قبل الدخول في الموضوع أود سرد ما أذكره عن الخونج العرب وما فيش خونج غير العرب أما الأجانب المخدوعون فقد دخلوا مكونات "الخونجة" وهم لا يدركون وعندما عرفوا شردوا. تأسس أول مكون للخونج في سلطنة نجد على يد محمد عبدالوهاب السلولي وذلك عام 1727 وعُرفت لاحقاً باسم "الوهابية" ثم انتشرت إلى أرجاء مختلفة من العالم العربي وكان وجودها بائنا بينونة كبرى في مصر والجزائر بشكل خاص وأقطار عربية وإسلامية بشكل عام خلال القرن الماضي.. وقد تأسست مكونات الإخوان في مصر عام 1928م على يد حسن البنا.. وخلال القرن الماضي لم يكن للإخوان في مصر أو كما يسموهم "الخونج" لم يكن لهم مشروع واضح أو ايجابي.. حيث تبنوا عشرات الحالات من الاغتيالات لشخصيات اعتبارية وسياسية كبيرة بما في ذلك محاولتهم اغتيال الزعيم العربي التحرري الرئيس المصري جمال عبدالناصر أما اغتيال الرئيس محمد أنور السادات الذي نفذه خالد الاسلامبولي فقد كانت حالة قتل مستحق "مش بطالة" وقد استحسنها معظم العرب شعبياً.. وفي عهد الرئيس محمد حسني مبارك كانت جماعات الخونج تُحظر ويتم ملاحقتها أحياناً وتشهر "وترتدع" أحياناً أخرى وهكذا ظلت علاقة النظام المصري بجماعات الخونج مثل لعبة القط والفأر خلال الربع الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي وبعد أن نجحوا في الوصول إلى السلطة عام 2011م لم يستمروا في السلطة غير عام واحد وكسور وفشلوا فشلا ذريعاً ورسبوا في الامتحان.. أما خونج الجزائر الذين ظهروا أو برزوا في أواخر ستينات القرن الماضي فقد نجحوا في الانتخابات التي جرت في الجزائر في أوائل تسعينات القرن الماضي لكن السلطة الجزائرية الحاكمة حينذاك ألغت نتائج الانتخابات أو بالأصح انقلبت على الانتخابات التي كانت لصالح جماعة الإخوان الجزائرية المسماة حينذاك جبهة الإنقاذ برئاسة عباس مدني وهو خطأ فادح لكن خونج الجزائر حينذاك ارتكبوا خطأ أفدح بل كارثيا وكانوا يقتلون من صادفوا من موظفي الدولة مدنيين وعسكريين!! وهم بذلك الأسلوب البشع حكموا على أنفسهم بالفشل.. بل أنهم سيفشلون بالفوز بأي انتخابات مستقبلية على مدى قرن من الزمان تقريباً.. والآن ونحن في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين جاء الدور على جماعات الخونج السورية التي استلمت السلطة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وسط رياح عاصفة غير متوقعة لسقوط سلطة حزب البعث السوري رغم وجود قوات مسلحة وأمن ومخابرات مجحفلة وأسلحة كثيرة وحديثة وثلاثمائة طائرة حربية حديثة كل ذلك سقط كأوراق الخريف يا خزى البلاء كما تهب تلك الرياح العاصفة من خلال هذه الفوضى الحالية والتناقضات الحالية التي تشهدها سوريا حالياً.. ففي الوقت الذي نسمع ونشاهد من شاشة التلفاز عن السعي الحثيث بأن الشعب السوري واحد والهدف السلمي والاستقرار واحد في نفس الوقت توجد أصوات سورية تدعو إلى الطائفية وإلى استحضار الدولة الأموية وشخص معاوية ويشرع المقاتلون من أكثر من طرف سكاكينهم من أجل ذبح بعضهم.. بينما الخونج السوري وقائدهم أحمد الشرع "مطهقين" لم يحركوا ساكنا أو حتى يصدروا بيان احتجاج على الاحتلال الصهيوني للأراضي السورية.. وكأن هناك توجها متفقا عليه لإيجاد خارطة شرق أوسط جديدة رغماً عن انف العرب الرافضين للمشاريع العدائية الأمريكية والصهيونية.. أما العرب المطبعين قد هم في جيب الأمريكان والصهاينة وعرب أوروبا ومن دار في فلكهم.. نعم هناك توجه لإيجاد شرق أوسط جديدة والصراع والحروب خلال السنين الماضية يبدو أنها أوجدت ظروف تهب علينا من نتائجها رياح شرق أوسط جديد كهدف أمريكي صهيوني تلقي الضوء على الأخطار التي يتعرض لها الوطن العربي من خليج النفط والأبراج إلى محيط الماء والأمواج. إن الظروف الصعبة جداً التي شهدتها فلسطين في ظل حرب بشعة شنها الكيان الصهيوني على غزة وصمود المناضلين في فلسطين ولبنان وغير ذلك من الحروب الناطقة والصامتة في الشرق الأوسط لكن هيهات لن تحقق الأهداف الصهيونية والأمريكية ما دام معنا بشر يقولوا لا إله إلا الله.. وفي ختام هذا المقال أقول أن هناك اختبارات قادمة للخونج السوري ينبغي أن ينجح فيها وأن لا يكون مثل سابقيه.. حتى الآن أخطاء المرشحين لقيادة سوريا كثيرة وقد شاهدها العالم من شاشة التلفزيون على سبيل المثال وليس الحصر إطلاق كل السجناء غلط في غلط.. يفترض أن يطلقوا السجناء السياسيين فقط كما أن إطلاق العيارات بكثافة إلى الهواء قد قتل الراجع عشرات الأنفس البريئة وغيرها من الأخطاء الفادحة الكبيرة لكن رغم ذلك نحن ننتظر أن عمل المرشحين للسلطة يكون أفضل في المستقبل القريب وعليهم أن يستوعبوا تجاوز الأخطاء وأن ينجحوا في الاختبارات القادمة بحنكة وتعقل وطول بال.. ما لم فأن الفشل بانتظارهم مثل الذين سبقوهم من خونج مصر والجزائر.. أكرر القول من منطلق حيادي أن الجماعات والمكونات الخونجية وغير الخونجية التي تسيطر الآن على سوريا أمام اختبار صعب وكبير ونهائي تجاه العدوان الإسرائيلي القديم والجديد وأيضاً تجاه القضية الفلسطينية التي طال الانتظار لإيجاد حلول عادلة لها وفقاً لقرارات الأممالمتحدة التي تم اتخاذها قبل سنوات ولم تطبق أو تنفذ إلى اليوم.