اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، بأنها لا تسعى لتقديم مساعدة حقيقية للسوريين، معتبرة أن جميع تصريحاتها حول ذلك ليست سوى "كلام فارغ". وبين المتحدث باسم الوزارة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي عقده الجمعة حول التطورات الأخيرة في سوريا ،وفق ما نقله موقع قناة"روسيا اليوم" الالكتروني "أن حجم المساعدات الإنسانية الدولية إلى المناطق، التي تقع في قبضة المعارضة الرافضة للمصالحة، يفوق بنسبة 34 مرة الإغاثة الموصلة إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية والتي يقطنها 90 بالمئة من سكان سوريا". وأشار المتحدث إلى أن وضعا إنسانيا حادا بشكل خاص لا يزال مستمرا في المناطق، التي تسيطر عليها القوات الأمريكية وتم تحريرها من قبضة "داعش"، موضحا أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن مخيم الركبان للنازحين السوريين في منطقة التنف الجنوبية وكذلك مدينة الرقة، "العاصمة" السابقة ل"دولة الخلافة". وتابع كوناشينكوف: "على الرغم من التصريحات الباعثة على الأمل، التي تم الإدلاء بها سابقا، يواصل ممثلو الولاياتالمتحدة عرقلة كل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان للنازحين، الذي يقيم فيه 59 ألف سوري يعانون من حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وغالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين". وأردف قائلا "إن القيادة الإقليمية للجيش الأمريكي ترفض ضمان أمن وصول قافلات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التنف، وتصر على ضرورة تسليم كل الأغذية والماء والمستلزمات الأساسية لمجموعات المسلحين الموالية للأمريكيين فقط". ولفت كوناشينكوف إلى أن وضعا ليس أسهل ما زال يسود الرقة، التي "تحولت بعد غارات ما يسمى بالتحالف الدولي إلى مدينة أشباح". وأضاف: "إن سكان الرقة محرومون، منذ تحريرها من قبضة الإرهابيين، من أي إمكانية للحصول على مساعدات إنسانية بسبب عدم رغبة الولاياتالمتحدة في السماح للقافلات الإنسانية التابعة للسلطات السورية بالدخول إليها، ومع ذلك لا يقدم أي من الولاياتالمتحدة أو شركائها في التحالف أي مساعدة للسكان المحليين". وعلى صعيد آخر،أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري حرر ثلثي أراضي منطقة اليرموك جنوبي اليرموك من الجماعات المسلحة، متهمة الولاياتالمتحدة بمنع إيصال المساعدات الإنسانية للركبان والرقة. وقال المتحدث باسم الوزارة"تكمل القوات السورية الحكومية عمليتها لتحرير منطقة المخيم السابق للاجئين الفلسطينيين في اليرموك بريف دمشق الجنوبي من التنظيمات المسلحة، وتحولت هذه المنطقة خلال السنوات ال6 الماضية إلى وكر لعناصر من داعش، الذين وصلوا إليها بعد دحر تشكيلات التنظيم في مناطق مختلفة بسوريا". وأوضح كوناشينكوف: "حتى الوقت الحالي تم شطر مسلحي داعش في الجانب الغربي من اليرموك، وتجري المرحلة النهائية من دحر مجموعات داعش المبعثرة، إذ سيطرت القوات الحكومية على أكثر من 65 بالمئة من أراضي هذه المنطقة". وشددت وزارة الدفاع في البيان على أن إكمال هذه العملية سيعني تحرير كامل أراضي ريف دمشق من المسلحين وسيطرة القوات الحكومية عليها. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن "انتهاء عمل بعثة خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما"، والتي عملت على تدقيق المعلومات حول الهجوم الكيميائي المزعوم هناك يوم 7 أبريل. وشدد كوناشينكوف على أن "ضباط المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والشرطة العسكرية الروسية ضمنت تأمين كل المواد والمواقع المتعلقة بالهجوم المفترض، التي تم العثور عليها في دوما بعد تحريرها من المسلحين". وقدم الجانبان الروسي والسوري للخبراء، حسب كوناشينكوف، إمكانية للوصول الكامل ودون أي عراقيل إلى جميع المواقع والمباني، التي اهتموا بها، وعملوا فيها على مدار وقت حددوه بأنفسهم. وأكد كوناشينكوف على أن "العسكريين الروس اتخذوا جميع الإجراءات الضرورية لضمان أمن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلال عملها في دوما.. وذلك على الرغم من وجود خطر على حياتهم". وبين المتحدث باسم الدفاع الروسية أن "خبراء المنظمة زاروا في دوما شقتين يفترض أنهما شهدتا استخداما للمواد السامة، حيث جمعوا عينات ضرورية، بالإضافة إلى مختبر للإرهابيين ومستودعا للمواد الكيميائية". وأضاف أنهم "زاروا أيضا مستشفى دوما، حيث استجوبوا أهالي محليين وبعض المشاركين في تصوير الفيديو المفبرك لأعضاء منظمة الخوذ البيضاء، وأخذوا العينات اللازمة".