أعلن الموظفون الفلسطينيون الحكوميون اإنهاء إضرابهم الشامل عن العمل اعتبارا من الأحد بعد اتفاق مع الحكومة على دفع أجورهم المتأخرة، في الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إلى وقف كل أشكال الصدام الداخلي واستنئاف الحوار، فيما تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل في بداية جولة لمنطقة الشرق الأوسط لبحث عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين واستراتيجية واشنطن الجديدة في العراق. وتم توقيع اتفاقية بين ممثلي الموظفين العموميين والحكومة تقضي بأن ينهي الموظفون إضرابهم لقاء التزام الحكومة بتسديد ما لهم من استحقاقات مالية عن الشهور التسعة الماضية، وبموجب هذا الاتفاق ستدفع الحكومة لكافة الموظفين راتب شهر كامل بعد أيام, على ان يتم تسديد باقي المستحقات عن الشهور الماضية على ست دفعات. ودعا رئيس نقابة العاملين في المؤسسات الحكومية بسام زكارنة كافة الموظفين العموميين للعودة الى عملهم ابتداء من صبيحة الاحد. وقال في مؤتمر صحافي عقب توقيع الاتفاق "لسنا سياسيين, لكننا نأمل ان يقود انهاء الاضراب الى مصالحة سياسية والتوصل الى حكومة وحدة وطنية واقامة دولتنا المستقلة". ويبلغ عدد الموظفين الرسميين نحو 160 الفا, غالبيتهم العظمى من حركة فتح, ولم تسدد الحكومة الفلسطينية الحالية رواتب الموظفين كاملة منذ ان تسلمتها حركة حماس في آذار/مارس الماضي بسبب الحصار المالي المفروض عليها. وينص الاتفاق كذلك على ان يتم تسديد رواتب العسكريين العاملين في الاجهزة الامنية المختلفة من خلال الاموال الموجودة لدى جامعة الدول العربية والتي قدمتها الدول العربية للسلطة الفلسطينية. واشار القائم بأعمال وزير المالية في الحكومة الحالية سمير ابو عيشة الى ان ما لدى الجامعة العربية من اموال للسلطة الفلسطينية يصل الى حوالي 32 مليون دولار. من جانبه، دعا رئيس الوزراء اسماعيل هنية في خطاب متلفز من غزة السبت الى وقف كل "اشكال الصدام الداخلي" بين حركتي فتح وحماس خصوصا داعيا الى استئناف الحوار الفلسطيني الداخلي. واضاف "يجب ان يتوقف الصدام تماما ونهائيا ويجب الا يستخدم الرصاص او ان يصوب الى صدر الفلسطيني ويجب وقف كافة الحملات الاعلامية التحريضية". واعتبر هنية "ان الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة هي فريضة شرعية وهي ضرورة وطنية". وادت المواجهات بين حماس وفتح منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول إلى سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا لكن حدتها تراجعت في الفترة الاخيرة.