افتتح اليوم معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر بعد نحو ثلاثة أشهر من انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع. وبدأت مراسم إعادة فتح المعبر بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء أحمد قريع والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي مارك أوتي ومدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان وبمشاركة نحو 200 شخصية فلسطينية وعربية ودولية. وقد أشاد عباس في كلمته بافتتاح المعبر ووصفه بأنه إنجاز كبير يعود الفضل فيه إلى نضال الشعب الفلسطيني وجهود مصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مؤكدا أنه خطوة نحو تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.من جهته وصف وزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان إعادة افتتاح المعبر بأنها لحظة تاريخية يتم فيها تأمل الماضي ورسم ملامح المستقبل، متحدثا عن دور رفح عبر التاريخ ودورها المستقبلي كبوابة للخير والازدهار للدولة الفلسطينية المرتقبة.وأكد أن هذا الإنجاز نتيجة طبيعية للصمود الفلسطيني في الضفة وغزة ودعم الدول العربية وفي المقدمة منها مصر، مشيرا إلى أنه إعلان للانطلاقة نحو وحدة وطنية على طريق الإنتاج والازدهار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والوفاء للشهداء وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات.ما أشاد المبعوث الأوروبي مارك أوتي بافتتاح المعبر بوصفه إنجازا عظيما جاء نتيجة جهود فلسطينية إسرائيلية ودعم أميركي مصري، معتبرا أنه يمثل يوما للحرية للشعب الفلسطيني بما فيها حرية الحركة وحرية الدراسة، وهي خطوة ضرورية انتظرها الشعب الفلسطيني أمدا طويلا.وأكد أوتي أن السلطة ستتمكن من السيطرة على المعبر وهي خطوة أولى لتحسين الاقتصاد الفلسطيني ولحرية الحركة إلى الدول المجاورة، مشيرا إلى أن الحدود كانت دوما نقطة التقاء بين الشعوب والثقافات، وافتتاح المعبر يعد خطوة لبناء جسور بين الدول العربية وإسرائيل والعيش بسلام.أما مدير المخابرات المصرية عمر سليمان فقد وصف افتتاح المعبر بأنه إنجاز كبير يستكمل ما تحقق من انسحاب إسرائيل من غزة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تجعل الحدود المصرية الفلسطينية مفتوحة للتواصل ويبعد المعاناة عن مواطني غزة.ومن المقرر أن يبدأ تشغيل معبر رفح يوم غد السبت بواقع أربع ساعات يوميا على أن يتم زيادتها تدريجيا. ويقضي الاتفاق الموقع بين السلطة وإسرائيل بوجود مراقبين دوليين على المعبر إلى جانب مسؤولين فلسطينيين دون أي وجود أمني إسرائيلي. ولن يسمح بالعبور في مرحلة أولى سوى لحاملي بطاقة هوية فلسطينية إضافة إلى الدبلوماسيين والمستثمرين الأجانب وأعضاء منظمات دولية وحالات إنسانية, وذلك بعد التبليغ مسبقا.سيقوم ضباط أمن فلسطينيون وإسرائيليون بمراقبة الحركة على المعبر بواسطة كاميرات من غرفة تحكم عن بعد يديرها مراقبون من الاتحاد الأوروبي.