فاز وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون اليوم الثلاثاء بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، ليصبح بذلك رئيس الوزراء البريطاني الجديد، وتعهد باستكمال مسار الخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد الجديد المتفق عليه مع الأوروبيين. وأعلن حزب المحافظين عن فوز جونسون بما يوافق التوقعات، حيث نجح في نيل ثقة حزبه بمواجهة منافسه وزير الخارجية جيرمي هنت، وذلك بعد حملة استمرت شهرا طغت عليها قضية خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (البريكست).
وأظهرت نتائج الانتخابات الداخلية حصول وزير الخارجية السابق على 92 ألفا من أصوات أعضاء حزب المحافظين مقابل 46 ألفا لمنافسه وزير الخارجية الحالي.
وفور إعلان فوزه، قال جونسون أمام أعضاء الحزب في اجتماع بلندن "شعبنا يثق بنا وسنقوم بتحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي" في الموعد الجديد الذي تم الاتفاق عليه مع الاتحاد الأوروبي وهو 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وسبق أن تعهد جونسون بسحب عضوية بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مهما كلف الأمر وفي الموعد الذي حدده الاتحاد نهاية أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما رجح كفته على منافسه هنت.
وتلقى خليفة تيريزا ماي في رئاسة وزراء بريطانيا التهاني من قادة ومسؤولين من عدة دول. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقدمة المهنئين، حيث كتب في تغريدة بتويتر إن جونسون سيكون رئيس وزراء عظيما.
كما تلقى جونسون التهاني من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وكذلك من المفوضية الأوروبية التي قالت إنها ستعمل معه بأفضل ما يمكن.
من هو جونسون؟ ولد بوريس جونسون عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير. ويفتخر أن والده من أصول تركية، وقد درس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الانجليزية والآداب الكلاسيكية. بدأ جونسون حياته العملية صحفياً في "ديلي تلغراف"، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائباً للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة "سبيكتيتور"، عام 1991. واكتسب شهرة كبيرة وكثيراً من الأنصار عندما كان رئيساً لبلدية لندن، وبعدما تزعّم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، توّقع المراقبون توليه منصب رئيس الوزراء، وقيادة حزب المحافظين، بعد استقالة ديفيد كاميرون. وأقيل جونسون من صحيفة "التايمز" بعد اتهامه بعدم الدقة في نقل التصريحات، كما فُصل من منصب الناطق باسم حزب المحافظين عام 2004، بسبب كذبه بشأن علاقاته المثيرة، وميله إلى الدعابة وتوجيه النقد الحاد، وهو ما جعل كثيرين يصابون بالدهشة بعد توليه وزارة الخارجية. كما وصف جونسون الاتحاد الأوروبي بأنه "مشروع زعيم النازية، أدولف هتلر"، الذي حاول، على حد تعبيره، "إنشاء دولة أوروبية واحدة".