اتهم جيش جنوب السودان الاممالمتحدة بالفشل في الابلاغ عن حشد ضخم للجيش السوداني في مناطق حدودية. وقال مات بول الضابط الرفيع في جيش جنوب السودان لوكالة رويترز للأنباء ان الجيش السوداني يعطل عمل بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي تراقب وقف اطلاق النار وان مسؤولي المنظمة الدولية لا يعترفون بذلك. وكان سلفا كير ميارديت زعيم الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب قد طالب مجلس الأمن الدولي بنشر قوات على الحدود بين الشمال والجنوب. وقال بول ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في اللجنة المشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار بين الشمال والجنوب التي ترأسها الاممالمتحدة "هذا العام بدأ الجيش الشمالي حشد قواته في يونيو في جنوب كردفان ومناطق أخرى وقد أثرنا ذلك مع الاممالمتحدة عدة مرات." وكانت مناطق أبيي وجنوب النيل الأبيض الحدودية شهدت توترات واحتكاكات خلال الفترة الماضية، مما اعتبر مؤشرا خطيرا في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو الاستفتاء. أجواء متوترة واتهم بول الجيش السوداني بنقل عشرات الالاف من الجنود إلى جنوب كردفان وأبيي وراجا ومنطقتي الوحدة وهجليج الغنيتين بالنفط. ووصف الأجواء في تلك المناطق بأنها "متوترة للغاية"، مضيفا "تبدو القوات وكأنها على شفا حرب". وقال رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان هايلي منقريوس إن "هناك توتر بوجه عام"، لكن لم يصدر تعليق رسمي بشأن اتهامات الحركة الشعبية. وأكد فرحان حق المتحدث باسم الاممالمتحدة في نيويورك أنه تتم اعادة نشر قوة حفظ السلام في السودان الى مناطق التوتر بما في ذلك أبيي. تأجيل الاستفتاء في هذه الاثناء دعا وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين لتأجيل الاستفتاء على تقرير مصير السودان المقرر في 9 يناير/ كانون الثاني المقبل. وأضاف حسين في مؤتمر صحفي بالقاهرة عقب لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك "يجب أن نكون مستعدين جيدا للاستفتاء، لأنه ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة للأمن والاستقرار". وتعتبر هذه الدعوة الأولى من نوعها التي تصدر من مسؤول سوداني رفيع، وتأتي قبل حوالي 80 يوما من موعد الاستفتاء. ويعتبر الاستفتاء على تقرير المصير أحد أهم البنود التي نص عليها اتفاق السلام الشامل الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في يناير 2005 في كينيا برعاية افريقية وأمريكية. وقد أنهى اتفاق السلام الشامل أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين شطري البلاد (1983-2005). الحدود والديون وأبيي لكن العديد من العقبات واجهت تطبيق اتفاق السلام بسبب الخلافات المتكررة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب. وقال حسين إنه ربما تكون هناك حاجة لتأجيل الاستفتاء لحل القضايا الامنية والحدودية المعلقة بين الجانبين. وعندما سئل عما اذا كانت هناك ضرورة لتأجيل الاستفتاء رد حسين على الصحفيين قائلا "من المهم أن تحل قضايا الحدود وقضايا أبيي في اطار الدولة الواحدة." وأضاف "المهم في الامر هو الامن والاستقرار والسلام وأمن المواطنين، يجب أن نضحي بكل شيء حتى نحقق الامن والاستقرار في المنطقة." يذكر أن العديد من القضايا المتعلقة بالاستفتاء لم تحسم بعد من بينها ترسيم الحدود وتقسيم الديون ووضع منطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط. ومن المقرر كذلك أن يجرى استفتاء آخر متزامن بشأن تبعية أبيي إلى الشمال أو الجنوب.