الزميل خالد الرويشان وزير الثقافة، واحد من ادباء عرفتهم كما اعرف نفسي، لهم قلوب تتسع لما هو اكبر من الكون وهو الحب. أمّا سبب هذا الاستهلال لعمود صحافي، له مجالاته التي ينبغي ان تهم كل الناس او تلامس هموم الشارع.. فلأني اريد القول: تنام النغمات الجميلة في الأوتار الى ان تأتي انامل عازف فنان فيوقضها ويستنطقها.. وينام الصليل في اغماد السيوف الى ان تمتد اليه أيادي الفرسان المؤهلين فيوقظوه ويملأون به سماء ساحات الدفاع عن الوطن او رفع مظلمة او نصرة قيمه نبيلة. وتنام الحكمة في الكلمات من يوقظها ويجعل من البيان سحراً ومن القول خيراً.. وعندما اقول اني اذا ما قرأت زميلي خالد الرويشان او سمعته خطيباً وجدت واحداً ممن يتمتعون بمقدرة استنطاق الحكمة النائمة في الكلمات او خلقها من الأحرف اذا ماعدنا للمفهوم اللغوي للخلق، وهو ايجاد شيء جديد من شيء موجود. ومقصدي بهذا ليس كماقد يعتقد او يظن البعض اني أرد التحية بمثلها، اي اني ارد على تحيته لي بمناسبة تكريمي من اخوتي في اتحاد المبدعين العرب، او اني ارد جميل (شدو) توجه به الي عبر صحيفة الثورة الغراء يوم 02/4/6002م العدد (52151) فلو كنت اقصد ذلك لتوجهت بالتحية والشكر الى استاذنا الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح لتحيته لي في العدد الماضي من هذه الصحيفة ومن ارى ان الشكر له يتمثل في العجز عن شكره. ومناسبة هذا الحديث اني وجدت المناسبة للتوجه بملاحظة الى خالد الزميل والوزير الذي نذر حياته للثقافة وخدمتها وتصدر من يعشقون الكتاب.. كما تقول ارقام الكتب التي تولى خالد الرويشان طباعتها.. لترى النور او تخرج من صناديق النسيان. كما تصدر خالد في الاهتمام بالكتاب وبالنشر، احتل المكان نفسها في تكريمه للمبدعين، ورعايته للشعراء والقاصين الشباب وفي مجالات ثقافية اخرى ليس هنا مكان سردها. اما الملاحظة اتوجه بها اليه فمختصرها ان وطنا بحجم اليمن الواحد، وصاحب هذا الموروث الثقافي الفني وهذا النبع الفلكلوري الشعبي بحاجة الى معهد متخصص عال للموسيقى بل الى معهدين او ثلاثة تقوم عليها من الكفاءات والخبرات الفنية الموسيقية ماتجعل منها مناهل تلبي احتياجات الوطن والحفاظ على ثروته الفنية وابرازها بما يتناسب وسمعة اليمن ومكانته وحضارته.الموسيقى صارت علماً، والفن صار احترافاً - غناء او عزفاً او تلحيناً- واذا ماكانت الخاصة المتمثلة في موروثنا الفني موجودة ومتوفرة ومتنوعة فما احوجنا الى المهارة العلمية القادرة على ان تخلق منها اعمالاً ابداعية تقول للآخرين هذا هو اليمن. اعرف ان مشاغل خالد الرويشان-الوزير- كثيرة خاصة وهناك من استعداداته لأعياد الوحدة المباركة مايستغرق جلّ وقته وان طرح ملاحظتي هذه في هذا الظرف غير المناسب فيه شيء من العجلة ولكن وجدت نفسي مدفوعاً لهذا، بسبب ازعجني ولعله يزعجه بنفس الدرجة، وهو أنه اذا ما أردنا عازفاً متمكناً يشتمل على المواصفات المطلوبة، فلا نجد عازفاً يقل عمره عن اربعين او خمسة واربعين عاماً، وهؤلاء العازفون هم من تبقى من خريجي المعهد الموسيقى الذي اخرج للفن من مدينة عدن ابرز العازفين الذين صار الفنانون من دول مجاورة يستعينون بهم، خاصة اذا ما اغترفوا من معين اليمن الفني. اكتفى بهذا لأني وضعت ملاحظتي امام حليم وملم بواقع الحال ومتطلبات الحاضر والمستقبل.. حليم جعل من اليمن عاصمة للشعر العربي