خمسون عام من النضال لم نتحرر , بل خمسون عام ونحن نتناحر وفي خصام , خمسون عام أهدرت في صراع قبلي وسلالي واليوم طائفي , أجهضت مشاريعنا الوطنية وتمسك البعض في مشاريع وهمية ,اليوم استدعينا صراعاتهم لساحتنا ,أنها ثورة وفرصة أخرى فوتناها , رفضنا التغيير والتحول ومرحلة الدولة الضامنة الحلم والطموح , وعدنا لعبيد لمن ثرنا عليهم , فإذا بالثائر الهمام بصف المستبد والطاغية والكهنوت والتخلف والجهل , واذا به يبرر للعنف والقتل والقنص , مهما كنتم قومجين يساريين ناصريين أسلامين , صمتم حينما اجتاحوا المدن والمعسكرات وفجروا المساكن ودور القران والمساجد والجامعات ونطقتم كفرا انتم شرعتم ذبحنا عندما ألبستم القاتل عباءة القومية العربية والوطنية وألبستم السيد عباءة الثوري وقائد الثورة , وقلتم للناس افتحوا مدنكم للفاتحين الجدد , لا تقاوموهم اتركوهم يدمرون المساكن وينتهكون الأعراض ويقيدون حرية الأحرار , بحجة تطهير الإرهاب بإرهابيين , وها هي الحرب حربكم والدمار دماركم والانتهاك انتهاككم , والواقع واقع مشروعكم الرومانسي , اليوم تذرفون دموع التماسيح على حرمات مستباحة انتم لا يعنيكم لا وطن ولا شعب انتم ترفعون الشعارات البراقة ,لا قيمة للإنسان ولا حيوان بعرفكم .. اخجلوا من أطفالكم وأخرسوا أبواقكم التي تقدح وتذم وتوزع شهادات بالوطنية والقومية والإسلامية .. وأنتم براء منها جميعا . حملوا السلاح وركبوا دبابات الدولة وشاصاتها وحملوا على أكتافهم أدوات الموت واجتاحوا المدن , وقال منهم قائل يساري ثائر (حنو يا رجال الله ساعتان وانتم على ساحل أبين ),دوسوا كل من يعترضكم , كان حلمكم إخضاع عدنوتعز, وكانت عدن مقبرة للغزاة وتحررت وتعز قاومت حتى أعلن النفير , وطهرت أرضها من نجسهم , تعز تتحرر من كل غازي وطائفي وحاقد , قال عنها مثقفيهم (تدعشنت ) وذكر ما ذكر من أعلام تعز وأحرارها وأبطالهم ممن رفض مشروعهم , وما أسوء ان يتحول المدني والمثقف إلى مروج ومبرر وممثل البراءة والشرف والوطنية . هذه الحرب رغم عبثها لكنها فرزت معادن الناس , عرفنا حقيقة الطائفيين , الذين حنوا لطوائفهم و أرادوا أن يتسيدوا على شعب تحرر من العبودية قبل 1400 عام وتحرر من الإقطاع والسلاطين والإمامة قبل 55عام , مثقفين جهلة لم يكلفوا أنفسهم قراءة ما يدور حولهم من تطور ونهوض وعصرنه , أرادوا أن يكونون أداة لصراع إقليمي وإنعاش روح الطوائف وتغذية حرب توهموا أنهم سينتصرون بها , هم اليوم أمام حقائق الواقع في السياسة والجغرافية التي تؤكد استحالة أو صعوبة تحقيق مشروعهم وحلمهم الرومانسي الذي يخدم مصالح الدول التي تخطط لهم وتدعمهم خدمة لمصالحها أولاً كإيران . لا غرابة في رفض هذا المشروع الدخيل على امتنا العربية واليمنية , وينتصر الوطن من عدن إلى تعز ومأرب والحديدة وحجة وصعدة نصرا سيعم الوطن, وستبنى الدولة , وستندمج تلك الطوائف التي أوجدتها حربهم وغذتها بأحلام رومانسية في المجتمع والدولة الضامنة للحريات والعدالة دولة النظام والقانون الذي ستخضع الجميع , لن يكون فيها تمايز لا سيد ولا شيخ ولا زعيم لا يعبدون غير الله جميعا كمسلمين , وسترمى أصنامهم لمزبلة التاريخ , والخزي والعار لكل مثقف برر وروج للعنف وللسيد والزعيم وكان المواطن والوطن ضحيته . احمد ناصر حميدان