يتجه المشهد في المحافظاتالجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل العدوان السعودي-الإماراتي نحو مزيد من التعقيد والانفجار، في ظل تصاعد الخلافات بين تلك الفصائل وتبادل الاتهامات بشأن تردّي الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي. وجاءت اعترافات رشاد العليمي، رئيس ما يُسمّى ب«المجلس الرئاسي» الموالي للسعودية، بشأن التداعيات الاقتصادية «المقلقة» للتصعيد العسكري في حضرموت والمهرة، لتكشف جانبًا من حجم الصراع القائم مع المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، والذي بات ينعكس مباشرة على حياة المواطنين، عبر تفاقم الأزمات المعيشية واتساع رقعة الفوضى. ومع امتداد الصراع إلى محافظات جديدة، أبرزها لحج، تتأكد ملامح مرحلة شديدة الخطورة أمنيًا وخدميًا، حيث تتصارع الفصائل على النفوذ دون أية رؤية لإدارة المناطق أو معالجة الانهيار الاقتصادي المتسارع. وفي بُعد أكثر خطورة، كشفت تقارير دولية، بينها ما نشرته مجلة «التايمز» البريطانية، عن سعي المجلس الانتقالي لكسب دعم أمريكي عبر التعهد بالاعتراف ب«إسرائيل» فور إعلان انفصال الجنوب، وإرسال وفود للقاء مسؤولين إسرائيليين، في خطوة تعكس حجم الارتهان السياسي للخارج. وبالتوازي، تظهر الخلافات السعودية-الإماراتية بوضوح من خلال وصول وفود سعودية إلى عدن للضغط باتجاه تسليم مناطق في حضرموت والمهرة لقوات موالية للرياض، ما يؤكد أن الصراع لا يتجاوز كونه إعادة توزيع نفوذ بين أطراف لا يجمعها مشروع وطني. ويخلص مراقبون إلى أن فصائل العدوان، المنشغلة بتنفيذ أجندات خارجية مقابل المال والدعم، تواصل جرّ جنوباليمن نحو مزيد من الانهيار، بينما يبقى المواطن هو الخاسر الأكبر في معركة المصالح الدولية والإقليمية.