عقدت بالخرطوم امس قمة رباعية مشتركة ، اجتمع خلالها الرئيس محمد حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي رئيس القمة العربية، والرئس والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ، مع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت. وبحثت القمة دعم جهود شريكي الحكم في السودان، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، للتوصل إلى اتفاق حول المسائل العالقة فى تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وأكدت القمة ضرورة إجراء استفتاء جنوب السودان فى أجواء سلمية وشفافة تعبر عن إرادة المواطن الجنوبي بصدق ونزاهة. ودعت القمة إلى أهمية تضافر كافة الجهود الاقليمية والدولية للوفاء باستحقاقات اتفاقية السلام الشامل، تحقيقاً للاستقرار والسلام فى ربوع السودان. وتتناول المباحثات، الرؤية الليبية المصرية لمرحلة ما بعد إجراء الاستفتاء وسبل دعم الشريكين فى تسوية باقي القضايا، بما يؤمن علاقات قوية بينهما، أياً كانت نتائج الاستفتاء. واختتمت القمة الرباعية التي ضمت الروؤساء محمد حسني مبارك والسوداني عمر البشير والليبي معمر القذافي والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز بحضور النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت اعمالها بالخرطوم واصدرت بيانها الختامي. ودعا البيان الذي تلاه وزير الخارجية احمد ابو الغيط الى اجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في جو من السلام والهدوء والشفافية بما يعكس رغبة ابناء الجنوب في البقاء في وطن موحد او الانفصال السلمي. واكد القادة المشاركون في القمة احترامهم لنتيجة الاستفتاء ايا كانت معربين عن تطلعهم لان تكون ايجابية على مستقبل السودان. وتعهدت القمة ببذل كافة الجهود لدعم الثقة المتبادلة بين طرفي اتفاقية السلام (حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) والعمل على تسهيل الحوار المشترك بينهما وتمكينهما من التوصل لاتفاق حول القضايا محل الخلاف بما يمهد لاجراء الاستفتاء في اجواء صحية. واوضح البيان ان القمة بحثت الجهود الاقليمية والدولية الرامية للتقريب بين طرفي اتفاق السلام وعبرت عن دعمها الكامل لهذه الجهود واهمية استمرارها وعن املها في التوصل لاتفاق بشان القضايا العالقة كما اشادت بتاكيد طرفي اتفاقية السلام واتفاقهما حول جانب كبير من هذه القضايا. كما عبرت القمة عن ارتياحها وتقديرها لحرص طرفي الاتفاق على مواصلة العمل المشترك لاستكمال ترتيبات اجراء الاستفتاء في جو من الثقة يضمن تفادي اي اعمال من شانها تعكير جو الهدوء ومناخ الثقة اللازمين لاجراء الاستفتاء والاتفاق على العلاقات المستقبلية بينهما. واضاف البيان ان القمة بحثت ايضا مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء واكدت ان الروابط العضوية بينهما والتي يدعمها التاريخ والجغرافيا والقيم الاجتماعية والمصالح المشتركة التي تستوجب من كافة الاطراف العمل على تفعيل واستمرار هذه الروابط. واكدت القمة تعهدها بتنمية ودعم التعاون المشترك بين الشمال والجنوب والمساهمة الفاعلة في تنفيذ اهدافها الاقتصادية واعادة البناء في الجنوب والشمال. وبشان ملف دارفور دعت القمة في بيانها الختامي كافة الفصائل الدارفورية لسرعة الانخراط في مفاوضات الدوحة للسلام والعمل بشكل جدي لتوقيع اتفاق السلام المنشود الذي يعيد الحياة والامل بدارفور. كما ناشدت المجتمع الدولي مواصلة جهوده لتحقيق السلام واعادة اعمار وتنمية دارفور وعبرت عن دعمها للجهود العربية والدولية في هذا الشأن . وكان قادة مصر وليبيا وصلوا الخرطوم في وقت سابق فيما وصل الرئيس الموريتاني مساء امس الاول ليغادر الرؤساء مباشرة بعد انتهاء القمة التي استمرت نحو ثلاث ساعات.