لاشك بإن زيارة وفد اللجنة المشتركة من البرلمان العربي لبلادنا جاءت في وقتها على مشارف القمة العربية القادمة حيث استقبلهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية منتصف هذا الاسبوع وقد جاءوا لمتابعة مبادرته لتفعيل العمل العربي المشترك وتبني دعوته لإٍقامة إتحاد الدول العربية. وفي اللقاء جرى نقاش مستفيض حول السبل الكفيلة بالسير بهذا المشروع العربي المستقبلي نحو طريق الاتفاق والإقرار والإنجاز وخاصة وان هذا المشروع قد حاز على الموافقة عليه من قبل البرلمان العربي كفكرة متكاملة قابلة للنقاش والإثراء قبل عام تقريباً وقد ضاعت على أمتنا فرصة ثمينة لمناقشته في القمة العربية المنصرمة ومع ذلك فلا يأس مع الحياة ومع الجهود العربية البناءة والمخلصة التي يبذلها البرلمان العربي من خلال اللجنة المذكورة برئاسة الأخ الدكتور محمد عبدالله أبو هديب رئيس لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي في البرلمان العربي والتي أكدت في ذلك اللقاء بأن مبادرة اليمن حول تفعيل العمل العربي تسهم إيجاباً وهي تستهدف إقامة اتحاد عربي تتكامل فيه القدرات العربية والسياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية وغيرها ليمثل الخطوة المنشودة للانتقال بالعمل العربي المشترك نحو آفاق رحبة تلبي تطلعات وآمال شعوب أمتنا العربية وفي ظل الاستفادة من تجارب الآخرين وفي مقدمتها تجربة الاتحاد الأوربي.. وقد أعلنتها اللجنة المذكورة صريحة في لقائها مع فخامة الأخ رئيس الجمهورية بأن هذه المبادرة لم تعد مبادرة يمنية فهي اليوم مبادرة عربية يتبناها البرلمان العربي كما سيتم تبنيها من قبل البرلمانيين العرب في إطار برلماناتهم الوطنية والدفع لتبنيها من قبل اللقاءات العربية وفي القمم العربية حتى تتحقق. وهنا نعتقد جازمين بأن البرلمانيين العرب استطاعوا أن يمسكوا بزمام المبادرة مجدداً باعتبارها أهم مفاتيح المستقبل العربي وطريق وثوب الأمة العربية من وهدة التخلف والاختلاف والفرقة والتمزق الى حياة الإلتقاء في بوتقة الاتحاد سبيل الخلاص من حالة الضعف والإرتهان ومن أجل ذلك نوه فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالدور الريادي المناط بالبرلمان العربي في خدمة العمل العربي المشترك.. مشيداً بتشكيل لجنة المتابعة لتفعيل مبادرة اليمن لتعزيز العمل العربي المشترك.. وموضحاً بأن اليمن قد تقدمت بهذه المبادرة من منطلق مسئوليتها القومية وحرصها على تفعيل العمل العربي المشترك وبما يترجم التطلعات العربية في التضامن والتكامل والوحدة مشدداً على القواسم والمقومات الكبيرة التي تمتلكها الأمة العربية لتحقيق الوحدة والتكامل وعلى مختلف الأصعدة.. ولذلك لابد لنا هنا ان نذكر بما كتبه وردده الكثيرون وأشرنا إليه مراراً بالكتابة في الصحافة العربية واليمنية هو ان المفتاح للتقدم نحو مستقبل إيجابي عربي متاح بيد الأمة من خلال التغيير الجذري للجامعة العربية لنظامها أولاً والسعي بالتفكير جدياً نحو العمل لإقرار نظام الاتحاد العربي الذي تقدم به فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باسم الجمهورية اليمنية وخاصة وان فكرة الاتحاد تنبني على محاكاة تجارب عملية ناضجة إيجابية ومثمرة كالاتحاد الأوروبي المثال الأكبر والأعمق والأكثر جدارةً للتعلم منه وخاصة وأنه صار يجمع ما بين دول في قوميات ولغات متعددة وإن كانت لها وشائج من العقيدة والثقافة المتواشجة غير ان المصالح الاقتصادية ومؤازرة المصالح السياسية لها والقناعات الثقافية والفكرية الواضحة والمحددة والعمل العقلاني وغير العاطفي والدؤوب والمثابر يسر لهم الوصول بجدية عالية الى هذه النتيجة الحضارية المباركة بالنسبة للقارة الأوربية بشكلٍ عام.. الأمر الذي يفضح في المقابل تأريخاً طويلاً للعمل العربي المشترك وللجهود والتنظيرات العربية من خلال الجامعة العربية وخارج نطاقها.. ولم تتحقق نفس النتيجة المنوه عنها بالنسبة للأمة العربية وفي إطار القومية الواحدة والقواسم الأخرى المشتركة العقيدية والتاريخية والثقافية والتي تجعلها في شبكة آصرةٍ واحدة حيث رسبت في مكانها في قبضة التشتت القطري وبقيت عاجزة عن الوصول للغاية الاتحادية الفاعلة. ونؤكد هنا بأنه بجهود البرلمان العربي ومجلس الجامعة العربية وجهود كافة الاقطار العربية نستطيع ان نقول بأننا في الوطن العربي بالفعل نضع القدم الواثقة الأولى في الاتجاه الصحيح لوضع عربي جديد يساعد على أن يكون لأمتنا العربية دورها في الوجود الفاعل على الخارطة التي تقف عليها ونعيش في رحابها وفي بناء القاعدة الأهم للانطلاقة الحضارية العربية التي تقوم على تصحيح الآلية الحضارية العربية.. وبها يمكن التقدم في الخطوات العملية اللاحقة بصورةٍٍ مشجعةٍ وترجمةٍ لسياساتٍ صار الجميع اليوم أقرب الى جوهرها بمقتضى أيضاً أن العالم الذي نعيش فيه قد اختصر لدرجة بعيدةٍ حدة التناقضات ونمّى جسور التقارب لأبعد الحدود.. فهل نستفيد؟!!