صدرت عن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تصريحات حادة انتقد فيها ما وصفه ب"الخيار النفاقي" للجماعات المسيطرة على سوريا، مؤكداً أنها باتت تعلن صراحة ولاءها للولايات المتحدة وسعيها لإقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي، رغم الغارات الإسرائيلية المتكررة والتوغلات العسكرية في محيط العاصمة دمشق. واعتبر قائد الثورة، في بيان له بمناسبة ميلاد فاطمة الزهراء عصر اليوم، أن هذا النهج يمثل نموذجاً صارخاً لحالة الارتماء في الحضن الصهيوني في المنطقة. وفي سياق متصل، شدد السيد القائد على أن الانتهاكات الصهيونية المستمرة للاتفاقيات الدولية، سواء في غزة أو لبنان، تكشف بوضوح الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن هذه الخروقات تتم رغم وجود أطراف دولية ضامنة لتلك الاتفاقات. وأوضح أن الجرائم الصهيونية الأخيرة حرّكت شعوب العالم بدافع إنساني، في حين بقيت معظم الأنظمة العربية والإسلامية بلا موقف، بل إن بعضها تجاوز حدود الصمت إلى تقديم دعم اقتصادي وإعلامي واستخباراتي للكيان، ما اعتبره "أخطر أشكال التخاذل والانحدار الأخلاقي". وأضاف أن قبول بعض الأطراف الإقليمية بمشروع "تغيير الشرق الأوسط" تحت الهيمنة الإسرائيلية يعكس خللاً عميقاً في الوعي والبصيرة، مؤكداً أن الأعداء نجحوا في تطويع عدد من الأنظمة وتحويل ثروات الأمة إلى مورد لهم، وأراضيها إلى قواعد عسكرية، وشعوبها إلى أدوات مسخّرة لخدمة مشاريعهم. وأكد قائد الثورة، أن هذا الواقع يستدعي موقفاً واعياً من الأمة، محذراً من استمرار الحرب الناعمة التي تستهدف الهوية الإيمانية والثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية.