انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة اليوم الاثنين، اعمال مؤتمر /حوار الحضارات والثقافات/ الخاص باحترام التنوع الديني والثقافي بين الحضارات والاديان والمذاهب، بمشاركة اكثر من 150 شخصية من العلماء والباحثين والمفكرين والأكاديميين ورجال الدين والثقافة من مختلف دول العالم. ويناقش المؤتمر على مدى 3 أيام، عدداً من اوراق العمل والبحوث والدراسات حول مبادئ الحوار والتسامح واحترام التنوع الديني والفكري والمذهبي والثقافي بين الحضارات والاديان والمذاهب وتعزيز التعايش السلمي، الى جانب حقوق الانسان. ويشتمل المؤتمر 4 محاور تركز على التعارف الإنساني وأثره في إسعاد البشرية, ودور المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في تعزيز الروابط الإنسانية والتعايش بين الحضارات المتنوعة في الوطن الواحد. كما تضم المحاور ال 4 محوراً حول حقوق الإنسان والديمقراطية كثمار للحضارات الإنسانية . ويهدف المؤتمر إلى تأكيد مبدأ التسامح واحترام التنوع الديني والثقافي والفكري وتعزيز التعايش السلمي، وحماية حقوق الإنسان وصون حرياته السياسية والثقافية والاجتماعية. واكدت العديد من الشخصيات الدينية في كلمات لها خلال المؤتمر الذي افتتحه ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد ال خليفة، ضرورة تحقيق التعايش السلمي بين الاديان والمذاهب المختلفة. وقال شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب في كلمة الافتتاح ان الاسلام جاء بحضارة انسانية ليفتح ابوابه لكل الحضارات والتعامل معها بكثير من الاحترام والتفاعل والتواصل .. مشيراً الى ان الحضارة الاسلامية أثرت وتأثرت بالحضارات الاخرى. ودعا الحضارة الغربية الى العمل على تعزيز فرص التبادل الثقافي بين حضارات الغرب والشرق والتقريب بين الشعوب وازالة اسباب الخلاف التي اقامت الكثير من الحروب نتيجة حالة العداء والجهل بالاخر. واطلق الشيخ الطيب دعوة الى حوار اسلامي داخلي يجمع بين المسلمين ويوحد اهدافهم قبل الحوار مع الغرب "الذي لا يفهم الا لغة الاتحاد والكيانات المتحدة" . وقال ان الغرب استطاع التوحد في ظل خلافات في اللغة والثقافة، في حين لم يستطع المسلمون التوحد بالرغم من وجود دين ولغة واحدة. من جانبه اكد رئيس منتدى الفكر العربي الامير الحسن بن طلال في كلمته ان العالم اليوم "يمر باوقات عصيبة تغلب فيها العنف على الحوار". واضاف ان خطاب الكراهية يعيش على البغضاء واصبح صناعة ثقيلة تدر الاموال على فئة قليلة من الناس . واكد ان هذا النوع من الخطاب يغذي الفتنة ويدفع الى النزاع والصراع والحروب .. داعياً الى الاقرار بان "الفكر التكفيري ليس مقتصراً على ثقافة بعينها، وانما يشمل جميع المذاهب والاديان". من جهته حذر الامين العام لمنظمة العمل الاسلامي اياد مدني في كلمته من المتطرفين الذين ليس لهم علاقة باديانهم .. داعياً الى نبذ التطرف من اجل تحقيق التقارب بين الشعوب وازالة الحواجز.