العمالة في كل زمان ومكان لا يحترفها إلَّا ضعفاء النفوس المغرقون في الأنانية المتجردون من كل المعاني الآدمية والإنسانية، ولعل أحطَّهم قدرًا في هذه اللحظة الزمنية بعض المحسوبين على السلطة الفلسطينية الذين باعوا أنفسهم للسلطات الصهيونية أمثال المدعو «ياسر أبو شباب» الذي لم يأب أن يكون أداة هدمٍ وخراب. اتجاره عدة سنوات بالمخدرات على الرغم من أنَّ هذا العميل الرخيص الثمن المفتقر لكل خلقٍ حسن ينحدر من أسرة «الترابيين» ذات الأصل العربي العريق، فقد أضاع -من وقتٍ مبكرٌ من عمره- الطريق ومارس من السلوك السيئ ما هو بهِ خليق، فعلى العكس من التوجه الجهادي الذي يفرض نفسه على معظم شباب القطاع الذين يتسابقون على الالتحاق في صفوف النضال ومقاومة الاحتلال، اتجه «ياسر أبو شباب» -بشكلٍ قوي- نحو ما يجلب على صاحبه الخزيَ في الدنيا والعذابَ والحسرات بعد الممات، فاحترف -بعد اختياره المضي في طريق الضلال- الاتجار بالمخدرات التي آل به الاتجار بها إلى الاعتقال، وقد أشير إلى تعرضه للاعتقال عقوبة على الاتجار بهذا الداء العضال في سياق التقرير التحليلي المعنون [ما لا تعرفه عن ياسر أبو شباب.. معلومات تنشر لأول مرة] الذي نشرته «شبكة الصحافة الفلسطينية» في ال9 من يونيو الجاري بما يلي: (وقد اعتقلت الأجهزة الأمنية المدعو «ياسر أبو شباب» ذي السيرة المنتنة في غزة عام 2015 بتهمة تعاطي وترويج, وتجارة المخدرات وحكم عليه بالسجن 25 سنة). كما أشير إلى شيءٍ مماثل لما أوردنا عن المصدر الأول في سياق تقرير إخباري بعنوان [الجزيرة نت تكشف الملفات الجنائية ل"عصابة أبو شباب" في غزة] نشرته «الجزيرة نت» في ال11 من يونيو الحالي على النحو التالي: (وبحسب مصادر أمنية فلسطينية فإنَّ أبا شباب كان -قبل ال7 من أكتوبر- معتقلًا لدى أجهزة أمن قطاع غزة منذ عام 2015، بتهمة تجارة وترويج وتعاطي المخدرات، وحكم عليه بالسجن 25 عامًا). تجويع الأطفال خدمة للاحتلال مذ بدأ المجرم «نتنياهو» حرب الإبادة ضدَّ أطفال ومسني وحرائر «قطاع غزة» المحاصر وهو يبحث في أوساط سكان القطاع عن أفراد يبيعون أنفسهم له ويدورون في فلكه من منطلق العمالة، فوجد ضالته في القلة المتمثلة ب«أبي شباب» وأمثاله الذي لم يلبث أن دعمه بالسلاح, وبكل الإمكانات التي تمكنه -بصورةٍ دائمة- من التجسس على عناصر المقاومة، وقد بقي هذا العميل الرخيص عشرات الشهور يخدم أسياده الصهاينة الذين يبطنون عبادة «إبليس» -شأنه شأن سائر الجواسيس- من خلف الكواليس، ولم يجازف بالظهور إلى النور إلَّا بعد شهور من بدء تنفيذ «آل صهيون» عمليتهم الإبادية التي يطلقون عليها تسمية «مركبات جدعون» التي تزامنت مع بدء تنفيذ الخطة الأمريكية الصهيونية لتوزيع المساعدات الهادفة إلى تكديس سكان القطاع الجياع في عدد محدود من الجيوب الموزعة على مساحة محدودة من محافظة الجنوب حتى يسهل على سلطات الكيان وحلفائهم الأمريكان تهجيرهم وإلحاقهم بمن سبقوهم -منذ عشرات السنوات- إلى الشتات. وقد اتسعت مهام «أبو شباب» وجماعته، بالإضافة إلى العمل التجسسي والمساهمة في قتل من أمكن من المقاومة انخرطوا في عمليات نهب المساعدات التي يدعون حمايتها، كي يحرموا المضطرين إليها من الحصول عليها، علَّهم يضطرون -في الأخير- إلى الرحيل فيتحقق بذلك النزوح الاضطراري أهم أهداف الكيان الاحتلالي المسمى «إسرائيل» وهذا ما يمكن أن يستنبط من احتواء تقرير «شبكة الصحافة الفلسطينية» التحليلي على ما يلي: (ووفق طلب مشغليه في "الشاباك" تحول دور «أبو شباب» من جاسوس تنحصر أجسم مهامه في التجسس على أبطال المقاومة إلى قائد عصابة مرتزقة تظهر أنها تحمي المساعدات الإنسانية، بينما هي تسرقها بحماية صهيونية لتجويع التجمعات السكانية الغزية الفلسطينية، مسهمًا قدر المستطاع في هندسة خطة تجويع وتهجير أهالي القطاع). تواطؤ محزن من سلطة «أبي مازن» من المؤكد أنَّ «أبو شباب» منحرفٌ -خلافًا لمقتضيات الفطرة- من صغره، وقد أغرت تلك الميزة سلطات الكيان باستمالته وتأطيره, بل تشغيله ضمن الخلايا العمالية المحلية، إلَّا أنَّ اختصاصه من قِبَل «نتنياهو» بهذا النمط من التعامل المقتصر على عملاء الرعيل الأول المغرقين في التصهين ما كان لهُ أن يحصُل لولا التوصُّل إلى أنَّ الرجُل شديد التأثر بالتيار السياسي الذي يمثله رئيس سلطة أوسلو المدعو «أبي مازن». ومع أنَّ عمالة «أبو شباب» -في ضوء ما يضطلع به من أعمال- غايةٌ في الابتذال، إلَّا أنَّ ما يقدمه من خدمات للسلطات الصهيونية تتم بتواطؤ وتنسيقات أمنية مع رجال وأجهزة أمن «السلطة الفلسطينية» التي تناصب دائمًا وأبدًا المقاومة الفلسطينية العداء، فمعظم عناصره الذين يضطلعون بأقذر المهام العمالية من ضباط وأفراد السلطة الفلسطينية المرتبطين مع أجهزة أمن واستخبارات العدو بتنسيقات أمنية، وقد أقرَّ -بحسب ما جاء في تقرير «شبكة الصحافة الفلسطينية»- (إنه ينسق مباشرة مع السلطة الفلسطينية والقوات الصهيونية لتنفيذ ما قال إنها "نشاطاتٍ أمنية ميدانية").