أختتمت في صنعاء اليوم الاحد اعمال المؤتمر الدولي الثاني للعمارة والفنون الإسلامية الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية بمشاركة 50 أكاديميا وباحثا من اليمن والعالم الإسلامي واستضافته جامعة صنعاء على مدى يومين. وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة العمل على تأكيد النظر إلى العمارة والفنون الإسلامية باعتبارها رافدا من روافد الحضارة الاسلامية والعمل على نشر هذا الفهم اكاديميا وإعلاميا ودعمه بالبرامج الدراسية وتشجيع الباحثين على تقديم الرسائل العلمية في هذا المضمار. وأكد المشاركون الحرص على عقد المؤتمر بصفة دورية كل عامين في إحدى الجامعات الإسلامية الأعضاء في الرابطة لأهمية موضوعة والحاجة إلى الفهم الأكاديمي بأهدافه وغاياته. وطالبوا بضرورة الاهتمام بإنشاء المدراس و المعاهد الفنية المهنية المتخصصة في الصناعات اليدوية التراثية و تدريب الدارسين والممارسين على تنمية قدراتهم المهنية في مجالات العمارة والفنون الإسلامية. وأشاروا إلى وجوب التنسيق بين الهيئات والجمعيات الرسمية والمدنية المعنية بجوانب الفنون الإسلامية وتوحيد الجهود لتوثيق المعرفة المتعلقة بتلك الفنون وأنماطها وأساليبها ومدراسها وخصائصها الجمالية والحضارية. ولفت المشاركون في المؤتمر الى ضرورة العمل على توثيق الصلة بالهيئات الخارجية المهتمة بالآثار والفنون والتنسيق للحفاظ على الآثار الإسلامية في القدس وفلسطين المحتلة والوقوف في وجه محاولات طمس وتشويه المعالم الإسلامية أو تسجيلها على أنها أثار يهودية مخالفة للواقع و الحقائق التاريخية. وأهاب المشاركون بالمؤسسات الاعلامية العربية والإسلامية ضرورة الإسهام بفاعلية في نشر المعرفة حول الحضارة الإسلامية وجوانبها العلمية و الفكرية و الفنية خاصة ما يتعلق بالعمارة والفنون الاسلامية. وشددوا على توعية الرأي العام باهمية الحفاظ على العمارة و الفنون باعتبارها تراثا إسلاميا حضاريا ينبغي الاعتزاز به والحفاظ عليه وصيانته ضد التلف وعدم الإضرار به. كما أكد المشاركون على توصيات المؤتمر الدولي الأول للعمارة والفنون الإسلامية الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة وضرورة تفعليها وتنفيذها. وسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على اشكال وجوانب الآثار والفنون المعمارية وخصائصها في مختلف البلدان ومدى تفاعلها مع بيئاتها الخاصة، وتحديد أوجه التأثر والتأثير بين الفنون والعمارة الإسلامية وغيرها من الفنون وأثر هذا التفاعل على الجانبين. واهتم بالتعرف على مواقع الدراسات الحضارية في مجال الآثار والفنون الاسلامية في مناهج الجامعات العربية والاسلامية وامكانية تطويرها وتبادل الخبرات في هذا السياق. فيما استعرض المشاركون من خلال جلسات المؤتمر أبحاثا وأوراقا علمية تحت أربعة محاور اهتمت ب"أثر العقيدة والشريعة الإسلامية على الفنون والعمارة الإسلامية" و"العمارة الإسلامية وخصائصها"، و"الفنون والحرف الإسلامية"، و"التراث الثقافي والحضاري بين الأصالة والمعاصرة". في حين أثريت جلسات المؤتمر بمداخلات ومناقشات ركزت على مضامين الطرح وعززت الرؤى حول جهود الجامعات و الجهات المعنية للتعريف بمقومات الفن الإسلامي في العمارة والزخرفة كفن عالمي له خصوصياته ومدارسه المتفردة و الملهمة لعدد من الإبداعات والأعمال في العالم. ومن المقرر أن تصدر أدبيات المؤتمر ونتائجه وتوصياته في كتاب خاص يوثق هذه الدورة تتبنى جامعة صنعاء طباعته وتوزيعه على الجامعات والمشاركين وتوفيره للباحثين والمهتمين. سبا