ارتفعت مؤخرا أصوات العملاء والمرتزقة بالصراخ والعويل بحجة أن إسرائيل تقوم بقصف أهداف في اليمن وتتسبب بسقوط ضحايا وأن المطلوب هو استسلام اليمنلأمريكا وإسرائيل والكف عن نصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتخلي عن قضيته إسوة بالدول العربية والإسلامية ولا ندري من أين جاءتهم هذه العاطفة الجياشة والكاذبة وهم الذين ظلوا يشكرون سلمان على ما قام به تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا والسعودية والامارات من قتل للشعب اليمني وتدمير لبنيته التحتية على مدار ثمانية أعوام ذهب ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ولم تسلم من قصفه حتى صالات العزاء ولا الأجنة في بطون أمهاتهم معتقدين أن الاستسلام لإسرائيل سيجنب اليمن خطرها ولم يعتبروا بما حدث لدولة قطر من قبل العدو الصهيوني وهي الدولة التي كانت ولا زالت تعتبر من أكبر الأصدقاء لأمريكا وإسرائيل وتقوم بدور فعال كوسيط للتقارب بين المقاومة الفلسطينية في غزة والكيان الصهيوني لقبول المقترحات التي يقدمها الوسطاء وصولا لصفقة لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الأسرى الصهاينة في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وهو ما يؤكد أن العدو الصهيوني لا يفرق في تعامله بين الصديق وبين المطبع معه مهما قدم له المطبع من خدمات ، بل أنه ينظر بتعال واحتقار إلى المطبعين والخاضعين لإرادته ليسيرهم كيفما يشاء ويفرض عليهم إرادته وتنفيذ توجهاته . لقد تفاجأ العالم كله لقصف العدو الصهيوني لقطر بضوء أخضر أمريكي بحجة اغتيال الوفد الفلسطيني المفاوض الذي أتى إلى الدوحة ليعقد اجتماعا يقف فيه أمام مقترح قدمه ترمب يدعو لإيجاد مخرجا لإنهاء العدوان في غزة وتحديد موقفه منه ورده عليه ، لكن يبدو أن مقترح ترمب كان عبارة عن فخ وتضليل للقيادات الوطنية الفلسطينية بهدف التخلص منها وفي نفس الوقت محاولة ترمب اخراج نفسه من المشاركة في التآمر على الوفد الفلسطيني من خلال قوله أنه بلغ القطريين بالضربة الصهيونية ووعدهم بأن لا يتكرر ذلك مستقبلا وقد نفى ذلك رئيس وزراء ووزير خارجية قطر في مؤتمره الصحفي مؤكدا أن ترمب لم يبلغ القطريين إلا بعد عشر دقائق من وقوع القصف وقد تباهى القادة الصهاينة بالمشاركة الأمريكية والموافقة على تنفيذ عملية القصف بل أن هناك معلومات متداولة تفيد أن الطيران الأمريكي أنطلق من قاعدة عديد الأمريكية في قطر ليزود الطيران الحربي الصهيوني بالوقود في الجو ليواصل مسيره وإكمال مهمته ، ولم يعملوا أية اعتبار لما قدمته قطرلأمريكا أثناء زيارة ترمب لها من دعم مالي فاق الترليون دولار بالإضافة إلى تقديم طائرة خاصة هدية لترمب وهذا مالم يحدث في أية دولة من دول العالم وكان الجزاء المقدم لقطر هو القيام بقصفها وانتهاك سيادتها بدلا من شكرها . من هنا نستطيع القول إنما حدث لقطر من قبل الجيش الصهيوني بموافقة ومباركة أمريكية يعتبر درسا قويا يجب أن يستفيد منه كل المهرولين للتطبيع مع إسرائيل والذين يحاولون إرضاء أمريكا بأية صورة من الصور حتى لو كان ذلك على حساب كرامتهم وشرفهم الوطني وعليهم أن يدركوا بأن العدو الصهيوني يحترم أعدائه أكثر من احترامه لمن يعتبرهم أصدقائه ومن يقومون بتقديم الدعم له ويخذلون القضية الفلسطينية ومن ارتموا في حضنه ظنا منهم بأنهم سيكسبون بذلك رضاه ورضاء أمريكا عنهم وأقوى دليل على احتقاره لهم هو ما يحدث في لبنان وسوريا حيث لم يشفع للبنانين والسوريين تمكين إسرائيل من السيطرة على قراريهما السياسيين واحتلال أجزاء من أراضي بلديهما ، فهاهو العدو المتغطرس يعتدي عليهما كل يوم على مدار الساعة ولم يردعه رادع لأن الحكام العرب وأنظمتهم عودوه على الانبطاح أمامه والسجود له من دون الله ويريدون من اليمن أن يحذوا حذوهم ويتخلى عن نصرته للقضية الفلسطينية بعد أن تخلت عنها كل الأنظمة العربية والإسلامية مع شعوبها للأسف الشديد ويريدون أيضا ألا يقدم اليمن دعما ومساندة للأشقاء في قطاع غزة الذين يموتون جوعا بسبب الحصار المفروض عليهم من العرب قبل إسرائيل فضلا عما يتعرضون له من قصف بمختلف أنواع الصواريخ والقنابل بما فيها المحرمة دوليا حيث تحصد يوميا المئات من الشهداء والجرحى معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال وتهجيرهم من منطقة إلى أخرى وهدم الأبراج والمساكن فوق رؤوسهم وقصف مخيماتهم وكذلك قصف المستشفيات والمدارس ولم تهتز للشعوب العربية والإسلامية وأنظمتها شعرة واحدة متلذذين بهذه الجرائم الفظيعة وغير مصدقين بأن الدور سيأتي عليهم في حال استمرار تخاذلهم وعدم نصرتهم للقضية فلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض أبناؤه في قطاع غزة لأفظع الجرائم ترتكب على أيدي الجيش الصهيوني بدعم أمريكي وغربي بل وعربي لم يشهد لها التاريخ مثيلا. ولا ندري إلى متى سيظل هذا التخاذل العربي والإسلامي وموقف اللامبالاة مما يجري في غزة أستنكره وأدانه كل المجتمع الدولي بما في ذلك الشعوب التي تدعم أنظمتها الكيان الصهيوني لأنها شعوب لديها شيء من تأنيب الضمير ولا ترضى لنفسها أن ترى ما يحدث في قطاع غزة من جرائم إبادة ولا تعبر عن موقفها الإنساني منه حتى لو تعرض المتظاهرون في تلك الشعوب للملاحقة والمنع من قبل أنظمتهم وإلقاء القبض على بعضهم والزج بهم في السجون بينما الشعوب في العالمين العربي والإسلامي مشغولة بحفلات المجون والرقص ومتابعة كرة القدم والخضوع لإرادة أنظمتها وحكامها التي تخضع أصلا للإرادة الأمريكية والإسرائيلية .