مع حلول الذكرى ال 11 للاحتلال الأمريكي للعراق الذي صادف يوم امس توصلت أعمال العنف الدموية في مختلف المناطق العراقية حيث وقعت 18 عملية ما بين تفجير سيارة مفخخة، وهجوم مسلح، وقصف بقذائف الهاون قتل فيها نحو 22 شخصا وأصيب العشرات لتضيف أعمال العنف المستمرة منذ شهور هذا العام المزيد من الأرقام إلى سجل الضحايا. ووقعت سلسلة التفجيرات التي لم تتبنها أي جهة مع اقتراب الانتخابات التشريعية في البلاد التي من المقرر أن تجري في الثلاثين من شهر أبريل الجاري، وبات تنظيمها محل شكوك وتساؤلات في ظل موجة العنف المتصاعدة التي قتل فيها أكثر من 2400 شخص منذ بداية 2014. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس عن اكتمال التحضيرات النهائية لإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وفقا لما هو مخطط له. وقال رئيس الدائرة الانتخابية في مفوضية الانتخابات مقداد الشريفي خلال مؤتمر صحافي عقد في بغداد إن "المفوضية انتهت من أخذ الإجراءات لتأمين أكثر من ثمانية آلاف مركز اقتراع و60 مركز فرز وعد لأصوات الناخبين، فضلا عن توزيع أكثر من 80 في المائة من بطاقات الناخبين الإلكترونية ". وأضاف أن الصناديق والأوراق والأجهزة الإلكترونية أصبحت جاهزة، كما تم الاتفاق مع نحو 700 مراقب دولي للإشراف ومراقبة ومتابعة سير عملية الانتخابات بكل مفاصلها. وبحسب مصادر أمنية وطبية، انفجرت 13 سيارة مفخخة معظمها في أوقات متزامنة، في مناطق متفرقة من مدينة بغداد ومحافظة واسط الجنوبية بدءا من الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي. وقالت مصادر أمنية عراقية إن 16 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب ما يزيد على ستين آخرين في أكثر من عشرة تفجيرات في مناطق متفرقة من بغداد وحدها. وفي الكوت جنوبي بغداد قتل خمسة أشخاص وأصيب ثلاثون آخرون في أربعة تفجيرات بسيارات ملغومة في مناطق متفرقة. وإلى الشمال من بغداد قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون في هجمات متفرقة في مدينة كركوك، حسب مصادر في الجيش والشرطة العراقية. وفي سياق متصل، قال الحزب الإسلامي العراقي، إن نزيف العراق ما زال مستمراً بعد أحد عشر عاماً من وقوعه تحت الاحتلال الأميركي الذي فتح باب العنف والفوضى على مصراعيه. ودعا الولاياتالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية فيما آلت إليه الأوضاع العراقية، مطالباً الحكومة وجميع الأطراف العراقية "بإنهاء حالة التردي والاستقطاب والفوضى التي تضربه حتى يشفى من جروحه البليغة" . وحمل ائتلاف "متحدون"، بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي، الولاياتالمتحدة مسؤولية تردي أوضاع البلاد وطالبها ب"الوفاء بوعودها بالرخاء والحرية والأمن". ويأتي العراق في مقدمة دول العالم التي تتعرض لأعمال العنف،إذ ذكرت مؤسسات دولية مختلفة أن عدد الهجمات الإرهابية زاد على المستوى العالمي خلال سنة 2013 ليصل إلى 18 ألف و524 عملية بزيادة قدرها 150% عن سنة 2009. وفي حين بينت أن عدد الهجمات الانتحارية في العراق زاد بنسبة 4 أضعاف عددها خلال السنتين الماضيتين، أكدت أن العدد الكلي لتلك الهجمات خلال السنة الماضية لوحدها، بلغ 3 أضعاف عددها في سوريا، وقريباً ضعف ما سجل في أفغانستان. إلى ذلك خصصت جامعة الدول العربية، الاثنين، وفدين لمراقبة الانتخابات العراقية، أحدهما داخل العراق ووفد آخر لتغطية انتخابات العراقيين داخل مصر، لمتابعة سير العملية الانتخابية التشريعية المقررة نهاية الشهر الحالي. وقال رئيس مكتب المفوضية العليا للانتخابات العراقية في القاهرة حسن سلمان في تصريحات لوسائل إعلام، إن "الجامعة العربية خصصت وفدين لمراقبة الانتخابات العراقية، أحدهما داخل العراق برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون القانونية السفير وجيه حنفي، ووفد آخر لتغطية انتخابات العراقيين داخل مصر". وأكد سلمان أن "الترتيبات لإجراء الانتخابات في القاهرة تجري على قدم وساق"، مشددا على أن "المفوضية عازمة أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة ولا تشوبها أي شائبة".