يرجع تاريخ سور صنعاء القديمة إلى الملك (شعر اوتر بن علهان نهفان) أحد ملوك الطبقة الأولى من ملوك حمير في القرن الثاني قبل الميلاد الذي أحاط صنعاء القديمة بسورها الأثري كما ورد في النقوش اليمنية القديمة، والجزء الثاني من كتاب الإكليل.. حيث ورد نقش يعود إلى عهد الملك شعر اوتر ذكر فيه (خبأ صنعاء)، وخبأ تعني سور في لغة النقوش اليمنية القديمة. وتؤكد المراجع التاريخية أن السور لم يبق على حالته، فقد تناولته أيدي الطامعين والعابثين، وتوالت الحروب على هذا البلد الطيب , حيث قام الأحباش بهدمه عند دخولهم اليمن بقيادة أبرهة الحبشي انتقاماً من الملك " يوسف اسار " آنذاك , مشيرة إلى إعادة بناء السور عدة مرات أخرها على يد السلطان الأيوبي "طغتكين بن أيوب" الذي وصل إلى اليمن عام 579 هجرية , حيث يحكي كتاب (التاريخ العام لليمن - في موكب الإسلام) إنقضاء الصلح بين السلطان الأيوبي وسلطان صنعاء علي بن حاتم، الذي فر إلى حصن ذي مرمر بمنطقة بني حشيش بعد هدم سور صنعاء، وحين دان للسلطان طغتكين بنو حاتم بصنعاء ومعظم اليمن , أعاد السلطان الأيوبي بناء سور صنعاء في القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي، وأدخل حارة السلطان، التي تعرف اليوم ببستان السلطان نسبة إليه. وفيما يضم سور صنعاء الذي أعيد ترميمه عدة مرات منذ بناء طغتكين بن أيوب له حتى يومنا هذا متحفاً على الهواء الطلق بأحيائه وأسواقه ومساجده وبساتينه، وكل ما تضمه مدينة الروح العربي من قيم أصيلة تعد مرجعاً هاماً للدارس والباحث والفنان، وكذا الشاعر , فأنه قد أدى عدة وظائف أهمها أنه اعتبر الدرع الحصين والحارس الأمين للمدينة عبر العصور , كما ضاعف من شرعية المدينة أمام القبائل، وساعد في الحفاظ على هوية المدينة، ومعالمه البارزة من التيار العمراني الاستهلاكي الجارف، وقوالبه الأسمنتية الحديثة.. بالإضافة إلى عده عنصر جذب سياحي، ومعلماً تاريخياً هام يتقاسم والمدينة عمرها الذي يعود لأكثر من ألفي عام. إلى ذلك تذكر الموسوعة اليمنية أبواباً سبعة تخللت هذا السور الذي اتسع باتساع المدينة ، هي باب "شعوب" في الجزء الشمالي من المدينة القديمة يقابله باب "اليمن" في الجزء الجنوبي، ثم باب "الشقاديف" في وسط المدينة شمالاً يقابله باب "السبحة" جنوباً والذي غيرت تسميته لاحقاً تحت ما يسمى باب السبح، وباب "الروم "في الجزء الشمالي عند نهاية المدينة غرباً، يقابله باب "البلقة" جنوباً، وأخيراً باب قاع اليهود ما يسمى اليوم بمنطقة القاع على الجهة الغربية للمدينة القديمة. وقد تغزل الكثير من الشعراء في مدينة صنعاء القديمة يقول الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح في كتاب صنعاء الشعري: صنعاء عاصمة الروح أبوابها سبعة والفراديس أبوابها سبعة من أي باب دخلت سلام عليك سلام على بلدة طيب ماؤها طيب....الخ. في حين تذكر مصادر أخرى أهمها كتاب (تاريخ اليمن) للواسعي أن هناك أبواباً أخرى لصنعاء القديمة بزيادة ثلاثة أبواب عما ذكر سابقاً، هي باب ستران، أو كما يحلو للبعض تسميته با ب استران، أي الباب المستور شرقي المدينة، والذي يعد باباً للمدينة والقصر المعروف الآن بقصر السلاح، وفي غربي صنعاء شرقي بير العزب باب شرارة، وأخيراً باب خزيمة المقبرة الملاصقة لصنعاء القديمة في الجانب الشمالي الشرقي لها، وبهذا تكون أبواب صنعاء عشرة. من يزر صنعاء القديمة اليوم يجد أن أبوابها قد هدمت، وتلاشت ولم يبق منها سوى بوابة وحيدة هي البوابة الرئيسية التاريخية والشاهد الأخير على اليمن المصغر الماثل في واجهة صنعاء القديمة، والذي حاكى أحد أفخم أبواب قصور العاصمة التركية أسطنبول آنذاك تحت اسم باب اليمن والذي تذكر الحكايات الشعبية أن (الاسطى) الذي صممه وبناه منح درجة البشوية من الوالي العثماني آنذاك . سبأنت