اختتمت منتصف ليل الجمعة الحملة الانتخابية في موريتانيا بعد أسبوعين من التنافس القوي والسجالات الساخنة بين 19 مرشحا رئاسيا، 11 منهم مستقلون، وثمانية مرشحون من طرف أحزاب سياسية، و14 من بين هؤلاء يترشحون للمرة الأولى لهذا المنصب. وقد اختار مرشحون عدة الساعات الأخيرة من الفترة المخصصة للحملة الانتخابية لتنظيم آخر مهرجاناتهم الانتخابية التي سعى أغلبهم إلى أن تكون أكثر تميزا، وأكبر عددا من كل النشاطات التي نظمت طيلة أيام الحملة. وقال المرشح الرئاسي صالح ولد حننا في آخر مهرجان له مساء الجمعة إنه سيحارب الفساد وسوء الإدارة، مجددا تعهده بقطع العلاقات مع إسرائيل، وبصيانة ثروات البلاد، وبالحفاظ على هويتها العربية والإسلامية. وكان ثلاثة مرشحين بارزين هم زعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه، والمرشح المستقل سيدي ولد الشيخ عبد الله، والمرشح المستقل الزين ولد زيدان، قد نظموا يوم الخميس تجمعات ختامية في العاصمة نواكشوط. ومن جهته قال الأمين العام للرئاسة الموريتانية حبيب ولد همت في مؤتمر صحفي الجمعة، إن السلطات اتخذت كل الإجراءات من أجل أن تتم عمليات الاقتراع المقررة يوم الأحد في احترام كامل للنظم الديمقراطية، ولحرية الناخبين الكاملة في اختيار من يريدون، متعهدا بتوفير أكبر قدر من الشفافية والنزاهة في هذه الانتخابات. وقال وزير الداخلية الموريتانية محمد أحمد ولد محمد الأمين في نفس المؤتمر إن كل الإجراءات تم اتخاذها من أجل تسهيل عمليات سحب بطاقات الناخبين، مشيرا إلى أن الجهات المعنية ستقدم كل المساعدات الضرورية للناخبين حتى يوم الاقتراع. من جهته أوضح رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات الشيخ سيد أحمد ولد باب مين في المؤتمر الذي حشدت له الصحافة المحلية والدولية، أن كل التحضيرات اللازمة لتنظيم اقتراع ناجح وفي أحسن الظروف تم اتخاذها. وأكد ولد باب مين أن كل الإجراءات الوقائية تم اتخاذها أيضا للتصدي لأي محاولات للغش أو التزوير، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القائمة الانتخابية تمت مراجعتها للمرة الثالثة خلال هذه الفترة الانتقالية لتمكين الناخبين من أداء واجبهم بكل حرية. وأوضح رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بال أمدو تيجان، أن هيئته ظلت طيلة الفترة الماضية تسهر على ضمان انفتاح وسائل الإعلام العمومية على جميع المرشحين، وعلى استفادتهم بشكل متساو وعادل من التغطية الإعلامية الرسمية خلال الحملة الانتخابية. يشار إلى أن هذه الانتخابات ستخضع لرقابة هيئات ومؤسسات متعددة داخلية وخارجية، حيث يوجد حاليا 312 مراقبا دوليا تم ابتعاثهم من طرف الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة الدولية للفرانكفونية. كما سيراقب هذه الانتخابات أيضا 39 منظمة غير حكومية أفريقية، و800 مراقب محلي. الجزيرة نت