لم يعد مشروع المملكة تجاه اليمن هو ذلك الحلم البائس الذي يدغدغ مشاعراليمنيين المتمثل في ضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي.. فالمشروع أصبح مشروع تمزيق وتجزئة وتخريب وحرب دائمة لا تهدأ .. هكذا أصبح المشروع الذي تعمل له وتجند في سبيله طاقاتها وسياساتها .في الألفين وما قبلها كانت هناك جمله من الأوضاع في اليمن تجعل الأسرةالمالكة تعيش هاجس قلق وتخوف من الجار اليمني المخزون البشري الضخم والقوة العسكرية والخلاف على الحدود بين البلدين كان يشكل مشروع وسياسة تجاه اليمن ( مداراة هذا الجار وإتقاء شره)بدأت فكرة ضم اليمن الى مجلس التعاون تتعالى من أفواه الساسه وبدا للجارأن يعقد صفقة معهم يتم بموجبها تسوية الملفات العالقة بين البلدين والتي تشكل هاجس قلق وتخوف للمملكة مقابل ضم اليمن تدريجياً الى مجلس التعاون الخليجي .عقدت الصفقة تحت رعاية دوليه "بريطانيا وألمانيا" وتم تسوية ملف الحدودبين البلدين بتنازل باهض من الطرف اليمني للجار بالأضافة الى مطالبةاليمن بتخفيض حجم القوة العسكرية تقنياً وبشرياً.. وأوفت بلدنا بإلتزامتها وبقى التزامات المملكة عالقاً والمتمثلة في التأهيل المتدرج وصولاً الى الضم النهائي في عام 2015مكان هذا هو المشروع في اليمن مشروع الضم والتأهيل تصديق هذا الحلم الذي أفرطت الدولة وقدمت في سبيلة تنازلات باهظة الثمن الآن .. ماذا بعد؟؟ مالذي تدخرة لنا جارتنا؟أنقلب المشروع من الخوف من التأثير اليمني الى ممارسة التأثير في الداخل اليمني .وأنقلب المشروع من ضم اليمن الى سياسة تهدف لتجزئته .. ومن التنمية والتأهيل الى التخريب وزعزعة الأمن والأستقرار وإثارة الإضطراب وإقحام المؤسسة العسكرية في حرب دائم.يجب أن نعرف أن الأسرة المالكة تعيش أزمة داخلية عميقة فبالأضافة الى كونها الوحيدة في العالم ملكية غير مقيدة بدستور "حكم مطلق" خوفها من المشروع الإيراني في التدخل في الأقلية الشيعية .الجار يعيش هذا القلق وبدلاً من الإعتراف بالوضع القائم وتسوية الأزمة الداخلية في سد الطريق أمام أي تحرك للجبهة الشيعية تعمل على تصديرأزمتها الداخلية الى الدول العربية .. فقد صدرت أزمتها الى لبنان وبنت لها ذراعاً عسكريا "فتح الاسلام"وصدرت أزمتها الى العراق وشكلت لها ذراعاً عسكرياً "مجالس الصحوة" وهي تريد أن تكرر النموذج نفسه في اليمن .. في بناء ذراعاً عسكرياً. فإذا لم يقبل الساسة فهي ماضية في ما تريد كي يكون لها ورقة ضغط أخرى وقوةمستأجرة.المملكة أينما وجدت بفعل أزمتها الداخلية حراك شيعي تحشر نفسها في تلك الدولة وتعتبر نفسها أنها معنية بذلك.. وتفتعل نفسها خصماً وتقدم صورتهاعدواً للتشيع أينما حل وكانها تحت ضغط مخاوف تحرك الجبهة الشيعية في المنطقة الشرقية والقطيف وإسماعيلية نجران ..وبما أن هناك حراك شيعي على الحدود مع المملكة فهي تعتبر نفسها في حالةحرب دائمة حتى القضاء على هذه الحراك.. وهي تريد أن تجند الدوله في حرب دائمة مع الحوثيين وهي مستعده لتمويل ودفع تكاليف الحرب فإذا لم تستجب الدوله لذلك فإنها ستعمل على تحريك ملف الجنوب لإثارة الإضطراب في إتجاه زعزعة الأستقرار في الداخل للضغط على أصحاب القرار للذهاب إلى حرب سابعة مع الحوثيين .تغير الوضع في الداخل اليمني من وضع متماسك صلب الى وضع مهتز ومضطرب بفعل ماأحدثه ظهور الحوثي بحروبه السته والتي يقدر تكلفتها لا يقل عن (2,5)مليار دولار وما نتج عنها من فقر وبئس يوزع على الناس في حدود 90% من السكان كما كشف تقرير وزارة التخطيط ل 2009م عن أوضاع متدهورة يمر بهاالاقتصاد اليمني الذي فتح الباب على مصرعيه للتدخل الدولي في الشأن اليمني وخاصه في سياق الصراع الاستراتيجي العسكري والقيمي في المنطقه العربيه استغلالا لحاجات التنميه او لاعادة الاعمار او تحت مبررات حمايه الحدود الجغرافيه وهنا وجد الجار موضع قدم للعبث بالوضع الداخلي وممارسةتأثيره, وإدخال البلد في دوامة عنف وإضطراب دائم على كافة الجبهات