ان بناء قناعات ايجابية عملية معقدة تستند الى مجموعة من العوامل اهمها ربما التأمل والنظر بطريقة كلية دون اجتزاء او رؤية الاشياء بعين واحدة فكلما امعن المرء في البحث في جوانب نفسه وفي من حوله وما حوله كلما ازداد قدرة على ان يعرف ان للامور جوانب اخرى مشرقة خاصة ونحن في مرحلة مهمة تتطلب صدق القول والعمل من اجل خير هذا الوطن -ارضاً وانساناً- فالحكومة الجديدة بحاجة كبيرة الى دعم ومساندة كل اطراف العمل السياسي من داخل السلطة وخارجها حتى تكون قادرة على تنفيذ مصفوفة الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الذي تضمنها البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس فاختيار قيادة المؤتمر لرجل الاقتصاد والادارة الدكتور مجور لرئاسة الحكومة واحتفاظ ذوي الكفاءة والخبرة بمناصبهم واستبدال ورفد بعض الوزارات الاخرى بدماء جديدة، املتها ظروف المرحلة وجديتها بهدف اعطاء زخم وحراك اشتثنائي لعملية التنمية وتهيئة البنية التحتية لبنية استثمارية صحيحة وخلق فرص عمل جديدة للشباب ومعالجة مشكلة الفقر وتجفيف منابع الفساد والحد من سلطة مراكز القوى المتنفذة وفرض هيبة الدولة. وهذا في مجمله يؤكد على صدق توجه القيادة السياسية في بناء يمن جديد ويعطي رسالة واضحة للدول المانحة بما فيها دول الجوار على ان البلاد تسير في الاتجاه التصحيحي الصحيح نحو الحكم الرشيد. ان تحقيق الحلم اليمني في العدالة والبناء الشامل لن يتأتى بالاعتماد على افك الكلمة وتخدير وعي الناس بشعارات تجافي الحقيقة شكلاً ومعنى لان هذه آفة لها اكبر المخاطر على العمل المؤسسي وهي تعبّر عن ضيق الافق وعدم سلامة الرؤى والانسان العاقل يجب ان يرسم صورة واقعية للمكان والزمان بعيداً عن الجلوس في الابراج العاجية ووضع الحواجز والرقص على انغام الغير. وبهذا سيكون قادراً على تحويل القول الى فعل حسن والفشل الى نجاح باهر والعزلة الى اُلفة حميمة فبقدر العمل يكون النجاح وبقدر الاساس يكون الارتقاء وبقدر التضحية تكون الفرحة وبحجم الارادة يكون الثبات والاصرار وصولاً الى الغايات. ان اي تنظيم او كيان سياسي لايخلو من انماط مختلفة من البشر فهناك مثلاً فئة خائبة تضمر العداء لكل انسان ناجح وعمل جميل من خلال اختلاق الاكاذيب والانتقاص من قدرات الغير مدفوعة بنار الحسد واذيال الفشل، وهناك فئة اخرى متسلقة لديها الاستعداد للتلون بكل ألوان الطيف من اجل تحقيق اهدافها الوصولية كما ان هناك حفنة قليلة انفصامية تنساق وراء نرجسيتها المجنونة غير مكترثة للضرر الذي ستلحقه بالوطن وفوق كل هذا هناك من يحلو لهم وجود الشقاق وعدم الوفاق من خلال التلاعب الجمل والالفاظ لانهم الفوا على اضافة البهار وصب الزيت على النار. وكما انه قد بدأ الحوار الوطني الجاد بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك «بعد تفرغ الامين العام ومساعديه» يجب ان يفهم الجميع ان الوطن اعلى واغلى من كل شيئ وان هناك مايؤخذ على الاطلاق وما يؤخذ على النسبية وان هناك ثوابت مشتركة بين كل شركاء العمل السياسي لاينبغي تجاوزها، وان الحوار يجب ان يهدف الى البناء والى تحقيق مصلحة يضبطها في الحد الادنىعدم تعارضها مع مصلحة اخرى اعلى او ادنى وفقاً لمحددات موضوعية، فان قام التعارض وجب دفعه بما يعود بالخير على الاطراف ذات العلاقة فلا ضرر ولا ضرار وعندما نصل الى معرفة تخرجنا من العيش في ذواتنا الى العيش مع من حولنا تصبح الامور اكثر يسراً واشد وضوحاً ويسهل عندئذ علينا النقاش في جو اقل توتراً واكثر ترابطاً وائتلافاً. عميد كلية التربية - زبيد