ظن الرئيس الأمريكي ترامب إنه قادر على هزيمة اليمنيين المؤمنين المجاهدين المرابطين مثلما ظن غيره.. وقادته ظنونه إلى الاستعانة بترسانته العسكرية البحرية وسطوتها القوية وحشد حاملتي طائرات ورسم خطة تدمير ممنهج ووجه غاراته المكثفة على اليمن وعلى محافظات عديدة ورافق ذلك عمل إعلامي وحرب نفسية مكثفة في سعي محموم لفرض حالة انكسار على اليمن وقيادته.. ولكنه أفاق بعد ذلك على كابوس جثم على مخيلته ولم يدرك إلا وقد غرز قدميه في بحر من الرمال المتحركة وبدأت حرب استنزاف لقواته وقواه البحرية.. ورغم أنه وضع في اعتباره أن يضرب كل المقومات التي تملكها قيادة صنعاء وبعد صمود يمني مذهل وشجاعة وبسالة القوات المسلحة اليمنية ورسوخ القرار اليمني المقاوم اتضح لترمب انه يواجه جيلاً شامخاً قوياً لا يمكن ان يهتز وصدق ان اليمني عنيد صلب صابر لا يمكن أن يقهر أو يتقهقر في موقف صدق. وقد انهالت على حاملتي الطائرات الصواريخ البالستية والمجنحة والهجمات البحرية في معادلة عسكرية فرضت ذاتها على البحرية الأمريكية التي أدركت أنها وجدت مواجهة لم تعهدها وأنها واقعة أمام نيران يمانية لا تتوقف وبدأت تستنزف قدراتها وتهدر كل مقومات قوتها في حرب عبثية إرضاء لأجندة صهيونية وحماية لتل أبيب. ورغم أن رئيس أمريكا دخل هذه المواجهة تحت عنوان حماية الملاحة البحرية الدولية لكنه في قراره نفسه كان يدرك أن نتنياهو يقوده إلى حرب تخدم سياسته الصهيونية وتخدم حكومة صهيونية متطرفة ومتشددة وضعت أمريكا في مأزق هذه المواجهة حتى يستمر نتنياهو في موقعه السلطوي يمارس فيه وحشيته وحساباته السياسية.. حينها فقط أدرك ترامب انه وقع في الفخ .. ومثلما اعتاد العالم على مواقف حادة لترامب حاول ان يتخلص من النفوذ المتسلط على إدارته من نتنياهو وان ينسحب من موقفه المتشدد وان يطلب السلامة ويهرب من المواجهة مع اليمن وأوعز لمساعديه بان يترك الساحة ويعود أدراجه إلى واشنطن وأعلن التراجع بعد انكسارات عديدة واجهتهما بحريته في البحرين الأحمر والعربي وتعرض هيبة أمريكا للاهتزاز.. ثم ظهر بذلك التهريج المعلن ليطلب وقف إطلاق النار.. وإيقاف غاراته على اليمن.. أليس ذلك انتصراً مؤكداً للصمود اليمني وتأكيداً للموقف العظيم لقيادته التاريخية.