديدهم ومنعهم من ممارستها للتعبير عن أرآهم من القضايا المختلفة المعتملة في البلد هذه الأيام. البيان الصادرعن المعتصمين اليوم قال أن الاعتصام أتى لتزايد معاناة المواطنين ولأزمة المياة وللارتفاعات السعرية وتدني مستوى دخل الفرد والإنقطاعات اليومية للكهرباء وإستشراء الفساد وتردي الخدمات المعيشية. وحدد البيان قضاياهم المطلبية في إيقاف الجرعات بإرتفاع الأسعار والعودة إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات الأخيرة وبما يتناسب مع دخل الفرد، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة والنقية لمدينة تعز ووضع الحلول ذات الطابع الاستراتيجي لحل الأزمة الأخيرة للمياه في عموم المحافظة . كما طالبوا السلطة بالعمل بجدية على إنقاذ التعليم مما وصل اليه من مستوى متدنٍ وتداعيات خطيرة، مع الاهتمام بالرعاية الصحية وإعادة الروح إلى المسشفيات بدعمها بكل ما يلزم لتقوم رسالتها على الصورة التي يجب. وأكدوا على ضرورة عدم تسيس الوظيفة العامة والعمل السريع على إعادة الموظفين الذين تم إبعادهم عن وظائفهم تعسفاً إلى وظائفهم وبحسب درجاتهم وسنوات خدمتهم وبما يحقق المواطنة المتساوية. وطالبوا الحكومة الوقوف بجدية إزاء أزمة البطالة وبطالة الشباب خصوصاً وإيجاد الحلول العملية للعاطلين عن العمل بعيداً عن الوعود التي لا تتحقق، بالإضافة إلى المعالجة العملية والإستراتيجية لانقطاع الكهرباء واستكمال كهرباء المناطق الريفيةوتأمين البنية التحتية اللازمة لجعل تعز عاصمة للثقافة اليمنية. ودعوا الحكومة إلى التخطيط المتكامل والشامل لتنفيذ المشاريع والكف عن تنفيذ الأسلوب الممارس الجزئي ووضع الخطط العملية المحددة زمنياً لتنفيذ المشاريع والتي تضع حدا لترحيل البالغ الخاصة هذه المشاريع مركزياً. كما طالب البيان برفع المظالم التي قال أنها تزداد ت شيوعاً بسبب آلية الفساد الذي ينتشر كفطر سام ويتغول بنهب المال العام ونهب الأراضي العامة وفرض الاتاوات والرشوة،بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار وحماية رأس المال الوطني وتقديم التسهيلات اللازمة لنموه لإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل. وهدد البيان بمواصلة الاعتصامات حتى تستجيب السلطات لمطالبهم والمتمثلة -حسب البيان- في تحقق العدالة ورفع المعاناة عن المواطنين، وتوفير الخدمات الأساسية والتوزيع العادل للثروة وتحقيق المواطنة المتساوية والحياة المدنية الكريمة.