إبعاد العمل السياسي والحزبي عن ساحات المدارس والجامعات ضرورة تمليها الوظيفة والمسؤولية الوطنية المناطة بالعملية التعليمية. - وبموجب هذه المسئولية فإن منشآت التربية والتعليم والعاملين فيها معنيون بدرجة أساسية إن لم يكن كلية بتنشئة جيل مشبع بالروح الوطنية وقيم التفكير والسلوك العلمي والديمقراطي، ومن مصلحة الوطن في حاضره ومستقبله أن يتركز الجهد المهني في مجال التعليم وتضافر الجهد والأداء الاجتماعي معه في سبيل الوصول إلى غاية البناء المتحضر والتنموي للأجيال الناشئة والشابة. - وتقع الديمقراطية في صدارة المجالات التي ستستفيد من التربية النوعية والمتحضرة للجيل وتشكيل أنماط تفكيرهم وأساليب سلوكهم وفق النزعة الديمقراطية برحابتها وسموها الأخلاقي والإنساني كون ذلك يلعب دوراً اساسياً على صعيد تكريس الديمقراطية كمنظومة شاملة في الحياة اليمنية الجديدة. - وليس من المصلحة الوطنية والاجتماعية ما تقوم به بعض القوى بقصد ترحيل وبث روح التعصب ومسلكيات الكيد السياسي في أوساط طلابنا الذين يمثلون بحكم الفئة العمرية عنوان البراءة وحديقة النقاء الانساني. - ويعد نوعاً من الاعتداء على فطرة الله التي فطر الناس عليها أن يجري العمل المتعمد في اتجاه التلويث النفسي والذهني والروحي لمكونات الطفولة. - وكذلك يكون الاعتداء على الحقوق الانسانية التي أكد عليها ديننا الحنيف قبل غيره من التشريعات والمواثيق الوضعية التي تحض على حق الطفل في العيش والنمو في بيئة خالية من التشوهات سواء جاءت تحت عباءة السياسة أو يافطة الحزبية باعتبار أن أي شكل من اشكال الاستغلال مهما تدنت درجته أو ندرت نوعيته وهو مرفوض بين أوساط النشء. - وللمعلم علينا حق التبجيل والتقدير المستحق والمحفوظ له بحكم قيمنا الروحية والاجتماعية التي تتفق على الرؤية التي تنظر إليه وفق المعيار الذي يتضمنه البيت الشعري القائل: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" - وللمعلم أيضاً الحق في أن يطمئن على معيشته وحياة أبنائه بشرط أن يكون التعبير عن ذلك في الإطار القيمي والوطني ومراعاة الظرف والوضع العام خاصة وقد حظي المعلمون في بلادنا بالأسبقية على الكثير من القطاعات الاخرى مما يؤكد حرص الدولة والمجتمع على احترام كل ما يحقق لهم العيش الكريم . - وعلى المعلم في نفس الوقت ألا يفرط أو يتغافل أو يتساهل في تجسيد معنى الرسالة التي يحملها أكان ذلك في أدائه لمهمته التعليمية أو في تعاطيه مع ما تستلزمه استحقاقات الوظيفة العامة في هذا المجال مما يقتضي منه تمثل السلوك الحسن إن لم يكن التعامل كالأب الذي عليه أن ينظر لتلاميذه كأبنائه. - ولعل المعلم هو الشخصية الوحيدة الذي يؤتمن على الأجيال أو الذي يأتمنه كل أب على أبنائه وهي المسألة التي يستحيل أن تحدث أو تتكرر مع شخص غيره. - وكذلك هو العنصر المؤتمن اجتماعياً على المستقبل الوطني المرهون بقيامه بواجبه في تنشئة جيل متعاف من كل شوائب التعصب والانغلاق. - ومن المهم هنا أن نعيد التذكير بقول رسولنا الكريم "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وأية محاولة متعمدة لتعكير وعرقلة السير المنتظم للمسألة التعليمية إنما هي التي تنطوي على فعل وجرم تعطيل تلك الفريضة. ومن حق المجتمع أن يطالب من يأتمنهم على أجياله أن يضعوا انفسهم في مستوى القدوة والمثال الصالح.