برشلونة يتخلى عن خطته للعودة إلى ملعب "كامب نو"    مبادرات فتح الطرق.. أولوية إنسانية لقيادة صنعاء لتعزيز التلاحم الوطني    حديث في الخيانة    مسؤول سابق في البنتاجون: استقرار عدن أمنيًا يوجّب نقل السفارة الأميركية إليها    أمطار رعدية واضطراب البحر خلال ال 24 ساعة المقبلة    32 شهيدا في مجزرة جديدة بحق المجوعين في غزة    الرئيس الزُبيدي يجدد دعمه لإصلاح المنظومة القضائية واستقلالها    إيران تحرز 3 ميداليات برونزية في بطولة المجر الدولية للمصارعة الحرة    مؤسسة الشهيد زيد مصلح تحتفي بتخرج دفعة من كوادرها في الإخراج التلفزيوني    وفاة خمسة أشخاص بعد جرف السيول لسيارتهم في إب    مركز الملك سلمان يوقع اتفاقية تعاون مشترك لتعزيز العملية التعليمية بمحافظة لحج    صندوق النظافة بساحل حضرموت يطلق نشاطاً توعوياً بمدينة المكلا    الحوبان تبادر لإنقاذ تعز بالمياه والإخوان ودول العدوان يفاقمون الأزمة    فرع هيئة الأراضي في ذمار يستعيد أراضٍ وعقارات للدولة بقيمة 20 مليار ريال    الترب يعزّي في وفاة رجل الأعمال أبو بكر بازرعة    أسعار الذهب اليوم السبت 19-7-2025 في اليمن    مقتل طفلة وإصابة شقيقها بقصف حوثي منطقة سكنية بتعز    سعوديات يصنعن التاريخ في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بقيادة Twisted Minds    أسرار القمر التي لا يعرفها كثيرون.. "المسند" يكشف دوره الخفي في استقرار الأرض    جاه الله ؛ لا تتخفّوا بمعاناة الناس!!    باحث أمريكي يطالب بطرد حزب الإصلاح من مجلس القيادة الرئاسي    ليفربول.. ضوء أخضر أمام رحيل دياز    إنزاجي يطلب بديل ميتروفيتش في هجوم الهلال السعودي    هل فعلاً الإفطار أهم وجبة في اليوم؟    صحيفة أمريكية: الديون المتراكمة واليمن يتسببان بإغلاق ميناء إيلات    مشائخ ووجهاء مديرية برع بالحديدة يطالبون بضبط المعتدين على الطفل ضياء العامري وتقديمهم للعدالة    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على متهم بسرقة مركبات في خور مكسر    الإسلاموية السياسية طائفية بالضرورة بغض النظر عن مذهبها    الإسلاموية السياسية طائفية بالضرورة بغض النظر عن مذهبها    عدن .. سوق مفتوح للوجع والفاقة    سريع يعلن عن عملية عسكرية في يافا المحتلة والجيش الاسرائيلي يتحدث عن اعتراض صاروخ    كهنة الجمهورية وأوهام الطهر    وكالة: أحد أفراد طاقم السفينة اليونانية الغارقة يتلقى العلاج في صنعاء    مَن الفار مِن وجهِ مَن؟! .. العدالة حين تفرُّ من وجه المواطن بدلًا من أن تُلاحقه    احتكار الأمارات للغاز يجبر السكان في سقطرى على قطع الأشجار النادرة    اعتراف صهيوني بصعوبة تفكيك التهديد اليمني أو ردعه    غزة من تحت الركام: مقاومة تُربك الحسابات وصمتٌ يفضح العالم    أمين عام الإصلاح يعزي النائب المعمري في وفاة شقيقه    في معاشيق لن تجد مصحف بل آيات من سورة المنافقون    اختصروا الطريق وأعلنوا إلحادكم    ثقافة المقهور وذاكرة القهر: لماذا لم يتحرر اليمن الأسفل من هذه الثقافة؟    أهلي جدة يقتحم أزمة الريال وفينيسيوس بعرض قياسي    ريال مدريد يُحقق إيرادات تاريخية رغم غياب الألقاب    تغير المناخ وأثره على انقراض النمور ذات الأسنان السيفية    انتقالي وادي حضرموت يناقش مع هيئة الاستثمار جهود تحسين بيئة الاستثمار في الوادي    نهب شركات الصرافة تجاوز كل الحدود    إلى الإنسان عمار المعلم..    شكرًا لكم يا أصدقائي    الخطر القادم من العملة المزورة    السيد القائد يدعو لخروج مليوني غدا نصرة للشعب الفلسطيني    تعز .. إرتفاع حالات الاصابة بالامراض الوبائية وتسجيل حالات وفيات    اسباب وعلاج الذبحة الصدرية    بمشاركة اليمن.. الإعلان عن موعد قرعة بطولة كأس الخليج العربي لفئة الشباب    عمرو دياب يحيي ثاني حفلات مونديال الرياضات الإلكترونية    خواطر سرية.. ( الشهداء يضعون الاختبار )    الفلفل الأسود بين الفوائد الغذائية والمحاذير الدوائية    فتاوى الذكاء الاصطناعي تهدد عرش رجال الدين في مصر    أخطاء شائعة في تناول الأدوية قد تعرض حياتك للخطر!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوضاع مفتوحة على مختلف الاحتمالات
نشر في 26 سبتمبر يوم 19 - 07 - 2025


العميد القاضي دكتور حسن حسين الرصابي /
مؤخراً أفاق العرب وهم عادة لا يرغبون في الافاقة على أو ضاع شديدة التهتك ومبعثرة التوازن أفاقوا على مرارات تملأ حياتهم وتسد أفق مستقبلهم.
افاقوا ودمشق تهتز بريفها وضواحيها وهيمنة وتدخلات صهيونية في السويداء ودروزها وعلى اللاذقية وأقليتها، بل سوريا بكل جغرافيتها أضحت تعاني من عربدة إسرائيلية لا حدود لها .. وعلى قاهرة العرب المقهورة بالأزمات والفقر والفاقة والاختناقات المعيشية بحضرها وصعيدها.. وعلى بغداد المتخمة بالتواجد الأمريكي وبالهشاشة المتهالكة .. وأفاقوا وليتهم لم يفيقوا على سودان متناحر فيما بينه، وعلى ليبيا المنقسمة بين الأخوة الاعداء وتحت وصاية منظورة وغير منظورة على قرارها وعلى نسيجها الاجتماعي أما عواصم الخنوع والتزلف وقيادات الارتهان فقد سارعت إلى الاحتماء باتفاقية ابراهام.. فمنهم من آمن بها علناً وجهاراً نهاراً .. فيما الأخرين تمشي رويداً رويداً على استحياء ولكن هواها صهيوني أما الثوابت العربية والاسلامية فلها رب يحميها وليس مهماً ارهاق النفس للتمسك بها .. إذ من المهم ان نتمسك بالقشور وبالمظهرية الزائفة .. وكل يسير في توجهه وان كان طريقه مسدود الأفق ونهاية مأسوية وإذا رأى الأعراب بصيص أمل أو اشارة ضوء في الأفق سارعوا إلى اخفات ذلك الضوء وخنقه ووأده ..
فالواقع العربي لا يملك رفاهية البناء الحقيقي ولا يسعى الى امتلاك إرادة البناء الحقيقي ، وما يشعر العرب البسطاء الأحرار بالألم هو تمادي العربدة الإسرائيلية وانتفاخ النازي نتنياهو قاتل الأطفال والنساء في غزة الذي يصر على تغيير الشرق الأوسط بحسب الرغبة الصهيونية ووفق الأجندة الصهيونية الاستكبارية التي ترى تل أبيب هي المرتكز والمحور وما على المنظومة العربية الحاكمة والشعوب العربية ككل إلا الانصياع الكامل .. أما من يعترض أو يبدي تذمراً أو رفضاً فليس له غير الطائرة الأمريكية الأف 35 لتؤدبه في عقر داره ..
فالمشروع الصهيوني بدأ يكشف عن ملامحه القبيحة فهو ان قلم مخالب حزب الله وبسط على الجنوب اللبناني وأمتد بسطوته إلا الجنوب السوري أتجه بكل ثقله نحو إيران وهو في كل مرحلة يحقق أهدافاً له تكشف عن قوة المؤامرة وحقيقة الأطماع .. وهي اطماع سيطرة واستحواذ واستعمار، وقد جاءت فترة ترامب الرئيس الأمريكي المتآمر الذي عصف بكل أصول الدبلوماسية والعلاقات الدولية والإقليمية وأرسى تجربة خاصة به يمكن ان نطلق عليها الترامبية في العلاقات الدولية ..
فهو يخوض غمار السياسة الإقليمية بكثير من الارتجالية وبأسلوب عقد الصفقات، وفرض الإرادة .. وكأن واقعنا العربي أول السهول التي تأثرت بهذه الترامبية الجديدة ..
فمثلاً قضية العرب الاساسية فلسطين السليبة وغزة المنتهكة بالعدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي جاء ترامب ليعطي ضوء أخضر للصهيونية العالمية لمواصلة حرب الإبادة وإلى التهجير القسري لأهالي وسكان غزة في اطار حل عجيب ارتآه وأكد عليه بارتجاليته المعروفة ..
وصادف هذا الجنون الترامبي حالات من الميوعة والسيولة العربية في مواقفها المهزوزة وفي انصياعها البائن وغياب الرؤية .. والتماهي مع أنماط الارتهان المتعارف عليه في واقعنا العربي الجديد..
وحين تسعى الى ان تلم بشيء من ملامح هذه الأوضاع المهلهلة لواقع عربي شديد التهتك في نسيجه الاجتماعي وفي بناه الثقافية ولك ان تتساءل حول الاجيال الجديدة التي سوف ترث هذه الاعباء التي تنوء بأثقال لا حصر لها .. معظمها بفعل سياسات عشوائية جرى اتخاذها وفرضها على المجتمعات العربية في إطار منظومات الحكم فيها .. ومن يتحرى على قراءة مثل هذه السياسات يدرك كم هي حجم العبثية التي طغت على الوعي العربي الذي جرى ويجري تغييبه من محاور قضاياه الاستراتيجية، وتعبأ العقول والادراك بقشور الثقافة وبقناعات غربية متناثرة من ثقافة التشظي في المواقف ومن هنا ومن هذا المنطلق يبقى المنتظر بانفراجات في المشهد العام وفي السياسات مثلما ينتظر أن يجلب نملة شاردة في غيل المحول.. ولا ندري من له مصلحة في الإيغال بناء إلى دوامات من التغريب ومن العدمية ومن التغيب عن ثقافتنا وعن إسلامنا وعن ثوابتنا التي تربينا عليها وتربى عليها أجيال التحدي طوال القرون والعقود المنصرمة .. وكل يوم يمر نجد أمامنا كابوساً .. وتحولنا إلى أشباح تطارد أشباحاً في سقيف تبعان، وتل الزعلأ واطلال أكمة بيت مهدي ذره المهجورة ولا يمكن ان تتوصل إلى رسوخ يحفظ الاستقرار النفسي والمعنوي والثقافي .. بل نلهث خلف متغيرات ما أنزل الله بها من برهان .. لكنها فقط ترضي المركز في واشنطن أو في لندن أو في برلين أو في تل أبيب..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.