تحتفي الأممالمتحدة والعديد من دول العالم اليوم الاثنين باليوم العالمي لمكافحة "الإيدز" الذي يصادف الأول من ديسمبر وذلك تحت شعار "علاج الإيدز يسيطر على الفيروس، معالجة مدَى الحياة، وقاية للحياة". وقالت الأممالمتحدة في تقرير لها بالمناسبة الاحد "إن اليوم العالمي للإيدز لعام 2014 هو فرصة لتسخير قوة التغيير الاجتماعي لأجل وضع الإنسان أولاً، ولسد الفجوة القائمة بين المصابين بفيروس الإيدز". وأضاف التقرير "من الممكن إنهاء آفة الإيدز بحلول عام 2030، ولكن فقط بسد الفجوة بين الأشخاص الذين لديهم فرصة الوصول إلى وسائل العلاج والرعاية والوقاية من الفيروس، وبين غيرهم من المصابين". وذكر تقرير الأممالمتحدة أن "سد الفجوة في أسلوب تقديم الرعاية لمصابي الإيدز يعني أنه من الممكن وضع حد لانتشار الوباء بحلول عام 2030". وقالت الأممالمتحدة: "إن أحد الأهداف الإنمائية للألفية المتمثل في وقف انتشار الإيدز قبل الموعد النهائي للعام 2015 قد تحقق، وبدأ الآن السباق نحو توفير العلاج لجميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية – الإيدز". وفي هذا الإطار، نظمت جامعة الدول العربية اليوم الإثنين، احتفالا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الايدز، تحت رعاية الدكتور نبيل العربي "الأمين العام لجامعة الدول العربية" ومشاركة عدد من وزراء الصحة العرب. وأكدت الوزير المفوض، ليلى نجم، مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية نيابة عن الأمين العام للجامعة العربية، د.نبيل العربي في كلمة لها خلال الاحتفالية ، ضرورة مواصلة الجهود للقضاء على مرض الايدز بحلول عام 2030، مشددة على أهمية الاستمرار في تفعيل الدراسات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري والتقدم في البحث العلمي الذي يمثل السلاح الأقوى للتغلب على التحديات التي تهدد الصحة العامة ليس في منطقتنا العربية فقط بل في العالم بأسره. وأوضحت نجم أن المنطقة العربية هي الأكثر في نسبة الإصابة الجديدة بالمرض، فضلاً عن تزايد أعداد الوفيات بالايدز، مضيفة أن المنطقة تعد أيضاً من أكثر المناطق انخفاضاً في نسبة الحصول على العلاج حيث يحصل 11% فقط من الأشخاص المحتاجين على الأدوية المنقذة للحياة. كما تصل نسبة حصول المرأة الحامل على خدمات منع الانتقال الرأسي من آلام المصابة إلى الجنين إلى 11% فقط . وأضافت أنه أمام هذه النسب والأرقام فإن الأمر يتطلب من الجميع ومن كافة الجهات والقطاعات المعنية التكامل في أداء الأدوار وتحمل المسؤولية لتحقيق الأمن الصحي للجميع . وأكدت نجم التزام الجامعة العربية بالعمل المستمر والتعاون مع برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالايدز وكافة الشركاء من الحكومات ومنظمات الأممالمتحدة والمجتمع المدني من اجل جيل خال من الايدز في الدول العربية ووضع نهاية له بحلول عام 2030 . وشهدت الاحتفالية إطلاق برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز وتقرير العام 2014حول وضع الايدز في إقليم الشرق الأوسط و شمال إفريقيا. كما تم خلال الاحتفالية توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة الدول العربية والشبكة الإقليمية العربية للعمل على الإيدز تحت رعاية برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز. ويخصص هذا اليوم لإحياء المناسبة والتوعية من مخاطر مرض الإيدز ومخاطر انتقال فيروس إتش آي في المسبب له،وطرق الوقاية. في هذا الاتجاه أيضا يضطلع قطاع التربية بدور رئيسي في سد الفجوة من خلال منع الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز في صفوف الشباب، ودعم مجالات الاختبار والعلاج والرعاية، فضلاً عن الحد من الوصم والتمييز. وفي العام 2014 الجاري، شاركت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" في عدد من الأنشطة والبرامج ذات الصلة. فقد وفرت المنظمة دعماً تقنياً في مجال التثقيف لوزارات التربية والتعليم في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، وأفريقيا، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن آسيا والمحيط الهادي. وتعد اليونسكو هي إحدى الجهات المؤسسة الست الراعية لبرنامج الأممالمتحدة المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وتوقع مسؤول أممي اليوم الاثنين أنه يمكن للمجتمع الدولي القضاء على فيروس الإيدز بحلول العام 2030 من خلال توحيد الجهود، في حين أعلنت جماعة ناشطة في مكافحة الإيدز أن العالم وصل أخيرا إلى "بداية النهاية" لهذا الوباء. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز ميشيل سيديبي في كلمة نشرت على موقع الأممالمتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإيدز الذي يوافق اليوم ، "أريد أن أقول للعالم إن الوقت قد حان بالنسبة لنا لمضاعفة جهودنا... وأنا أثق أننا يمكننا سويا أن نقضي على فيروس الإيدز بحلول العام 2030". وأضاف أنه ينبغي بذل المزيد من الجهد للوصول إلى الناس الذين يتعرضون للإهمال، ومن بينهم النساء والشواذ والسجناء والعاملون في مجال الجنس. معتبرا أن الآن هو الوقت المناسب للقضاء على الإيدز نهائيا، لأنه يمكن أن يعود ويكون من المستحيل القضاء عليه. وينتقل فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز من خلال الدم والمني وحليب الثدي، ولا يوجد علاج نهائي له، لكن المصاب يمكنه تحييد المرض لسنوات بمساعدة العقاقير المضادة للفيروسات. وتذكر بيانات الأممالمتحدة أن عدد المصابين بالفيروس بلغ نحو 35 مليون شخص في 2013، منهم 2.1 مليون أصيبوا حديثا بالفيروس، بينما توفي حوالي 1.5 مليون بالإيدز في السنة نفسها. وعلى مستوى دول إقليم شرق المتوسط تتواصل الجهود الرامية إلى توسيع نطاق المستفيدين من العلاج المضاد لفيروس الإيدز، حيث شهد الإقليم زيادة نسبتها 46% في عدد الأفراد المتعايشين مع الإيدز الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروس، حيث ارتفع هذا العدد من 25000 في 2012 إلى أكثر من 39000 في 2013، إلا أن الحاجة لا تزال قائمة للعمل لزيادة التغطية بالعلاج لتغطي الفجوة المتمثلة في نحو 25% من الأفراد الذين يحتاجون إليه، ضمن مساعي المبادرة الإقليمية التي كان عنوانها "لإنهاء أزمة معاجلة فيروس الإيدز" وتستهل اليوم عامها الثالث. ولا يزال الإيدز والعدوى بفيروسه من أهم التحديات في مجال الصحة العمومية في العالم وخصوصاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، خاصة أن الفيروس يهاجم النظام المناعي ويضعف نظم اكتشاف العوامل المسببة للعدوى والدفاع عن الجسم ، والمسببة لبعض أنماط السرطان ، وعندما يدمر الفيروس الخلايا المناعية ويؤثر على وظائفها يعاني المصابون من نقص المناعة الذي يتفاقم تدريجياً ويؤدي إلى ازدياد تعرضهم إلى طيف واسع من حالات العدوى والأمراض. أما المرحلة المتفاقمة من العدوى بفيروس نقص المناعة البشري فهي متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، التي قد تستغرق فترة تتراوح بين 10 أعوام و15 عاماً لكي تظهر على المصاب، وتعرف تلك الحالة بظهور بعض أنماط السرطانات أو حالات العدوى أو غيرها من المظاهر السريرية الوخيمة.