حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء الثلاثاء اسرائيل، في الذكرى الاولى لتوقف عدوانها على لبنان، من "مفاجأة تغير مصير المنطقة" اذا اعتدت مجددا على لبنان. وقال نصر الله "اذا فكرتم ايها الصهاينة بالاعتداء على لبنان اعدكم بمفاجأة تغير مصير الحرب والمنطقة". وتوجه الى الاسرائيليين بقوله "يجب ان تفهموا ان اي حرب مقبلة على لبنان ستكون اثمانها باهظة جدا". وفي اشارة الى صمود حزبه في مواجهة الجيش الاسرائيلي لمدة 33 يوما الصيف الماضي، قال الامين العام للحزب الشيعي "بهذا الالتزام ارتب مسؤولية كبيرة علي وعلى المقاومة". واضاف "لا نستطيع ان ننام على حرير (...) واجبنا الاحتياط (...) التهيؤ والاستعداد للحرب من اهم وسائل منع وقوعها". وقال "انصحهم (الاسرائيليين) بان في لبنان مقاومة وجيش وشعب يرفضون الذل". واوضح نصر الله ان كلامه مؤخرا عن امتلاك حزب الله صواريخ تطال اية بقعة في اسرائيل لم يكن يعني "استدراج حرب انما العمل لمنع وقوع حرب جديدة". وكان نصر الله قد استهل اطلالاته المتلفزة للاحتفال بالانتصار بالتاكيد في 28 تموز/يوليو من بنت جبيل (جنوب) على ان حزبه ما زال يملك حاليا صواريخ قادرة على قصف اي مكان في اسرائيل ان اعتدت على لبنان. وشدد الامين نصر الله على اولوية قيام حكومة وحدة وطنية لحل الازمة المستمرة منذ تسعة اشهر في لبنان متهما الولاياتالمتحدة بعرقلة قيامها. واشار نصر الله عبر شاشة عملاقة امام نحو خمسين الف مناصر، وفق المنظمين، احتشدوا في ضاحية بيروتالجنوبية، الى مبادرة جديدة لحل الازمة سيطرحها حليفه نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة امل الشيعية. وقال "اليوم هناك مساعي وفاقية جديدة سيقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري للخروج من الازمة. نؤكد تعاوننا وتاييدنا وتجاوبنا مع كل المبادرات المطروحة" متسائلا "الى اين يدفع لبنان من يصر على عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟" واتهم نصر الله الولاياتالمتحدة بانها "تعمل بقوة على منحى التخويف والتقطيع واثارة الشبهات بين القوى اللبنانية". وقال "هم يتدخلون ليلا نهارا لتعطيل اية تسوية داخلية مدخلها حكومة الشراكة بعيدا عن اية تفسيرات خاطئة". يذكر بان الولاياتالمتحدة والدول الغربية وابرز الدول العربية تدعم حكومة فؤاد السنيورة التي تعتبرها المعارضة غير دستورية بسبب استقالة وزراء الطائفة الشيعية منها. واضاف نصر الله "بوضوح نقول اليوم يوجد في لبنان خطان قياديان: خط تصالحي وفاقي وحدوي يدعو الى مد الجسور والتوصل الى تسوية داخلية في كل القضايا الخلافية، وخط تصادمي الغائي تخويني يستقوي بالاميركي والمجتمع الدولي ويعتبر الشراكة الوطنية انتحارا والتسوية الداخلية خيانة تستحق الاعدام". يذكر بان وساطات سابقة لحل الازمة منها فرنسية وعربية اصطدمت بوجود اولويتين متعارضتين: الغالبية النيابية تطالب بضمانات للاستحقاق الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، والمعارضة تطالب بحكومة وحدة وطنية دون ربطها باي التزام مسبق لاتمام انتخاب رئيس جديد. ويزيد من حدة الازمة اقتراب المهلة الدستورية (24 ايلول/سبتمبر) للانتخابات الرئاسية. وقال نصر الله "نحن من دعاة الخط الاول لكن المنهج التخويفي الذي تمارسه اميركا يضعنا في موضع المتهم الذي يجب دائما ان يطمئن ويدافع عن نفسه". واضاف "اذا كان هناك طرف بحاجة الى تطمين فهو المقاومة وجمهورها لانها مستهدفة بالقتل والتهجير الجماعي والتغيير الديموغرافي".