اللقاء الوطني الموسع الذي ترأسه يوم أمس الأول الثلاثاء الأخ المناضل الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والذي ضم قيادات وأعضاء مجلس النواب والشورى والوزراء والأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية, مثل تظاهرةً احتفاليةً تاريخيةً بإعلان بنود مشروع مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية التي قوبلت بترحيب كبير وواسع غير مسبوق من كافة أبناء شعبنا كونها تضع حداً للاحتقان والانسداد السياسي والاقتصادي والأمني الناجم عن إصرار بعض القوى والأطراف فرض إرادتها لتحقيق مشاريعها الصغيرة بوسائل وأساليب تتعارض وتتناقض مع الإجماع الوطني المجسد للحكمة اليمانية والمعبر عنه بالتسوية السياسية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي وضع حلولاً ومعالجات لقضايا ومشاكل اليمن, والتي بتنفيذها وتحويلها من المستوى النظري إلى التطبيق العملي ستؤدي إلى انتقالة تغييرية نوعية تتجاوز بنا الماضي بكل خطايا خلافاته وصراعاته وحروبه وما أدت إليه من معاناة وآلام ومآسٍ, إلى حاضر ومستقبل يحيا فيه اليمنيون بسلام ووئام موحدين متآخين متحابين أقوياء أعزاء يعملون من أجل خير وطنهم ورفعته وتقدمه.. هذه هي سياقات معاني ومضامين كلمة الأخ رئيس الجمهورية في هذا اللقاء الوطني الموسع الذي حمل في ثناياه دلالات وأبعاداً تختزل صعوبات وتحديات وأخطار اللحظة التاريخية الدقيقة والحساسة التي يمر بها اليمن وأبناؤه الذين وجدوا أنفسهم يقفون على مفترق طرق, فإما أن يغلبوا ثقافة الحياة والتنمية وبناء وطنهم على أسس جديدة, وإما يساقون إلى ثقافة الموت والدمار والخراب والفوضى, والتي يعمل ويسعى إليها البعض عبر صراعاته وحروبه العبثية مغلباً خيار: "أنا أو أهدم المعبد على رؤوس الجميع"!!, وهذا خيار عدمي عبثي رفضوه وتصدوا له وأفشلوه بتلاحمهم وتضامنهم واصطفافهم المنتصر للحلول السياسية السلمية, ولغة الحوار على لغة العصبيات المناطقية والحزبية والقبلية والطائفية والمذهبية المتخلفة, وهو ما يحاول البعض استغلال الصعوبات التي يواجهها الوطن لأهدافٍ ومرامٍ يعيها ويدركها شعبنا وفي طليعته أبناؤه منتسبو القوات المسلحة والأمن الذين لن يسمحوا بتمرير مخططات أجندتها المشبوهة, وهذا ما تجلى في الدعم والتأييد اللذين استقبل بهما مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية والتي كما قال الأخ الرئيس لم تأت من موقف ضعف, بل تغليباً لمصلحة الوطن والشعب, واستشعاراً لمعاناته وصبره وفي هذا المنحى تأتي إعادة النظر في الزيادة السعرية للمشتقات النفطية وتخفيضها على نحو يلبي اقتصادياً مصلحة الوطن والمواطن, وكذا تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقًا لمعايير التخصص والكفاءة والنزاهة, وتجسد شراكة وطنية حقيقية يعمل أعضاؤها بروح الفريق الواحد وقادرة على إحداث إصلاحات اقتصادية عميقة نابعة من رؤية متكاملة لإختلالات السياسات المالية والنقدية, والحد من الفساد تمهيدًا لتجفيف منابعه والمضي قدمًا وبصورة متسارعة وفاعلة في استكمال المرحلة الانتقالية, بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. وهكذا تكون هذه المبادرة محل إجماع كافة أبناء اليمن, "ومن شذ عنهم شذ في النار", وأي رهان خارج رهان الشعب خاسر لا محالة.