للمرة الثانية التي لن تكون -بالطبع- الأخيرة يُرغمنا الرئيس الكولومبي «غوستافو بيترو» على الاعتراف بكونه رئيسًا عزَّ نظيره، حين أعرب عن نيته منح الطبيب الفلسطيني «حسام أبوصفية» مدير مستشفى «كمال عدوان» المعتقل -منذ قرابة عام- في سجون الاحتلال أعلى وسام في «جمهورية كولومبيا» تقديرًا لشجاعته في أداء واجبه الإنساني تحت سحاب الاحتراب، بينما تصب جهود معظم حكامنا الأعراب في خطب ودِّ «ترامب». نيل«ترامب» وسام«شرف إسرائيل» و«قلادة النيل» الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب» أشدُّ تصهينًا من بعض الصهاينة إلى حدِّ أنَّ أحد متطرفيهم اعتبره -عند طرح خطته المستفزة المروجة لتهجير كافة سكان «قطاع غزة»- بمثابة نبيٍّ ملهم بعثه الله لترسيخ مداميك دولتهم، بالإضافة إلى ما كان من إقدامه -في أواخر ولايته الرئاسية الأولى وبمجازفة غير عادية- على إعلان «القدس» عاصمة الدولة الصهيونية الأبدية، فضلًا عن مضيه اللامتناهي الجور لاستئصال القضية الفلسطينية من الجذور، فقد منح -قبل أيام في نهاية فعاليات ما سمي مؤتمر شرم الشيخ للسلام- «وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي» تقديرًا من مسؤولي دولة الكيان الاحتلالي لجهد «ترامب» المساند لتوسعهم الاستيطاني الإحلالي. وفي غضون ذلك قررت القيادة المصرية وبنوعٍ من المنافسة الجهرية منح «ترامب» الذي تفاخر في بعض جلسات المؤتمر بتزويد «دولة الكيان» بأفتك الأسلحة الأمريكية لترتكب في حق الفلسطينيين أبشع المجازر، ثمَّ لم يألُ جهدًا في تقديم آخر ما تبقى من الحقِّ الفلسطيني منحة غير مستحقة للكيان المسمى إسرائيل «قلادة النيل» التي أشير إلى تقديمها ل«ترامب» خطبًا ل«ودِّه» وعربون ولاءٍ وتبعيةٍ ومودة في سياق الخبر التفصيلي المعنون [السيسي يقرر منح ترامب "قلادة النيل" أرفع وسام مصري] الذي نشره موقع «CNNبالعربية» يوم الإثنين ال13 من أكتوبر على النحو التالي: (أعلنت الرئاسة المصرية -اليوم الإثنين - أنَّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرر إهداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية «قلادة النيل». وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية -في بيان عبر صحفة الرئاسة الرسمية على فيسبوك-: "قرر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي إهداء الرئيس دونالد ترامب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية «قلادة النيل»، زاعمًا أنَّ "ذلك يأتي تقديرًا لإسهامات ترامب البارزة في دعم جهود السلام، ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحوري في وقف الحرب في غزة". و"قلادة النيل" هي أرفع وسام تكريم مصري، وتمنح -عادةً- للأشخاص الذين قدموا إسهامًا مميزًا يؤثر على حياة المصريين، وتمنح لرؤساء الدول والمصريين فائقي التميز). لفتة كولومبية «غوستافوية» نحو «أبوصفية» الرئيس الكولومبي «غوستافو بيترو» من الرؤساء القلائل بل النادرين الذين سارعوا إلى قطع علاقة بلدانهم بدولة «الكيان الصهيوني» بسبب ما ترتكبه من حرب إبادة في حق المدنيين الغزاويين، فقد أعلنت «كولومبيا» قطع علاقتها ب«دولة الكيان» في ال5 من إبريل 2024، ومنذ ذلك الحين تبنى الرئيس «غوستافو بيترو» الدفاع عن الحقوق الفلسطينية أكثر من بعض العرب ومن بعض الفلسطينيين، حتى صار من أبرز الأصوات التي اتخذت من المؤتمرات والمحافل الدولية منابر مثالية لفضح ما يقترف في حقِّ الشعب الفلسطيني من مجازر صهيوإبادية. وها هو -في سياق تبنيه الدفاع عن الكوادر الطبية الغزاوية- يعقد النية على تكريم الدكتور «حسام أبوصفية» المعتقل -منذ حوالى عام- لدى السلطات الصهيونية ومنحه -نظير استبساله في تأدية واجبه الإنساني بما لا يخطر على بال من الإصرار والتفاني- أعلى وسام في دولته. فبالتزامن مع تعليق السيسي «قلادة النيل» على صدر الصهيوني «ترامب» تعبيرًا عن الامتنان لما بذله من جهد لإيقاف الحرب، أعلن «غوستافو بيترو» منح الطبيب «حسام أبوصفية» وسام «بوياكا» وهو أعلى وسام في «الجمهورية الكولومبية»، تقديرًا للمخاطرة بحياته في مواصلة تأدية الخدمة الطبية لجرحى ومرضى «القطاع» تحت نيران الآلة الصهيوإسرائيلية الحربية، وذلك ما أشارت إليه معظم وسائل الإعلام على غرار استهلال موقع «قدس برس» خبره الصحفي التحليلي المعنون [الرئيس الكولومبي: سنكرم الطبيب الفلسطيني حسام أبوصفية حتى لو بقي في سجون الاحتلال الإسرائيلي] الذي نشره يوم الخميس ال16 من أكتوبر الحالي الاستهلال التالي: (قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيدرو: إنَّ الذنب الوحيد الذي ارتكبه مدير مستشفى كمال عدوان شمال غزة الدكتور حسام أبو صفية هو "معالجة الأطفال في المستشفى"، مؤكداً أنه سيمنحه "وسام بوياكا" تقديرًا لشجاعته الإنسانية. وأوضح بيدرو في تدوينة على منصة «x» -اليوم الخميس- أنَّ بلاده ستكرم «أبوصفية» حتى لو ظل قابعاً في سجون الاحتلال. ويُعد وسام "بوياكا" أرفع الأوسمة الوطنية في كولومبيا، ويُمنح عادة لشخصيات بارزة في مجالات الدفاع عن حقوق الإنسان والبطولة المدنية والخدمة العامة. وكان بيدرو قد صرّح في وقت سابق أنَّ منح الوسام لأبوصفية هو "أقل ما يمكن فعله أمام حجم معاناة الأطباء الفلسطينيين الذين ضحّوا من أجل إنقاذ الأرواح وسط الإبادة الجماعية في غزة").