أشاد مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي بنجاح الديمقراطية في اليمن قائلاً : إن نجاح اليمن في مجال الديمقراطية لم يحدث في طرفة عين وبين ليلة وضحاها ولكنها كانت المحصلة الحقيقية للتقدم المستمر. وأعرب بيتر ديمتروف عن إيمانه الراسخ بأن هذه الديمقراطية ستكون مقبولة في العالم العربي، بقياس تطورها وتصميمها على نحو مناسب وملائم للجميع. وقال المسئول الأمريكي الذي كان يتحدث في افتتاح اللقاء التحضيري لإعلان الميثاق العربي للديمقراطية لتأسيس الحركة العربية للديمقراطية الذي بدأ أعماله اليوم الاربعاء بصنعاء بمشاركة(15) دولة عربية وعدد من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان :" من الملائم لنا أن نكون هنا في اليمن حيث حققت الديمقراطية نجاحاً يحوز الإعجاب والتقدير". و حيا مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي توجهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح المساندة على تطوير الديمقراطية في اليمن . من جهته قال الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية رئيس منتدى جسور الثقافات رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية " إن الديمقراطية والتنمية صنوان متلازمان وأن دور المواطن فيهما هو المقياس الحقيقي لوجود ديمقراطية حقة وتنمية مستدامة " . وأشار الدكتور الارياني الى أهمية دور منظمات المجتمع المدني ووقوفها صفا واحدا في كل أرجاء الوطن العربي لحماية هذا الحراك الديمقراطي الناشئ خصوصا وان هذا الحراك عززته تقارير التنمية الانسانية العربية والدولية باعتبار ان المنطقة العربية تاتي في مؤخرة دول العالم من حيث التحول نحو الديمقراطية . وأضاف "ان منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي تعد احدى الاليات الرئيسية في التوجه نحو الديمقراطية في حال توافرت الشروط اللازمة لها.. داعيا منظمات المجتمع المدني الى تعزيز علاقاتها مع الحكومات لتحقيق اقصى حد من الديمقراطية والتنمية الشاملة. ونوه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ان الإصلاح السياسي الديمقراطي لن يتحقق مالم تتبناه قوى اجتماعية وسياسية فاعلة وتأتي منظمات المجتمع المدني في مقدمتها . ورحب الارياني بالحدث الديمقراطي الذي تبنته دولة قطر الشقيقة الخاص بتأسيس المؤسسة العربية للديمقراطية، معربا عن امله ان تكون علاقة الحركة العربية للديمقراطية علاقة تعاون وتكامل تحقق تطلعات كل مواطن في الحرية والديمقراطية والتنمية المستدامة . من جانبها اكدت حصة بنت خليفة آل ثاني في كلمتها عن المشاركين العرب أن هذا اللقاء وهذا الحدث يكتسب أهمية كبرى مميزة كونه ينطلق من اليمن ارض البدايات وعبق الحضارات . وقالت "ونحن اذ نجتمع في هذا اللقاء فإننا ندرك أن من اكثر المهمات صعوبة هو التصدي للمواثيق وصياغتها حيث أن اكثر ما يغيب عنا هو التأصيل لأهم المبادئ والقيم والتي يتطرق لها مشروع هذا الميثاق كالمساواة والحرية والتلعيم والعمل والحياة الكريمة والتعبيرعن الفكر والتعبير عن الإرادة في اختيار من يمثلوننا وكل مبادئ وركائز حقوق الانسان التي لها جذور وصدى في ثقافتنا وتتلاقى مع الثقافة الانسانية". وتابعت "اننا ننتمي إلى حركة انسانية تسعى لتحسين نوعية الحياة ورفع القيود والعقبات وعدم الاستجابة للمخاوف والتهديدات التي تحول دون تحقيق الرفاه والسعادة التي هي غاية كل اجتماع انساني. وأكدت حصة آل ثاني ان هذا الجهد الذي يشترك الجميع في انضاجه يحمل في طياتة الكثير من الوعود للمرأة والطفل والاسرة الريفية والاشخاص المعاقين وكبار السن والاقليات والمهجرين والطبقات العاملة، وتجلى هذه الوعود في ان الترجمة الكاملة لمبادئ الحق والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص كفيلة برفع الحواجز واشعال جذوة الامل وتوليد الدافع لدى كل الفئات للعمل على تغيير الواقع في أطر واضحة توفر الضمانات وتحقق المشاركة وتحول دون التصدي والتجاوز على الكرامة والحرية والحقوق التي لا يمكن ان تتجزأ أو تنفصل عن الوجود الانساني". منوهة إلى أنه من غير المقبول ان تبقى القوة الكامنة والخلاقة من الرواد والمفكرين والمبادرين والناشطين في المقاعد الخلفية لحركة المجتمع العربي رغم انهم الأقدر على ادراك التحديات وصياغة برامج التغيير وإطلاق مبادرات احداثه، وهم من يملك القدرة على التأثير وتصحيح المسارات وبلورة التجربة ورعايتها ونشرها. وأعتبرت أن هذا اللقاء الميمون بمشاركة هذه النخبة يستدعي أن نتجاوز الاطر التقليدية لمثل هذه اللقاءات التي كثيرا ما تتلاشى موضوعاتها مع رفع جلساتها الختامية . ودعت الى وضع منهجية للعمل ذات اطر زمنية ومسئوليات محددة لترجمة الأهداف التي تم الإجماع عليها إلى برنامج عملي تتجاوز آثاره هذه المناسبة وهذا المكان.