يتوجه الناخبون البريطانيون يوم غد الخميس الى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء البرلمان البالغ عددهم 659 عضوا بعد حملة انتخابية استمرت عشرة أيام . وتدور المعركة الانتخابية فى قمتها بين الحزبين الرئيسيين فى البلاد وهما حزب العمال بزعامة تونى بلير وحزب المحافظين بزعامة مايكل هاوارد . ولن تقتصر المعركة هذه المرة على الحزبين الكبيرين فقط بل ان حزب الاحرار الديمقراطيين بزعامة تشارلز كيندى من المتوقع ان يفوز بعدد لا بأس به من المقاعد البرلمانية . ويدخل رئيس وزراء بريطانيا تونى بلير هذه الانتخابات ولديه رغبة قوية فى تحطيم الارقام القياسية بعد ان كسر بالفعل الرقم المسجل باسم رئيس الحكومة الاسبق هارولد ويلسون الذى كان اطول رؤساء الوزراء العماليين بقاء فى الحكم فى الستينات والسبعينات من القرن العشرين حتى جاء بلير , كما ان بلير لو بقى فى السلطة خلال السنوات الاربع القادمة فأنه سوف يتجاوز مدة حكم مارجريت تاتشر التى بلغت11 عاما وسيكون اول رئيس وزراء عمالى يقضى ثلاث فترات متعاقبة. وتشير معظم استطلاعات الرأى الى ان حزب العمال فى طريقه للفوز برئاسة الحكومة للمرة الثالثة على التوالى واظهرت هذه الاستطلاعات قبل ايام قليلة من الانتخابات ان حزب العمال لايزال يحتفظ على منافسه التقليدى حزب المحافظين بنسب تتراوح ما بين 4 الى 8%, كما كشفت الاستطلاعات ايضا عن ان تشارلز كيندى زعيم حزب الاحرار الديمقراطيين الذى يحمل اتجاهات يسارية فى بعض القضايا قادم بقوة وانه يحتل المركز الثالث على الساحة الانتخابية البريطانية . واوضحت الاستطلاعات انه اذا ما نجح بلير فى الفوز بفترة حكم ثالثة فأنه لن يحقق نفس الغالبية التى كان قد حققها فى انتخابات 97 , 2001 نظرا لانخفاض ثقة البريطانيين فيه بسبب تأييده للرئيس الامريكى بوش بشأن الحرب على العراق. وكان بلير قد حصل فى انتخابات عام 2001 على اغلبية تاريخية فى البرلمان حيث يستحوذ حزب العمال اليوم فى مجلس العموم على 403 مقعدا مقابل 165 للمحافظين,51 للاحرار الديمقراطيين وعدد من المقاعد لاحزاب صغيرة ليصل المجموع الى 659 مقعدا . وفي الوقت الذي تدور فيه مواجهات بين المرشحين في برامجهم وأولوياتهم الداخلية،لا تزال الحرب في العراق الموضوع الأكثر سخونة في انتخابات الخامس من مايو 2005م . وأشارت مصادر إلى أن الاقتصاد البريطاني سيكون أحد النقاط الرئيسية التى سيضعها حزب العمال الذى بدأ حملات انتخابية غير رسمية منذ شهر تقريبا على رأس الموضوعات الخاصة ببرنامج الحزب فى بياناته الرسمية . وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة بوبيولاس لصحيفة التايمز أن شعبية حزب العمال لم تتغير وظلت عند مستوى 41 بالمئة في حين انخفضت شعبية حزب المحافظين نقطتين إلى 27 بالمئة..مشيرة ان حزب الاحرار الديمقراطيين كسب نقطتين لتبلغ شعبيته 23 بالمئة. وتجدر الاشارة انة إذا تكررت هذه النتيجة غدا فإنها ستبقي حزب العمال في السلطة بأغلبية كبيرة وتجعل بلير أول زعيم في تاريخ الحزب يفوز بثلاث فترات ولاية متتالية. وبعد حملة انتخابية استمرت عشرة أيام سيحث حزب العمال الذي يمثل تيار يسار الوسط الناخبين اليوم على تحويل تركيزهم عن حرب العراق والشكوك المحيطة باستقامة بلير لينصب على الاقتصاد البريطاني المنتعش. الى ذلك يرى مراقبون أنة ومنذ الحرب على العراق في مارس 2003 وصورة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تتعرض للاهتزاز السياسي العنيف بين مرحلة وأخرى فلا يكاد يخرج من مأزق حتى يقع في آخر فهو مثل جورج بوش اضطر للاعتراف بأن وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق كان كذبا لا مجرد تحريف فقط كونه لا اساس له من الصحة واضطر اكثر من جورج بوش للاشارة مرات عديدة الى ما يمكن اعتباره اعترافا بخطأ قرار الحرب بسبب قوة المعارضة في بريطانيا واضطر ايضا للمناورات الكلامية العديدة في مجلس العموم البريطاني بسبب تصاعد المعارضة بوجهه بين خصومه التقليديين وداخل صفوف حزبه وأحيانا داخل حكومته التي وافقت على الحرب . وحذر بلير الناخبين العماليين من التحول عن حزب العمال الذي يتزعمه إلى الديموقراطيين الأحرار..مشيرا إلى أن ذلك قد ينتهي بفوز المحافظين. من جانبه حذر تشارلز كيندي زعيم الديموقراطيين الأحرار الناخبين من الثقة في العمال أو المحافظين فيما يتعلق بقضية العراق. وتشير التقارير إلى أن نحو 30 بالمئة من الناخبين البريطانيين لم يحددواموقفهم وحدد مايكل هوارد في جولتة الانتخابية الاخيرة أولويات حزبه حال نجاحه في الانتخابات والتي تشمل مواجهة الجريمة والانضباط في المدارس. وقال: "إننا لا نتحدث، وإنما سنعمل من أجل ذلك، إننا لا نعد ولكننا سنحقق تلك الأهداف". ومن المعروف أن حزب العمال ركز في حملته الانتخابية على ما حققه من مكتسبات للشعب البريطاني خلال الثمان سنوات الماضية من حكمه، حيث بنى اقتصاداً قوياً وقضى على التضخم والبطالة ورفع المستوى المعيشي وخاصة للطبقة الفقيرة ونجح في تحسين الخدمات في الصحة والتعليم والنقل ومكافحة الجريمة إلا إن خصومه حاولوا إبعاد انتباه الشعب البريطاني عن هذه المكتسبات والتركيز فقط على الحرب العراقية والإدعاء بعدم شرعيتها وأن بلير لجأ إلى الكذب فيما يخص أسلحة الدمار الشامل وضلل البرلمان..الخ وسجلت نسبة التصويت في الانتخابات التشريعية البريطانية الماضيةعام2001ادنى مستوى لها منذ 1918 اذ بلغت 4ر59 % لكن الخبراء يجمعون على ان النسبة قدتكون ادنى في انتخابات الخميس. وتبدأ عملية فرز الأصوات مباشرة بعد انتهاء التصويت حيث تفرغ الصناديق التي تحتوي على البطاقات الانتخابية بعد أن يفك الشمع الرسمي من عليها. وتتم جل عملية الفرز في الليل بعد انتهاء ساعات الانتخاب تحت إشراف أحد المسؤولين من المجلس المحلي وبوجود ممثلين عن كل مرشح من المرشحين. ويمكن للمشرف أن يقرر إعادة الفرز إذا تقدم موكل أحد المرشحين بالتماس فوري وتختم كافة الوثائق التي تتضمن أوراق التصويت والطعون وأي سجلات أخرى تتعلق بالعملية الانتخابية بالشمع الأحمر وتخزن في مكان آمن لمدة سنة قبل أن يتم إتلافها ويمكن من الناحية القانونية إعادة الانتخابات كلها لو ثبت وجود تلاعب أوتزوير فيها. سبا