لاشك أن نزول كورونا في هذه الفترة بالذات يعتبر عند ذوى العقول السليمة رسالة قوية سواءً كان من صنع البشر أو عقابا من العزيز الحكيم فهو في حد ذاته لا يكون ولا يتم إلا بإذن من الله وسنتطرق في الأسطر الأخيرة للفرص الذي أتى بها كورونا.. ولكننا سنعرج على محافظة مأرب الخير والعطاء حيث خطوط التماس والسالب والموجب يقتربان من بعض فالحق والباطل يخوضان معركة كبيرة حتى في نفوس المرتزقة وهناك شخصيات ومشايخ لاشك في مواقف لا يحسدون عليها.. لأنهم منذ بداية الحرب وقبلها بأشهر كانوا يراسلون مشايخ اليمن للنزول إلى مأرب وما هي إلا عدة أشهر ويتم دخول صنعاء وإعادة الخضوع والخنوع ولنأكل ونشرب فقط دون أن نحقق للجيل القادم ما هو واجب وينبغي من العزة والكرامة والسيادة الوطنية, لكن تلك الشخصيات اندفعت بشكل كبير حتى وصل بها الحال للقتال في صف أعداء وطنهم وصرفت لهم أحلام كثيرة تبخرت ولم يدركوا خيالها إلا عندما دنا رجال الله من متارسهم وتقدمت الجوف خاجلة وسلمت يدها بخجل واعتذار وإعجاب بقدرات رجال الله من الجيش واللجان الشعبية.. وهاهي اليوم تتنفس الصعداء, لكن الجانب الآخر هم هناك رجال في مارب تتجاذبهم كهرومغناطيسية الشيطان والفطرة الإنسانية ولاشك أنهم يريدون الخروج بسلم يحفظ المجتمع ويمسح خطأ كبيرا تم ارتكابه بحق أبناء جلدتهم ووطنهم وذلك بالتصرف فرديا بمقدرات الأمة من الغاز والوقود ومنها رواتب السواد الأعظم.. وحتى لو قرروا الذهاب جميعا لتقديم الاعتذار لعلم الهدى السيد قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي فإن رعوناتهم النفسية تأخذهم إلى فرض الشروط والبنود والضمانات في وقت لم يعد لها جدوى.. ومواقف رجال الله أكثر ثباتا وإخلاصا وإذا كانوا يعانون من حبال إبليس التي مدها لهم.. وتركوا حبل الله فإن هذا لا يعفيهم من أخذ زمام المبادرة ووضع النواة الأولى للحل والاتفاق الأول لإيقاف الحرب وفك الحصار ولاشك أنهم يدركون أن علم الهدى قائد الثورة هو الأنسب والأوفى لهم ولأجيالهم.. لم يتكبر يوما ولم يستعل بانتصارات الجيش واللجان ويتحدث مع الأمة وهو حريص عليها.. ولذلك يزدادون حسرةً وندما لعدم قدرتهم على اتخاذ القرار.. وبالعودة لرسائل كورونا التي جابت العالم ولم تميز بين غني وفقير أو أسود وأبيض فإن هذا الفيروس لاشك أتى ليعلم البشرية والعالم أن الرسل والأنبياء لم يتم إرسالهم إلى الأرض إلا لإقامة العدل والقسط وألا يؤذي أحد الآخر لا معنويا ولا ماديا.. وفي رسالته للمسلمين سأمنعكم من طواف البيت العتيق لأنكم تطوفون وقلوبكم مريضة تحمل الحقد والخبث وعدم العدل وعدم الشهادة لله ولو أن فيكم ثلة من المؤمنين.. وكذلك وجه كورونا بمنع زيارة النبي الأعظم والمسجد النبوي وكأنه يقول أنتم تنفذون أوامر الله التي تحبون من صلاة وصوم وزكاة ولكنكم تشهدون للحزب وتشهدون للجماعة وتشهدون للمذهب ولا تشهدون لله فقط.. أليس هذا هو حال السواد الأعظم من المسلمين.. لكنه في المقابل جاء لإنقاذ المستكبرين والمتعالين على الحق.. عسى يكون حجة عليهم فهو يقول للتحالف ولكبار المرتزقة.. استغلوا كورونا وأوقفوا الحرب العبثية ..التي سخطت منها ملائكة السماء وأصبحت تجركم إلى عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة.. إن كورونا يقول لكم رسل السماء جاءوا ليحققوا بيان الله (لقد أنزلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). فهل أنتم تفقهون؟!