هنالك فرق عندما تتحدث عن معلبات بأسماء اقتصادية محدودة الصلاحية وربما محكوم عليها بالموت كما شهدتها برامج الإصلاحات الاقتصادية السابقة في بلادنا بالتنسيق مع البنك الدولي وصندوق النقد، وفرق عندما تتحدث عن فكر كوني حر يقوم على قواعد القانون الطبيعي في الاستكشاف والإنتاج والاكتفاء الذاتي نحو الاكتفاء المستدام.. من هنا يجب أن يسجل التاريخ للشهيد الرئيس صالح الصماد أنه أول رئيس للجمهورية اليمنية نظر إلى إقتصاد بريكس الذي بدأ في 1998م، وإذا كان كثر سيكتبون عن مؤسس الشعار الخالد « يد تحمي ويد تبني « ممن عرفه داخل الوطن وممن سمع عنه من مختلف الشعوب في العالم، فإن الكتابة عن دور الرئيس الشهيد صالح الصماد في تشييد بناء بريكس في اليمن، ستبقى جزئية لابد أن ينبري لها المقربون منه ليوثقوا هذا التاريخ الذي فتح أبواباً كبيرة لم ولن تفتح إلا من هذا التاريخ... والحديث عن الموقف من بريكس عندما يكون من أحد المسؤولين أو أحد الشباب، هو حديث يختلف عندما يصدر من رئيس البلاد وفي مواقف رسمية بل وشعبية كبيرة، وهي هنا لا تكون لأسباب تتشابه مع فعل أي مسؤول أو شاب، لكنها تكون لأسباب عميقة العمق يقدرها الرئيس من تراكم علمه وعمله تجعل من اليمن رقماً حاضرا رغم عدوان الشر، فقد برزت اليمن شريكاً فكرياً قوياً لبريكس في أروع مشهد إنساني لحماية سيادة الوطن والذوذ عنه بل وحماية طريق الحرير الجديد مع العمق اليمني بشكل مباشر، ومن المواقف المعبرة عن ذلك نذكر ثلاثة رسائل لمسناها شخصيا في ميدان السبعين في مواقف رسمية وشعبية معا.. أغسطس 2016 إبان تنصيب الرئيس الشهيد صالح الصماد، رئيسا للمجلس السياسي الأعلى وهو يقول في ميدان السبعين؛ سننفتح على العالم الحر.. ذكرى 21 سبتمبر 2017م وهو يحيي موقف زعماء دول بريكس عن دعوتهم للسلام في اليمن على أساس التنمية. أعقب ذلك في 7 نوفمبر 2017م ترحيب معالي المهندس هشام شرف. وزير الخارجية بوثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية، وكان بعدها في يونيو 2018م إعلان الرئيس الصيني لآلية مالية للوثيقة، وهنا قدم 23 مليار دولار لبدء أعمال هذه الآلية وشمول اليمن في قائمة الشركاء في هذه المنحة في إطار مبادرة الحزام والطريق.. ذكرى 26 مارس 2018م وهو يعلن شعار بناء اليمن الحديث « يد تحمي ويد تبني «. أعقب ذلك بيوم إعلاننا مع الشيخ/ صالح صائل أمين عام حزب جبهة التحرير، والأستاذ المهندس خالد شرف الدين نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار وبالشراكة الدولية مع معهد شيللر العالمي، عن تشكيل لجنة فنية لإعداد تقرير المعجزة الاقتصادية السعيدة، وهو التقرير الذي أطلق بعد شهادة الرئيس صالح الصماد في 6 يونيو 2018م، مسجلين الإهداء لروحه الخالدة بعد أن كانت لمدرسة الشهيد وإيمانه بدولة للشعب سببا إلى الوصول لهذا الدستور الإقتصادي المعجز نحو إعادة إحياء طريق اللبان اليمني القديم ليقترن بأكبر مشروع استثماري عرفته البشرية والمتمثل بطريق الحرير العالمي.. هذه المواقف الثلاثة كافية لتنبئ عن منهجية الشهيد صالح الصماد في رؤيته للتنسيق مع دول بريكس وضمان لتنسيق دول بريكس مع اليمن الحديث على قاعدة الهوية الإيمانية والوطنية لإنتاج وطني ذاتي أساسا للتنسيق مع العالم الحر.. وبالعودة إلى مواقف جمعتنا بالشهيد الخالد، فسأتذكر ثلاثة في ذاكرة البريكس تاركين للزمن أن يجود بالكثير.. أغسطس 2015م، وهو لقاء دام ساعة كاملة، كنت والرفيق/ عارف العامري في هذا اللقاء، وكان أمامي تقرير ( من طريق الحرير الجديد إلى الجسر البري العالمي ) باللغة الإنجليزية، ووعدت الشهيد آنذاك أننا سنسعى للترجمة العربية. وكان قد عبر عن إستعداده لتحمل أتعاب ترجمة هذا التقرير لأهميته وفائدته للقراء دوما.. بعد عام أنتخب صالح الصماد، رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، وكان تقرير من طريق الحرير الجديد قد ترجم وطبع ونوقش في ( 15 ) حلقة مع الدكتور عبدالعزيز المقالح. فاتصلت على الرقم المباشر للرئيس للتهنئة ولأخبره بضرورة قراءته للتقرير! فكانت المفاجأة أنه وجه سيارته بالوصول لمنزلي فورا للحصول على نسخة من التقرير، وهو ما حصل خلال ساعة آنذاك..! في 4 سبتمبر 2017م، كان زعماء بريكس عبروا في بيانهم الختامي عن وقوفهم مع السلام في اليمن على أساس التنمية، وقد كان البيان مليئاً بعناصر التنمية التي تسير عليها حكومة شباب بريكس من خلال مفاتيح لاروش لتقدم دول بريكس، ومن مقتطفات البيان سؤال كيف تمنعون دولا من الاستثمار في الطاقة النووية السلمية ثم تطلبوا منهم أن يحققوا أهداف التنمية الشاملة في 2030؟ ففي هذا اليوم كان الرئيس الصماد قد أعد رسالة لتذهب للرئيس الصيني.. رئيس قمة بريكس للعام 2017م، فهاتفني مكتبه لمراجعة نص الرسالة قبل توقيع الأخ الرئيس.. وفي مساء ذكرى ثورة 21 سبتمبر 2017م، ذهبت نية الأخ الرئيس لشكر موقف زعماء دول بريكس رسميا وشعبيا أمام جمهور السبعين، فتمت دعوتي للحرص على المشاركة في السبعين، وفي السبعين سمعت تحيته لزعماء دول بريكس وتهنئته للعالم بمناسبة اليوم العالمي للسلام، وفي المساء بعث لي مكتب الأخ الرئيس مقطع الشكر من التلفزيون الرسمي لأقوم بترجمته وبثه في مقابلة لي مع قناة «لاروش باك» في واشنطن دامت ( 26 ) دقيقة، بتاريخ 8 أكتوبر 2017م.. هذه المواقف السابقة التي تشكل مصدر الإلهام والثبات والاستشراف في ذاكرة بريكس الوطنية والعالمية، تبادله الذكرى الأولى لاستشهاد الرمز التاريخي بمحافظة القيادة السياسية على موقع «بريكس» في عهد أخيه الأخ الرئيس مهدي المشاط، وهو الرئيس الذي عرفته في يناير 2015م قبل تعرفي على الرئيس الصماد، فحافظ الرئيس المشاط على موقع «بريكس» بتسجيلها في الرؤية الوطنية 2030 لبناء الدولة اليمنية الحديثة باعتبارها منظومة طبيعية لحلم الشرفاء في اليمن والعالم للاستقلالية والتخلص من هيمنة وعبثية نظام الدولار الإمبريالي، مع السبق العبقري في التعامل مع منظومة بريكس باسمها، كما برز نحو شراكة إستراتيجية على أساس سيادة كل دولة وحضورها في الدفاع والبناء العالمي المشترك، وأملنا مع كل الآمال التي تحققها فكرة بريكس للمواطن والوطن اليمني الكبير أن تكون قواعد بريكس أيضا محامياً مع فريق دفاع الجبهات الأخرى من أجل القصاص من جريمة استهداف العدوان لحقوق رئيس الدولة في الحماية القانونية وسيكون ذلك تحقيقا بإذن الله تعالى.. لقد ترك الشهداء وطناً ويجب أن نحميه، وإذا كانت مبادلة الوفاء بالوفاء بطريقة بريكس فإن التحكم الوطني بالسياسة المالية للإنتقال من مربع الدولار إلى سلة عملات تكون لبلادنا فيها حضورا مستقلا، فإن ذلك للوفاء عنوان واليمن ملك من دافع عنها وبناها..