اعتقد أن أغنية "صوت السهارى" مازالت تحمل الرقم "1" على المستوى الخليجي مقارنة بالأعمال الأخرى التي أتت بعد طرحها!! عوض دوخي أو "الضمير الذي مازال حياً" للأغنية الخليجية قدم عدة أعمال رائدة في الإبداع الطربي الكلاسيكي التراثي "التباب" عوض تحدث عن الطرب بلغته الفريدة قال كل شيء عن الفن بتلك اللغة الأدائية المأخوذة من نغم الأرض قبل صوتها!! نتكلم عن أغنية ذاع صيتها عربيا قبل أن يكون هناك عناصر مساعدة للانتشار كما يحدث في أيامنا وأغانينا، "صوت السهارى" هي إبداع الأخوين الملحن الدكتور يوسف الدوخي والمطرب عوض الذي سلطن وعاش أجواء هذا العمل الرائع، قبل أن تطرب به النجمة فايزة احمد.. أظن أن قيادة الأغنية لا تأتي من خلال الكلمات المأخوذة من الأرض واحتكاك الناس ببعض والاستفادة من مصطلحاتهم لتبني عليها قصيدة غنائية تحاكيهم وتعيش معهم، هنا "صوت السهارى" التي كونت كل عناصر النجاح والمرونة في اختراق ذائقة الناس والالتفاف حولها ومناجاتها باللغة الأصيلة مع دخول الأجراس الموسيقية وتفاعلها مع أنغامها الأصيلة المبتعدة عن التقليد كما يلاحظ في مذهب الأغنية مناجاة المحب ومدى تأمله وفظاعة أحلامه وشوقه الذي راح به للذكرى والخيال.. الحقيقة أن للخيال أفكارا وأنواعا ذهب الاثنان في تأملها موسيقيا للبحث عن التقديرات وتداخل الشخصيات، من هذا المنطلق تلازمت النغمات للخضوع للأجراس الموسيقية التي صيغت لتعانقها، هذا بلاشك ماتوحيه ارتكازات العمل والاستفادة من كلماتها لتكون لزما موسيقية ربما لا تعاد.. صوت السهارى يوم مّرو عليه.. عصرية العيد ابطى ركابه وراح يسأل عليه.. عصرية العيد ساعة ماشفته أنا.. بالي انشغل وياه اقضيت ليلي بهنا.. واصبحت اعد خطاه اللي بغيت بعيد.. اليوم ذا يوم عيد عيدك وعيدي انا يعاود الحنين ليوم العيد بذلك اللقاء، الآن يخاطب المحب ويناجيه للشوق للمحبة رغم البعد بينهما، في كوبليه الأغنية المتعارف عليها وليست "الطقطوقة" تختلف المقاييس اللحنية بناء على هذه اللغة المتشعبة في حديث المجتمع عكس ما نسمعه من أغاني تصدر حاليا لا تأخذ إلا اللغة البيضاء التي لا تحرك فينا ساكنا!! هي تنبع من التاريخ العظيم للأغنية الخليجية في ذلك الوقت لاسيما وان التنافس في طرح الأغاني أصبح يأخذ مداه، ولولا تلك الأغاني التي كونت الأرض الخصبة لانطلاقات الاغاني والافكار الرائدة في قالبها. قل لي امل القاك.. متشوقه لرؤياك لاوين انا ابراك.. والقلب صارمشغول والعين تقول وتقول.. صدك حرام يطول اللي بغيت بعيد.. اليوم ذا يوم عيد عيدك وعيدي انا كل شيء يبدأ لا بد وان ينتهي هي كذلك الأغنية الجميلة التي عاشت كثيراً وأصبحت مرتعاً لمن أراد التَعَلُّمَ والإبداع، حينما يأتي البكاء تتصافى الأرواح إلا في حالات الانتظار والأمنية التي تنهض بها لتستعد لهذا التلاقي، هي حالات فُسِرَتَ كثيراً عبر الأغنية في مصطلحاتها ولغتها الكتابية أور الموسيقية، بلاشك هذا الكوبليه الأخير كان متنوعا بايقاعه ونغمه ليكون حركيا أكثر خاصة حينما نستمع إلى مذهب العمل، وبالتالي هذا التنوع لايكون مختاراً حسب إرادتنا بل هي الأجراس الموسيقية تقدمه عنوة ليلتقي وتكون أنغاما تلتقي مع الروح ليتحادثا سويا دون حواجز. ابكي سنين وياك.. ليلي ونهاري ظلام من فرقتك ما انام اتمنى يوم المنى.. ساعة صفاك والمنى اللي بغيت بعيد.. اليوم ذا يوم عيد عيدك وعيدي انا كثيرا مانستمع للاغاني ذات الإيقاع الشرقي في مذهبها إلا أن تفاعل المجاميع في قيادة المذهب كانت تحمل الشيء الكثير استعداداً لدخول المطرب، لكن اختلف في غنائه الشيء الكثير، هنا تأتي الأفكار الجميلة لتحملها الينا كأفضل الأغاني في تنوعها الايقاعي والموسيقي.. هذا العمل يعطي المستمع بأننا كنا ذوي قدرة خرافية في صناعة الأعمال الغنائية، ربما نحن كذلك في القليل من أعمالنا الخليجية التي لا تمثل واقعنا ولا تخاطب وجداننا!! بكل تأكيد هناك أسباب؟ اعتقد أن أولها التعالي على الكلمة أو لغة المحاكاة التي تكون مختصراً وتقربنا إلى العمل بشكل جيد إذا كانت تحمل تلك المواصفات.. "صوت السهارى" لا اعتقد ان أحدا قدمها بشكل عوض دوخي الرهيب!! ربما أن أحدا لم يستند إلى مفهومها اللغوي ويضطر إلى سماعها حاليا رغم ذلك هي الأغنية الذهبية التي مازال العديد من فناني الكويت يتغنى بها إلى وقتنا الحاضر وكانت أهم عناصر نجاح المسارح الثقافية.. "صوت السهارى" ذهب في حناجر النجوم لا تبتعد عنها إلا وتعود إلى سماعها. [email protected] صحيفة الرياض السعودية