جزيرة سقطرى تحتل أهمية استراتيجية عسگرية واقتصادية وموقعاً حيوياً استثنائياً .. وثروات نفطية وسمكية كبيرة • بريطانيا والاتحاد السوفيتي سابقاً استخدما سقطرى كقاعدة عسكرية لمراقبة المحيط الهندي وبحر العرب • الغزاة استخدموا المشاريع الخدمية الخيرية والابحاث البيئية والاغراءات المادية وسيلة لتمرير المخطط الاستعماري • نظام عدن قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن فرض العزلة على سكان سقطرى وحولها إلى منفى • ظلت سقطرى لسنوات عدة في عزلة عن العالم الخارجي حتى اضحت منفى تستخدمه ما كانت تعرف بحكومة الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن بيئة سياحية جاذبة.. ونباتات طبية وطيور نادرة على مستوى العالم تقرير:أروى حنيش تحتل محافظة سقطرى موقعاً جغرافياً استراتيجياً حيوياً جعلها تشرف على طريق الملاحة الدولية الهامة لا سيما خطوط نقل النفط العربي وطرق التجارة البحرية وممرات الاساطيل الحربية التي تجوب المحيط الهندي وبحر العرب، وتشكل بموقعها البحري نقطة عسكرية هامة للوطن باعتبارها تمثل الامتداد السياسي للأرض اليمنية، وموقعاً متقدماً لحماية الساحل الجنوبي الشرقي لليمن.. حيث انها تطل على خليج عدن شمالاً وعلى الخليج العربي شرقاً وعلى سواحل القرن الافريقي غرباً، وتصل مساحتها إلى 3650كم2، وأطول سواحلها تصل مساحته إلى 3000كم2، وتضم سقطرى خمس جزر اخرى أهمها جزيرة عبدالكوري تمتد على مساحة 95كم2 وتبعد عن سقطرى بحوالي 86كم2غرباً، وتعتبر سقطرى ركيزة هامة للاقتصاد اليمني لما تتمتع به من ثروات سميكة ونفطية هائلة، ومورداً سياحياً رافداً وهاماً نظراً لطبيعتها الفريدة واشجار وطيورها النادرة على المستوى العالمي اضافة الى تميزها بالمرتفعات والهضاب والاودية الغنية بأشجار النخيل الى جانب زراعة الحبوب وخاصة الدخن والخضروات والفواكه الأخرى.. كما تتميز سقطرى بوفرة الثروة الحيوانية والصناعات التقليدية الحرفية، ومن الاقتصاديات الهامة التي تتمتع بها محافظة سقطرى وجود النباتات الطبية التي تنفرد بها بين مختلف جزر العالم مثل شجرة دم الأخوين التي تستخدم في مجالات طبية كثيرة. ونظراً لما تتميز به الجزيرة من موقع جغرافي استراتيجي حيوي هام، وما تخزنه وارخبيلها من ثروات نفطية وسمكية وبيئة متنوعة ونادرة تجعل منها مورداً سياحياً اقتصادياً فقد تعرضت سقطرى لعدة محاولات لاحتلالها من قبل الاغريق والبرتغال والانجليز كونها تشكل ايضاً محطة من المحطات التجارية البحرية، بالإضافة إلى موقعها الذي يشكل اهمية عسكرية واقتصادية كبيرة كانت كما قلنا عبر التاريخ عرضة للاحتلال من قبل العديد من الدول الاستعمارية والتي كان اخرها الاحتلال البريطاني عام 1934م، كما اشار الباحث الاكاديمي العميد الركن يحيى صالح الجاكي في بحثه المقدم لكلية القيادة والاركان حيث ظلت بريطانيا جاثمة على سقطرى حتى تم دحرها من جنوب الوطن بثورة شعبية مسلحة في ال30من نوفمبر 1967م، وما أن انتهى الاحتلال الاستعماري البريطاني للجزيرة حتى قام الاتحاد السوفييتي سابقاً وفي ظل حكم الحزب الاشتراكي باحتلالها عندما اقام عليها قاعدة عسكرية لمراقبة النشاط الامريكي في المحيط الهندي والخليج العربي، وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي في نهاية تسعينيات القرن الماضي ورحيل قواته منها ظلت عرضة للأطماع الامريكية الغربية ، كما كانت الاطماع الاسرائيلية لاحتلال الجزر والمضايق البحرية ومصادر الثروة جنوبالبحر الاحمر والبحر العربي والمحيط الهندي قائماً آنذاك، بل ازدادت وتيرتها بعد ان طور العدو الاسرائيلي علاقته مع بعض دول الخليج العربي، لا سيما الامارات والسعودية، ومع بعض دول جنوب شرق اسيا والقرن الافريقي وقيامه ببناء قاعدته العسكرية في ارتيريا، وفي هذا السياق ونتيجة ما شهدته جزيرة سقطرى من اهمال من قبل نظام الحزب الاشتراكي عقب الاستقلال الذي قام بتحويل سقطرى وجزيرة عبدالكوري الى منفى للمعتقلين خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم وحتى قيام الجمورية اليمنية عام 1990م، وخلال تلك الفترة الزمنية من نظام الحزب الاشتراكي واستغلالها للاوضاع والظروف المعيشية التي عانى منها ابناء سقطرى كانت قد توغلت بعض الدول الخليجية وبإيعاز من امريكاوبريطانيا واسرائيل وتحديداً المشيخات الاماراتية الى تنفيذ بعض المشاريع الخدمية الصغيرة لسكان جزيرة سقطرى ليس بدافع انساني، ولكن بهدف مخطط استعماري احتلالي جديد على المدى البعيد وعبر مراحل زمنية متعددة، وفي ظل تلك العزلة التي فرضت على سكان الجزيرة الذين كانوا يعانون الامرين في معيشتهم وحتى في تنقلاتهم الى عدن والمهرة او العالم الخارجي، بدأت أدوات امريكا واسرائيل بنشاطها التآمري مستهدفة المواطنين السقطريين تارة يمنحهم ما كان يسمى آنذاك بالتابعية وهي وثيقة تعطي حاملها مشروعية الهجرة والاغتراب في الامارات او السعودية، وبعدها تم استقطاب الكثير منهم ومنحهم الجنسية الاماراتية، وبهكذا صورة استمر نشاط بعض دويلات الخليج والسعودية ينتشر ليس فقط في سقطرى بل في حضرموت والمهرة أيضاً منذ ذلك الحين كجزء من المخطط الاستعماري الهادف الى احتلال المناطق والموانئ والجزر اليمنية الحيوية الهامة بمواقعها الجغرافية وثرواتها الاقتصادية. ومع بزوغ فجر الوحدة وبالتحديد في العام 1992م بدأ نجم سقطرى يتلألأ شيئاً فشيئاً في جانب السياحة والتراث الإنساني والتنوع الحيوي وعلى الجانب الآخر كانت مطامع الدول الاستعمارية تكبر شيئاً فشيئاً وتلهث من اجل الحصول على ذلك الموقع الاستراتيجي الهام والاستثنائي وهو ما سعت إليه عبر اساليب وطرق مختلفة وتحت مسميات متعددة منها المساعدات الإنسانية والمشاريع الخيرية والابحاث البيئية كلها كانت تصب في بوتقة واحدة وهي الاطماع الاستعمارية التي وصلت لدرجة الاغراءات والتهديد وكل ذلك انتهى بالتدخل والاحتلال العسكري المباشر مستغلة الواقع الذي تعيشه بلادنا منذ بدء العدوان الهمجي الذي فرض على وطننا اليمني لتصبح سقطرى جزءاً من مستعمرات ممالك وامارات ومشيخات الخليج وعبر مرتزقتها في الداخل وبمباركة عربية واقليمية ودولية. لم يكن اهتمام دول تحالف العدوان بأرخبيل سقطرى من فراغ إذ في العام 1997م قامت شركة بريطانية بعملية بحث وتنقيب عن النفط ما بين جزيرتي سقطرى وعبدالكوري وكانت النتائج قد اظهرت وجود كميات من النفط في حقلين بحريين ولكن فوجئ الجميع بانسحاب الشركة ونقل معداتها الى دولة عمان دون ذكر الاسباب وما لبثت واعلنت عن ان الكميات المتوفرة في البئرين كميات غير تجارية لتتكشف بعدها ان الشركة لاقت ضغوطاً أدت إلى انسحابها من جزيرة عبدالكوري وغلق الابار المكتشفة حيث ترجح مصادر أن وراء تلك العملية دولتي الاحتلال السعودي الاماراتي والجنرال العجوز المرتزق علي محسن الاحمر الذي كان مسيطراً على الثروات النفطية في المحافظاتالجنوبية وما يجدر ذكره ان الاكتشافات النفطية في سقطرى ظلت غائبة عن الرأي العام ولم يكن يعرفها إلا قيادة وزارة النفط والنظام السابق.