حذر قائد الجيش البريطاني الجنرال سير بيتر وول من امكانية استمرار القتال بين القوات الأفغانية وحركة طالبان عدة أعوام قادمة بعد انسحاب القوات الدولية من افغانستان والمقرر بنهاية العام المقبل. وقال الجنرال وول في تصريح لصحيفة (دايلي تلغراف) في عددها الصادر اليوم ان المواجهات بين الحكومة الأفغانية وطالبان يمكن ان تستمر عدة أعوام اذا لم يتم العمل على اجتذاب مزيد ممن وصفهم ب"المعتدلين" من مقاتلي طالبان للدخول في المسار السياسي. واكد ان القوات النظامية الأفغانية ستكون امامها مسؤوليات أمنية كبيرة وعلى رأسها ضمان عدم سقوط مدن ومناطق استراتيجية في ايدي مقاتلي طالبان مباشرة بعد انسحاب القوات الدولية من البلاد نهاية العام المقبل. واعرب الجنرال وول عن خشيته من نجاح طالبان في إعادة بث سيطرتها على مقاطعات ومناطق جنوبافغانستان وخاصة مقاطعة هلمند التي كانت تضم احدى اكبر القواعد العسكرية التابعة للقوات البريطانية. واعترف بأن سقوط مدن استراتيجية مثل (موسى قلعة) شمالي هلمند سيكون أمرا "سيئا للغاية" مشيرا الى ان القوات البريطانية تكبدت خسائر بشرية كبيرة من اجل طرد مقاتلي طالبان منها. واكد وول من جهة اخرى ان الجيش البريطاني سيواجه العام القادم أوقاتا صعبة خلال تنفيذ خطة الانسحاب التام من افغانستان في وقتها وضمان سلامة قرابة ستة الاف عسكري تزامنا مع انهاء كافة العمليات القتالية المباشرة. واعتبر الجنرال وول ان القوات البريطانية نجحت في تحقيق الهدف الرئيسي من مشاركتها في الحملة في افغانستان وهو "زعزعة" تنظيم القاعدة ومنعه من التخطيط لهجمات ضد الغرب انطلاقا من افغانستان التي كانت بمثابة ملاذ آمن له. وخلص الى القول ان "الجميع فخور بما حققته القوات البريطانية في افغانستان". يذكر ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سبق ان دعا مرارا الى ضرورة إشراك حركة طالبان في مسار المصالحة الوطنية والسياسية من اجل ضمان امن افغانستان واستقرار المنطقة وخاصة باكستان بعد انسحاب القوات الدولية. وفقدت القوات البريطانية 447 جنديا منذ بداية العمليات العسكرية في افغانستان اواخر أكتوبر من عام 2001.