إجراء نظرة إجمالية على الساحة السياقبلية اليمنية بالتزامن مع تشكيل اللجنة الفنية للحوار يوحي بان المولود سيكون مشوها بنفس العاهات التي اصابت الخدج الثوري وبنفس الأيادي التي تولت العمليات القيصرية مسبقا. وهذا ليس تشاؤما بقدر ما هو ايمان مطلق بفشل الحوار اذا لم يبنى على اسس معينة ورؤى واضحة وحلول جذرية تنطلق من منظور وطني وتسبقها الكثير من الخطوات الممهدة ، والتي من شانها أن تزيح الغيوم التي تعكر صفاء الساحة اليمنية وبعيدا عن لغة المحاصصة او الموازنة السياقبلية التي دمرت اليمن علىمدار السنوات السابقة. لذلك فالنظر بعمق نحو هذه الساحة من جهة واللجنة الفنية من جهة أخرى سندرك حجم المأساة التي تعصف بجزء من البسيطة حلمنا ذات يوم أن تكون وطن ، فالأحزاب اليمنية (التي هي في الحقيقة دكاكين خضار ) ...لا تملك أي رؤية لحل المشاكل أو البعض منها ؛ بل تعمل جميعها على التفنن في دمار هذا الوطن عن قصد أو سوء نية ، فدكاكين التحالف الوطني تعمل بكل جهد داووب على إعاقة ما يمكن من شانه أي نجاح في المرحلة الراهنة ، يترافق هذا بالتزامن مع سيطرة لغة الآلهة والإقصاء على دكان المشترك الذي تحول فيه الحزب الاشتراكي والأحزاب القومية والليبرالية إلى دمى لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأي جهد فردي من قبل احدهما فانه سيموت جوعا وعطشا لأسباب لا نحب أن نذكرها ...فما هي الرؤية التي يمكن ان نراهن عليها في هذا الخليط الغير متجانس ؟ وما هو الأمل الذي سنعقده على اللجنة التي يشكل قوامها الغالب من الخرفان (كبار السن ) المستهلكة والتي لا تزال تعيش على عقلية الالفية الثانية ولا تملك أي فكر أو رؤية للقضايا الوطنية فضلا عن كون الكثير منهم يتبعون ايدلوجيات تستوحي قرارها من الرب...مع أن البعض يشعر ببارقة الأمل من وجود عبدالقادر هلال و السيدة امل باشا والسيدة ليزا الحسني كونهما لا يخضعان الى أي ايدلوجية سوى ايدلوجية الوطن ولا ينتميان الى لجان الطوابير ولا اعتقد ان احدهما يملك راتب من حميد أو مكرمة من احمد ومع ذلك يبقى الأمل محدود. وبعيدا عن السير الذاتية ...فإنني استغرب ويستغرب معي الكثير كيف سينطلق هذا الحوار المجذوم والشعب ممزق كل ممزق ، وكيف سيتم الحوار بوجود أطراف لا تؤمن به ؛ وتؤمن فقط بالإقصاء عقيدة ومنهاج ، وكيف سينطلق الحوار في وجود جيش منقسم وقاعدة بألوان متعددة ، وحالة فلتان وفوضى غير مسبوقة واقتصاد مدمروسيادة منقوصة وطوابير اللجان الخاصة بتعدد ماهيتها تتصدر الصفوف الأولى من الحوار...ثم نقول حوار تحت سقف الوطنأي وطن أنت بليت بهم يا موطني . وفي الحقيقة نحن لا نحتاج إلى حوار بقدر ما نحتاج الى قرار يعمل على فرض قوة القانون على منطق القوة ، نحتاج الى قرار يعمل على اعادة الحقوق المنهوبة والمسلوبة من ابناء المحافظات الجنوبية ، وارادة تعمل على الزام صالح وعائلته الى عدم اللعب بالنار ووضع حدا للتداخلات الغير مبررة تحت غطاء المؤتمر، نحتاج الى ارادة تعمل على الزام الزنداني وعلي محسن بتسليم خرائط ومعسكرات الإرهاب وقوائم تنظيم القاعدة باليمن لكي يعاد تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع ونحتاج إلى الحصول على قوائم الإرهابيين السعوديين الذين صدرتهم السعودية إلى اليمن ونحتاج إلى قرار صادق باعادة مؤسسة الجيش الى حضن الوطن ، وارادة تعمل على تقديم المتورطين بحرب صعدة (الحوثي وبعض مسئولي الدولة ) الى العدالة ، نحتاج الى ارادة تعمل على تقديم المتورطين باللجان الخاصة بالسعودية وقطر وايران وكذلك القائمة القذافية السابقة الى العدالة بتهم خيانة الوطن ، نحتاج الى قرار يعمل على تنظيم مهنة الإعلام ووضع القوانين الرادعة على كل قناة تثير لغة التفرقة بين المجتمع ولا ترتقي الى المهنية الاعلامية.. فهل سترتقي يوما ما قناة اليمن اليوم وسهيل إلى مستوى المهنية الإعلامية بعيدا عن التجريح وبث الفرقة بين أبناء الوطن والمؤسسة العسكرية على سبيل المثال . ومن ثم بعد ذلك نفكر بموضوع الحوار وتحديد اطاره العام ، غير ذلك فان الحوار سيكون مجرد مسرحية هزيلة تتكرر مشاهدها في القاعات الفارهة التي تزيد من فواتير العبء الاقتصادي وترفع من منسوب الفقر الذي زادت وتيرته من جراء السياسة الحكومية الفاشلة والفواتير الباهضة للجنة العسكرية المرحومة ، فهل سيملك هادي هذه الإرادة أم انه سيظل قاصر عن القيام بمهامه ورهين لليد التي أحالت دون إدراج أروى عثمان ، وسامية الاغبري وبشرى المقطري واحمد سيف حاشد بلجنة القداسة الفنية التي امضي قرارها بقلم حميد الخاص. *خاص- سما الإخبارية