جَدّدت بريطانيا التزامها بتحقيق السلام والتنمية في السودان، وأعلنت عزمها إعفاء ديون السودان لديها البالغة بليون دولار أمريكي إعفاءً كاملاً، ورهنت ذلك بحل النزاعات الداخلية وضمانة أن يستخدم إعفاء الديون في الإنفاق على الصحة والتعليم، ونفت صلتها بوثيقة (الفجر الجديد) او تمويلها لأية أنشطة للجبهة الثورية. وأكدت وزيرة التنمية الدولية البريطانية لين فيدرستون أن بلادها لم تمول أي أنشطة للجبهة الثورية السودانية. وقالت فيدرسون في ختام زيارتها للسودان أمس "نحن لا ندعم انتهاج العنف وسيلة للتغيير"، موضحة أنه "عندما يتحدث المسئولون البريطانيون مع الحركات المسلحة فإنهم يحثونها على المشاركة في الحوار السياسي بدون أي شروط مسبقة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لمشاكل السودان". ودعت في أول زيارة لها إلى السودان، الحكومة للتحلي بالشجاعة التي أنجزت بها اتفاقية السلام الشامل وانفصال دولة الجنوب لاستكمال عملية السلام مع الجنوب وتثبيت السلام والاستقرار بدارفور، وعبرت عن قلق بلادها إزاء استمرار النزاعات في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وحثت جميع الأطراف للدخول في حوار مباشر وغير مشروط حول القضايا السياسية والإنسانية، وأبدت استعداد بلادها لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقتين حال أزيلت قيود الوصول. وأضافت الوزيرة البريطانية في مؤتمر صحفي أن إعفاء الديون متعددة الأطراف يمكن أن يلعب دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية بالسودان، ويساعد في معالجة مشكلة الفقر. وأوضحت فيدرسون أن بلادها دعمت إنشاء اللجنة الفنية لإعفاء ديون السودان، مشيرة إلى أن اللجنة أحرزت تقدما جيدا في التحضيرات الفنية الضرورية لعملية إعفاء الديون، وقالت إن بريطانيا تعتزم إعفاء ديونها على السودان بنسبة 100% عندما يحين الوقت . وأقرت بالتقدم الذي أحرزته الخرطوم في بعض القضايا الصعبة وخاصة ما يتعلق بانفصال جنوب السودان وتوقيع وثيقة الدوحة للسلام في دارفور . وبخصوص المفاوضات بين السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة ، قالت فيدرسون إن بلادها تلقت طلبا من حكومتي البلدين لتقديم الخبرة الفنية والوثائق والخرائط المتعلقة بحدود الأول من يناير 1956 للطرفين بشكل منصف ، وكذلك للوساطة بجانب توفير المشورة الفنية والتمويل لدعم المحادثات . والتقت الوزيرة البريطانية ، خلال الزيارة بوكيل وزارة الخارجية ورئيس السلطة الإقليمية لدارفور وزارت ولايات شمال وجنوب دارفور لتفقد المشاريع الإنسانية والتنموية التي تمولها بلادها.